جُرصة

يتعارفان .. يتحابّان .. ويبدأ عهد الصراع في بلد الضياع .. والأحلام المسلوبة .. بين اغتصاب «الفُرص» .. وكثرة «الجُرص».
في البدء كانت الكلمة .. لا .. لا .. لا .. بل في البدء كان «الإسكان» وكانت هموم الستر والسلوان .. و«بما إنو سمعان .. منّو سمعان لأن الضيعة صارت مدينة» وتحوّل لبنان الأخضر إلى لبنان الإسفلت والإسمنت .. ضاعت الأحلام .. و«لحقتها الفُرص».
قالوا «يا شعب لبنان العنيد .. ((إيه طبعا عنيد .. لأنّنا عم ننطح الجبال ونحفر الصخور بإيدينا)) هلمّوا إلى الفرصة .. واستقرضوا لتتزوّجوا .. واسكنوا الجبال والوديان .. فقلب الوطن وعاصمته لم يعودَا من حق الشعب بل من حق الناس الـ «نوفو ريش».. ونحن «ع الأرض يا حكم».
ومع ذلك .. لا تزال «سفيرتنا إلى النجوم فيروز» تترنّم وتقول» إيه في أمل!» .. «دخل الله .. وينو الأمل؟!» بفرصة ضائعة من هنا .. وحق مسلوب من هناك .. وجري الشباب كالوحوش على أمل تحصيل «مرقد عنزة في أحد الجبال اللبنانية» .. ولكن عبثاً نحاول فالديون والقروض والبنوك والفوائد أصبحت كالوباء تفتك بالجسد .. تلف الأعناق واحداً تلو آخر .. ومَنْ لم يحن دوره اليوم .. فهو حتماً سيتجرّع كأس المر ولو بعد حين .. والمسؤولون من حكومة إلى أخرى .. وعهد إلى آخر .. ومن زعيم إلى قيادي .. إلى مسؤول .. ومن طائفة إلى أخرى .. همّهم السلب والنهب وتخمة الجيوب .. ولعلَّ «سلسلة الرتب والرواتب الأخيرة وتمسّك بعض مسؤولينا بها .. خير مهزلة على ذلك» فالعجب العُجاب تصريح بعضهم بأنّه مديون .. «قال على أساس ناقصهم شوية مصاري .. يا حرام .. ليكمّلوا تكديس المال على قلوبهم .. وهات يا عمولات ندفعها من أكبادنا».
وكما تقول الفنانة ماجدة الرومي «جيت إهدي العتمة شموع» على أمل أن تُنار دربنا نحن الشباب .. ويتحوّل الجانب المظلم إلى آخر منير وتتّضح الرؤية .. ولا يغدو «بيت زغير بكندا» حلم الأحلام .. حتى نحب وندوب بسلام بوطن السلام (إذا صح التعبير). 
 

السابق
النهار: التسونامي: لسنا معرضين بقدر سوانا ولا يمكن توقع نشاط زلزالي
التالي
الابراهيمي يحذّر لبنان: الأزمة السورية ستتمدد وتأكل الأخضر واليابس