مناخ ‘ربيع عربي’ في الكويت

 تواصلت الاحتجاجات والاعتصامات للّيلة الثانية على التوالي في الكويت، وللمرة الأولى تخللها احتكاك مع رجال مكافحة الشغب واعتقال عدد من المحتجين الشباب.لكن الأهم أن نواب المعارضة رفعوا سقف الكلام ولم يعودوا يكتفون بانتقاد الحكومة بل أصبحوا يتناولون أمير البلاد شخصيا ما يشكل نقلة سياسية غير معهودة حتى الآن في الكويت إذ أن نجم المعارضة النائب مسلّم البراك خاطب الأمير أمام نحو خمسة آلاف احتشدوا في ساحة "الإرادة" بالقرب من مقر البرلمان قائلا: " لن نسمح لك بالحكم الفردي".

معلوم أن في خلفية هذا الحراك قلقا من تأجيل الأمير الشيخ صباح أحمد الصباح إعلان موعد الانتخابات المقبلة فيما جرت العادة على أن تصدر الدعوة إليها ويحدد موعدها غداة أي قرار بحل مجلس الأمة.
وتعزز هذا القلق بخشية من أن يستخدم الأمير صلاحياته في غياب البرلمان لإصدار قانون بمرسوم يعتمد نظاما جديدا للتصويت يُعتقد على نطاق واسع أن الهدف منه تقليص هيمنة المعارضة على البرلمان.
كانت أوساط الحكم أبلغت المعنيين أنها منشغلة بترتيبات القمة الآسيوية لحوار التعاون التي دُعيت إليها 32 دولة وتنتهي أعمالها اليوم على أن تعود بعدها إلى الشأن الداخلي.
لكن الوسط السياسي رد بأن انعقاد هذه القمة لا يتعارض مع إصدار مرسوم الدعوة إلى الانتخابات إلا إذا كانت السلطة تخطط للتحكم بنظام التصويت خصوصا أن معلومات غير مؤكدة ترددت عن احتمال اعتماد نظام الصوت الواحد للمرشح الواحد.
لذلك هددت المعارضة خلال الأسبوع الماضي بتحرك احتجاجي ورد الديوان الأميري مناشدا إلغاء الاحتجاج لتمرير القمة الآسيوية بهدوء علما بأنها تتطلب إجراءات أمنية مشددة.
لكن المعارضة أصرت على تحركها فكانت المواجهة، واتهمت وزارة الداخلية المحتجين بأنهم خططوا سلفا للتعدي على الشرطة.
 
يفترض أن يسارع الحكم إلى توضيح موقفه من الانتخابات قبل أن تدخل المواجهة ما يسمى منطق " كسر العظم"

 

السابق
‘تجار صيدا’: فتح المؤسسات طيلة ايام الاسبوع لغاية يوم الاضحى
التالي
لا لزواج الاطفال