طغت قضية فرار عناصر من تنظيم فتح الإسلام وطائرة "أيوب" على الملفات السياسية المفتوحة، ومنها قانون الانتخاب. وينتظر أن يتسع النقاش حيال الموضوع الأخير مع عودة رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، من السعودية، حيث التقى الرئيس سعد الحريري واتفقا على الداوئر الصغرى، علماً بأن النائب وليد جنبلاط يرفضها، فيما رأى وزير الشؤون الاجتماعية، وائل أبو فاعور، أنه لا بد من تسوية حول قانون الانتخاب.
وفي الوقت الذي كانت تتعالى فيه انتقادات بعض الأطراف لإرسال حزب الله طائرة "أيوب" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، اخترقت أمس طائرتان حربيتان إسرائيليتان الأجواء اللبنانية فوق مزارع شبعا، ونفذتا طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب والشوف والبقاع الغربي، قبل أن تغادرا من فوق بلدة علما الشعب. فيما اجتازت قوة من عشرة جنود صهاينة، مدعمين بجرافة وحفارة، تحميهم ثلاث آليات مدرعة السياج الشائك عند مرتفعات الوزاني المطلة على المتنزهات، لمسافة 3 إلى 5 أمتار شمال الشريط. وشرعت الحفارة بحفر ركائز لزوم أعمدة حديدية، علماً بأن المنطقة شهدت في الفترة الأخيرة تجاوزاً متكرراً للشريط الشائك.
في هذه الأثناء، أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن طائرة "أيوب" هي جزء من استراتيجية قوة لبنان وليست خارج هذه الدائرة. وأوضح قاسم، خلال تأبين المقاوم الشهيد جعفر علي الموسوي في بلدة النبي شيت، أن "لا أحد ينافس على حصرية السلاح مع الدولة، ولكن إذا كان المقصود من هذا الشعار تجريد المقاومة من سلاحها، فنحن نقول لهم هذا آخر ما يمكن أن تفكروا به"، مؤكداً أننا "لن نخلي الساحة من أمام إسرائيل حتى لو وصلت صرخاتهم إلى آخر الدنيا".
من جهته، طالب رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله"، الشيخ محمد يزبك، الحكومة اللبنانية بأن تتخذ ما يلزم من إجراءات تجاه الدبلوماسيين الذين لا يحترمون قوانين هذا البلد، مشيراً إلى زيارة السفيرة الأميركية مورا كونيلي لمطار بيروت بغية استيضاح ما إذا كانت الطائرة "أيوب" قد انطلقت منه. ورأى "أن هذه الزيارة ما كانت لتحصل على النحو الذي كان لو لم يكن هناك من تسهيلات".
في المقابل، رأى رئيس كتلة المستقبل، النائب فؤاد السنيورة، أن إرسال الطائرة خرق للقرار 1701. واعتبر أن حديث السيد نصر الله عن دفاع اللبنانيين في القرى السورية عن أنفسهم غير مقنع، مشيراً إلى أنه "فتح باباً لا يمكن إقفاله بأن تستخدم حجة لأي فريق آخر للتدخل بسوريا".
