14 آذار تقوّل الجيش ما لم يقله

رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبدالمجيد صالح أن ما أثير ويثار من ضجيج إعلامي وانقسامات في المواقف حول طائرة «أيوب»، أعطى العدو الإسرائيلي قسطا من الدعم حيال احتجاجه على خرق المقاومة للأجواء الفلسطينية، خصوصا أن الإسرائيلي لم يسمع ممن يدين اليوم طائرة «أيوب»، اعتراضا واحدا على آلاف الخروقات للاجواء اللبنانية التي نفذها خلال العام الحالي، معتبرا بالتالي انه أيا تكن وجهة نظر قوى «14 آذار» في موضوع الطائرة، كان أجدى بها تسجيل اعتراض خلال جلسات طاولة الحوار المنغمسة في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، بدلا من ترك العدو الإسرائيلي يستمتع بسماع أصوات لبنانية مدافعة عنه ولو عن غير قصد.

ولفت النائب صالح في تصريح لـنا الى أن محاولة تسييس البعض لموضوع الطائرة واستثماره له من الزاوية الحزبية لا يخدم مصلحة لبنان، خصوصا أن طائرة المقاومة لا تغير في موازين القوى الداخلية إنما تجبر العدو الإسرائيلي على إعادة حساباته حيال أي اعتداء يضمره للبنان واللبنانيين، معتبرا من جهة ثانية أن أكثر ما يدعو للاسف هو انه في الوقت الذي ينشغل فيه جيش العدو الإسرائيلي بدراسة وتحليل كيفية عبور الطائرة للاجواء الفلسطينية دون تمكن دفاعاته الجوية من رصدها، انشغلت قوى «14 آذار» بإدانة المقاومة و«حزب الله» تحت عنوان «محاولة استفزاز العدو والمغامرة بحرب جديدة»، ما يعني أن اللبنانيين أصبحوا يختلفون حتى على ما يمس بمعنويات الكيان الصهيوني وانتهاكاته اليومية للسيادة اللبنانية.

هذا واستغرب النائب صالح محاولة قوى «14 آذار» تقويل قيادة الجيش في موضوع طائرة «أيوب» ما لم تقله أصلا وما لم تعط رأيها به، وذلك للإيحاء أمام الرأي العام أن قيادة الجيش تقف ضد هذه العملية النوعية للمقاومة، معتبرا بالتالي أن تصويب قوى «14 آذار» على أن المقاومة تخطت ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» وأطلقت طائرتها الاستطلاعية بمعزل عن رأي الجيش، هو كمن يبحث عن حجج وأساليب واهية لإدانة المقاومة وللنيل من تناغمها معنويا وعمليا مع قيادة الجيش، مشيرا بالتالي الى أن أخطر ما تعتمده القوى المذكورة هو محاولتها توسيع الشرخ بين اللبنانيين عبر النظر بعين واحدة الى ما تفعله المقاومة، دون إعارة أي أهمية لما يصدر عن الكيان الصهيوني تجاه لبنان.

وردا على سؤال حول ما يقال عن دور إيراني مباشر في موضوع طائرة «أيوب»، لفت النائب صالح الى أن المقاومة ليست «رضيعا» كي يملى عليها ما يتوجب عليها القيام بها في مقارعة العدو الإسرائيلي وفي توقيت عملياتها ضد احتلاله للأراضي اللبنانية، معتبرا بالتالي أن المقاومة هي من ترسم إستراتيجيتها العسكرية وتحدد أولويات عملها، وليس لإيران أي دور على المستوى المذكور سوى تزويد المقاومة بالاسلحة اللازمة لمهمتها، خصوصا أن أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله صرح مرارا وتكرارا بأن سلاح المقاومة يأتي من إيران، مؤكدا بالتالي عدم وجود أي رسائل إيرانية في خلفية إطلاق طائرة «أيوب» كما حاول البعض تسويقه، إنما إظهار لجزء من المفاجآت التي وعد بها السيد نصرالله الجيش الإسرائيلي.

ولفت النائب صالح الى أن ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية من انقسامات عامودية على كل المستويات وتحديدا على المستوى السوري، يؤكد أن الهوة بين «8 و14 آذار» أصبحت عميقة، لكنها تبقى قابلة للردم من خلال طاولة الحوار الوطني كمكان وحيد لصياغة تفاهم بين اللبنانيين، معتبرا بالتالي أن محاولات الإيحاء بأن طائرة «أيوب» نسفت أسس الحوار هو مجازفة غير محسوبة النتائج، خصوصا أن الساحة اللبنانية ما عادت تحتمل المزيد من التصاريح السياسية والطائفية والمذهبية المتشنجة، داعيا الفرقاء اللبنانيين دون استثناء الى التعقل والتحلي بالحكمة والروية لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق الى المحظور والدخول في نفق من الظلام.  

السابق
حملة تشجير في كفرشوبا برعاية قائد الجيش
التالي
بعد الانتخابات حظر طيران !