السفير: بان كي مون: طائرة المقاومة استفزاز متهوّر!

حسنا فعل "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصر الله، بأن اختارا التوقيت الذي يعطي للتقرير الدوري حول القرار 1559، "قيمته المضافة"!
ها هي الطائرة "أيوب" تعطي للتقرير السادس عشر للناظر "الاسرائيلي" تيري رود لارسن، "دسامته"، وها هو "السم" اللبناني يفعل فعله، أيضا في التوقيت، فيستند تقرير الأمم المتحدة، في مقدمته كما في خاتمته، الى الخطاب نفسه الذي عبرت عنه "قوى 14 آذار" في مقاربتها للطائرة المقاومة التي أقلقت الأميركيين والاسرائيليين، مثلما استند في حيثيات اتهام "حزب الله" بالقتال في سوريا، الى الحيثيات و"التقارير الموثقة" نفسها التي تحدثت عنها المعارضة اللبنانية.

ومرّة جديدة يتحوّل أعلى منبر دولي الى منصّة هجوميّة على المقاومة في لبنان، عبر تبني الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المنطق الاسرائيلي، من جهة، وتعاميه عن تهديدات اسرائيل وخروقها اليومية للسيادة اللبنانية، من جهة ثانية.
وعلى جاري العادة، فإن اللغة نصف السنوية لتقرير صار عمره ثماني سنوات، حافظت على الصياغة ذاتها التي اعتمدتها في التقارير الخمسة عشر السابقة، وعلى المضمون ذاته الذي يقدم المقاومة بوصفها تشكل "خطرا على استقرار لبنان".

ولعل تعرض التقرير، في بعض فقراته، وبخجل، للانتهاكات الاسرائيلية ضد لبنان، ليس الا محاولة فاشلة لحجب الصبغة الاسرائيلية التي تعتريه منذ ولادته حتى يومنا هذا.
فقد اعتبر بان كي مون في تقريره السادس عشر حول تنفيذ القرار 1559 ان خطوة "إطلاق "حزب الله" طائرة استطلاع نحو إسرائيل تشكل "استفزازاً متهوراً" يدفع باتجاه "تصعيد خطير يهدّد بزعزعة الاستقرار اللبناني".

ورأى "ان اعلان قيادة "حزب الله" عن امتلاك ترسانة سلاح منفصلة عن تلك الخاصة بالدولة، وتدعي أنها لأهداف دفاعية ضد إسرائيل وأنها قامت بتحديثها وستستمر بذلك، هو تحد واضح للقرار 1559".
وبينما تحدث التقرير عن عدد من "المجموعات المسلحة خارج سلطة الدولة"، أشار الى أن "حزب الله" هو الأكبر والأكثر تسليحاً، وصولاً إلى "مضاهاة ترسانة الجيش اللبناني نفسه". وهذا ما اعتبره التقرير "تحدياً جدياً" لقدرة الدولة على ممارسة سيادتها، وفرض سلطتها على الأراضي اللبنانية.

ولفت الانتباه الى ان استمرار امتلاك الحزب للسلاح "يخلق جو خوف في البلاد ويشكل تحدياً لأمن المواطنين اللبنانيين، ويجعل لبنان في وضع ينتهك القرار 1559 ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".
وطالب التقرير قيادة "حزب الله" بالتخلي عن السلاح، والتحول إلى حزب سياسي بشكل كامل، وقال: "هذا المطلب بات أكثر إلحاحاً مع اقتراب الانتخابات التشريعية في ربيع العام 2013".
واتهم التقرير "حزب الله" بالتورط في الصراع في سوريا، وأشار إلى "تقارير موثوقة" تكشف عن "تورط "حزب الله" وقوات لبنانية أخرى في الصراع السوري"، معتبراً أن ذلك "يقوّض موقف الحكومة اللبنانية التي تصرّ على عدم الانخراط بالصراع وفق منطق النأي بالنفس" .   

السابق
الأنوار: تحديات متبادلة بين ميقاتي والنقابات والاضراب المقبل يستمر يومين
التالي
الأسد باق !!