اوباما سيفوز بالنقاط

 كان من الممكن اجراء المواجهة الرئاسية في الليلة بين الثلاثاء والاربعاء في القاعة الرياضية في جامعة هوبسترا في نيويورك في حلبة ملاكمة. لكن ينبغي ان نفترض ان الرئيس اوباما والمرشح الجمهوري رومني كانا سيرفضان الاقتراح رفضا باتا لأنهما جاءا الى لونغ آيلاند بلا قفازات.
كان اوباما عنيفا كالمتوقع بعد خيبة المواجهة الاولى في دنفر. وكان رومني كذلك ايضا. بعد ما رأيناه ليس مؤكدا ألبتة ان مشاهدة المواجهة الثالثة سيُسمح بها للاولاد.
فاز اوباما بحسب جميع استطلاعات الرأي في المواجهة الاخيرة بالنقاط لا بالضربة القاضية. وهذا يضمن لنا في يوم الاثنين ليلة عاصفة اخرى لكن من غير اولاد هذه المرة.
جاء اوباما ورومني مثل مصارعين رومانيين الى اللقاء. وأصبح واضحا بعد أقل من ربع ساعة أنه لا يوجد تخفيف هذه المرة.
وحُظر دخول الناس المهذبين. فقد كانت الاتهامات مباشرة والضربات مؤلمة وخلّفا الاحترام في البيت.
جاء اوباما، بعد الفشل (أو الغياب لمزيد الدقة) في دنفر ليسقط خصمه أرضا. ولينجح في مهمته لم يحجم عن دخول منطقة رومني، وقطع حديثه وليقول له انه لا يقول الحقيقة. ولم يحجم رومني ولهذا لم يسقط ايضا. وكانت المواجهة حادة وذات ايقاع. لو كان الحديث عن حاملي مسدس لبقي اوباما أمس حياً ولو للسبب البسيط وهو انه استل مسدسه أسرع (الصين وليبيا وسند أجرته). ومن هنا جاء الفوز الذي منحه المحللون له.
أُثيرت عشرة مواضيع على الأقل في المواجهة، التي كان نظامها يختلف عن الاولى (اجتماع شعبي) حينما كان الجمهور هو الذي سأل الاسئلة. ان الهجرة والعجز المالي والبطالة والتربية وشؤون الاجتماع والسياسة الخارجية وليبيا وسعر الوقود أُثيرت كل هذه المواضيع ولم يكتف أحد من المرشحين بعرض مذهبه بصورة مفصلة بل اهتم ايضا بابطال ما يقول خصمه.
أوضح رومني مرة بعد اخرى ان اوباما فشل وان معطيات امريكا السلبية اليوم يتحمل هو المسؤولية عنها وليست هي من مسؤولية سلفه بوش. ولم يكف اوباما عن اظهار العيب في اقتراحات رومني مرة بعد اخرى.
وقد أوضح رومني انه تنتظرنا مع اوباما اربع سنين فاشلة اخرى للطبقة الوسطى، أما اوباما فأوضح انه ليس عند رومني خطة من خمس نقاط بل من نقطة واحدة مخصصة للاغنياء. وبقيت الحُلتان فقط مهذبتين.
يُسأل الآن سؤال ما مبلغ احسان هذه المواجهة للمرشحين. أصبحت النساء اليوم جمهورا مطلوبا جدا من مقري العمل، والنساء لا يُحببن السلوك العنيف للمرشحين. ولم يكن هناك تهذيب. كانت المواجهة جسمية احيانا ولا سيما حينما رقص الاثنان على المسرح.
وكانت الذروة في تفاوض الكلام وجها لوجه حينما تحدث الاثنان عن رخص التنقيب عن النفط التي مُنحت تحت ادارة اوباما، وكان الاثنان متقاربين جدا كما في استطلاعات الرأي.
أراد اوباما هذه المرة ان يُبين انه ليس غير مكترث وانه يريد جدا الاستمرار في منصبه. وبرهن رومني على انه بعيد عن ان يكون ضعيفا في هذه الانتخابات وانه غير مستعد للتخلي.
مكّنت المواجهة الاولى رومني من العودة الى المنافسة بل نقلت التأثير اليه. ونجحت المواجهة الثانية في الأساس في استحثاث المعسكر الديمقراطي وهذا شيء مهم في حد ذاته.
ان العنف الكثير أمس والأنباء المذاعة السلبية عن المعسكرين لا تنجح الى الآن في جعل المترددين يحضرون الى هذه الانتخابات.
فقد زعم 55 في المائة من المستطلعة آراؤهم في الولايات المترددة ومنها اوهايو الشديدة المركزية ان الأنباء المذاعة السلبية جعلتهم تقل حماستهم للمواجهة. ويبدو انه بعد المواجهة التالية ايضا (22 تشرين الاول) لن تكشف لنا كولومبوس (عاصمة اوهايو) عن امريكا، أي عن رئيسها. 
 

السابق
الموسوي للسنيورة: عقليتك انهزامية تراجعية
التالي
هرّ يكتشف مقبرة أثرية في روما