قضية طائرة الاستطلاع التي اطلقها حزب الله فوق اراضي العدو الاسرائيلي ظلت امس في صدارة الاهتمام السياسي. وقد اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان ارسال الطائرة يظهر مدى الحاجة الى اقرار استراتيجية دفاعية تنظم مسألة الافادة من قدرات المقاومة للدفاع عن لبنان، ووضع آلية لاصدار القرار باستعمال هذه القدرة بما يتلاءم مع خطط الجيش واحتياجاته الدفاعية والمصلحة الوطنية حصرا في اي ظرف من الظروف.
واكد سليمان ان الخروق الاسرائيلية اليومية للسيادة والاجواء اللبنانية، هي موضع شكاوى لبنان الدائمة الى مجلس الامن والتي اصبح ملحا اليوم وقفها فورا ووضع حد لها تطبيقا للقرار 1701 وحفظا للسلم والامن في المنطقة.
وجدد سليمان من جهة ثانية التنبيه الى ضرورة تجنيب المناطق اللبنانية سقوط القذائف كما حصل امس في عمق منطقة مشاريع القاع، حيث سقط عدد من القذائف، والناتج عن الاعمال العسكرية الدائرة على الجانب المتاخم للحدود اللبنانية السورية.
وقالت مصادر مقربة من بعبدا ان اهمية كلام رئيس الجمهورية تكمن في كونه جاء بعد ساعات على مواقف السيد حسن نصرالله التي لم تراع في جانب منها وجود الدولة واعلان بعبدا الذي اعلن المشاركون في هيئة الحوار التزام مبادئه.
ردود على نصرالله
واثارت مواقف نصرالله موجة ردات فعل من فريق 14 آذار الذي انبرى نوابه الى الرد على ما اعتبروه خروجا عن الدولة ومحاولة تفرد بقرارها.
وفي هذا المجال، قال النائب عمار حوري ان كلام نصرالله اسقط كل فرضيات الاستراتيجية الدفاعية، واعلم اللبنانيين بأنه يملك قرار الحرب والسلم ساعة يشاء، وكل الحوارات الجارية في قصر بعبدا لا قيمة لها، مؤكدا ان مواقفه تحتاج الى وقفة وطنية كبرى ترفض هذا الكلام.
من جهته، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان حزب الله يفسح في المجال امام العدو الاسرائيلي لقصف لبنان من جهة، وادخال الجيش السوري من اجل تصفية حسابات معه من جهة اخرى.
وتوازيا، قالت مصادر مطلعة ان السلطات المختصة تضع صيغة جديدة لقانون الانتخاب تقع في موقع الوسط بين الاكثرية والنسبية. واكدت ان القوى السياسية كافة باتت متيقنة لأهمية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وبقانون جديد.
ولفتت الى ان لقاء الرئيس سعد الحريري مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في السعودية من شأنه تظهير الصورة على المستوى الانتخابي، اقله على مستوى قوى 14 آذار.
