من بعد وسام الحسن؟

من يحمي لبنان، ومن يحمي شعبه وقادته؟

وهل هكذا تُبنى الأوطان وتُرسَم السياسات وتُحقق الإنجازات ويكافأ أبناؤها بالاغتيال والتفجير؟

وهل تمكّن القاتلون، ببارودِهم وجبروتهم، من تركيع اللبنانيين والاستيلاء على لبنان، ليستمرّوا في نهج التصفية الوحشية للقيادات السياسية والأمنية اللبنانية الشابة؟

وكم من القيادات يفكّر الغادرون في صيدها وزهق أرواحها، وإلى متى؟

وهل حرام أن يكون لنا وطن مثل سائر الأوطان، بعد ثلاثين سنة من الحرب، ننعم فيه بالسلام والاستقرار والحرّية والكرامة؟

ما هي جريمة الشهيد وسام الحسن؟

هل هي إنجازاته في كشف عملاء إسرائيل ومطاردتهم وتوقيفهم وسَوقهم إلى العدالة؟

هل هي كشفه والشهيد وسام عيد، الشبكة المُتهمة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه؟

هل هي إنقاذه لبنان من فتنة محتّمة من خلال كشفه محاولة ميشال سماحة تفجيرَ الساحة الشمالية لأهداف خارجية والتجرّؤ على دهم منزله وتوقيفه وتسليمه إلى القضاء العسكري مع التسجيلات السرّية التي تطال مسؤولين سوريّين؟

وعندما تتمكّن هذه الشبكات من خرق أمن مسؤول الأمن العميد الشهيد وسام الحسن، على ما تسلّح به من فطنة، وتصرّف بدراية، وملكَ من قدرات وإمكانات، وعرف أنّ اسمه على لائحة الاغتيال، وطالما تجنّب مصيدتهم ومطاردتهم ليقع فريسة إصرارهم وإجرامهم، فمن يحمي قادة البلاد وسياسيّيها ومناضليها ومفكّريها ومواطنيها من التصفية الجسدية؟

من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميّل، وليد عيدو، أنطوان غانم، فرنسوا الحاج، وسام عيد، سامر حنّا، والشهداء الأحياء مروان حماده والياس المر ومي شدياق والعقيد سمير شحادة، ومحاولتَي اغتيال سمير جعجع وبطرس حرب، لم ترتوِ شبكات الاغتيال المتسلسل دماءً ولا أشلاء، ومن لا تردعه عدالة إلهيّة لا توقفه محكمة دوليّة.

يعتقدون أنّهم إذا قتلوا البعض، وحاولوا قتل البعض الآخر، يُرعبون الأحياء والأبرياء الذين لا يبقى أمامهم إلّا خياران: الهجرة أو الخضوع.

غير أنّ زمن "الصمت أو الموت" قد ولّى، ولن ينال اغتيال زائد ولا ألف اغتيال من أبناء هذا الوطن الذين رووا أرضه بمئة ألف شهيد ليبقى حرّاً أبيّاً.

وإن طال زمن "الإفلات من العقاب" فلا بدّ أنّ العدالة آتية، وما من يد إلّا ويد الله فوقها، وإن مات من مات فإنّ الحقّ لا يموت.

السابق
بان كي مون يدعو اللبنانيين الى ضبط النفس والعودة الى الحوار الوطني اثر اغتيال العميد وسام الحسن
التالي
ظهور مسلح في شوارع طرابلس والقوى الامنية طوقت الاشكالات