قطـاف الزيتـون في اقضية صور ينطلـق بخجـل

حرّكت بعض معاصر الزيتون في منطقة صور حجارتها، معلنة انطلاقة موسم قطاف الزيتون، الذي يشكل واحداً من موارد المنطقة الزراعية، ونشاطاً موسمياً لليد العاملة، ولا سيما النساء. غير أن حسابات المزارعين والعاملين في الشأن الزراعي، الذين يتعرضون للانتكاسة تلو الأخرى، جراء عدم تمكنهم من تصريف إنتاجهم، لم تكن في الموسم الحالي على قدر آمالهم وطموحاتهم، بحيث سجل تراجع في الإنتاج يصل إلى نحو خمسين في المئة في غالبية كروم الزيتون، فيما لا يزال العديد من المزارعين يكدسون في منازلهم صفائح الزيت من الموسم الماضي.
وبينما باشر عدد قليل من المزارعين بقطاف الزيتون وعصره، تنتظر غالبيتهم زخات إضافية من المطر للتوجه إلى الكروم. وتغسل الأمطار حبات الزيتون من جهة، وتزيد في كميات إنتاج الزيت حسب اعتقادهم. وقد أصبح عدد كبير من المزارعين، مقتنعا بأن موسم الزيتون، لا يقارن بالموسم الذي سبقه أو الذي يليه، لناحية حجم كمية الإنتاج، معللين ذلك بتجاربهم عبر السنوات والعقود. ويخالفهم أصحاب الاختصاص من مهندسين وغيرهم، الرأي في ذلك، معتبرين أن «نسبة وحجم الإنتاج تتعلق بخدمة أشجار الزيتون والاعتناء بها على جميع المستويات». ويشير المزارع موسى سعد من بلدة طيردبا، الذي بكّر بقطاف موسم الزيتون، إلى أن نسبة الإنتاج في العام الحالي تقل بكثير عن إنتاج الموسم الماضي. ويقول: «اعتدنا على ذلك، فهناك مواسم يكون فيها الإنتاج عالياً ومواسم أخرى يكون فيها الإنتاج متدنيا». وعن أسعار الزيت والزيتوت للموسم الحالي، يضيف «إن غالبية المزارعين لم يبدأوا بالقطاف، كما أن المعاصر لم تفتح جميعها. ولهذا السبب لم يحدد السعر المتداول للكيلوغرام من الزيتون الأخضر وصفيحة الزيت، التي كانت بيعت الموسم الماضي بمئتي ألف ليرة، ثم انخفضت في عز الموسم».
وتلفت الحاجة زينب رضا من بلدة طيرفلسيه إلى أن الكرم الذي تملكه، «لا يرد أتعاب الحراثة والتقليم والسماد وكلفة اليد العاملة»، معتبرة أن «الرزق من الله، ولا نعترض على ذلك بالرغم من أننا كنا نراهن على أن يكون موسماً جيداً يساعدنا في تكاليف الحياة الباهظة». ويؤكد صاحب إحدى المعاصر حسين عز الدين أنه لن يفتح معصرته في العام الحالي لأن الإنتاج قليل جدا، خاصة أن تكاليف التشغيل عالية. ويشير عز الدين إلى أن موسم الزيتون في بلدته دير قانون النهر، التي تعتبر من أكبر بلدات المنطقة في زراعة الزيتون، قد تراجع في العام الحالي بوضوح، وبأن كمية الإنتاج لا تساوي خمسين بالمئة.
ويعتبر المهندس الزراعي حسن الطقش أن المقولة الشائعة، التي تفيد بأن الزيتون لا ينتج كل سنة مثل السنة الأخرى، هي مقولة غير دقيقة، لأن الزيتون «يحمل» كل سنة، وأن كمية الإنتاج تتعلق بمدى اهتمام المزارع بأشجاره. ويضيف الطقش أن واحدا من أهم عوامل تراجع الإنتاج بين موسم وآخر يرتبط إلى حد كبير بطريقة قطاف الزيتون، التي يعمد فيها الكثير من المزارعين إلى «تصفيق» الزيتون بالعصي والآلات المختلفة، ما يتسبب بتكسير البراعم الزهرية، التي هي الأساس في إنتاج حبات الزيتون، إضافة إلى غياب عملية التسميد المنتظمة، ورشّ الأشجار مرتين في السنة على الأقل، لمكافحة الأمراض ومنها مرض «عين الطاووس» الأكثر شيوعاً وتقليم الأشجار. ويشدد المهندس الطقش على ضرورة حماية مواسم المزارعين وإنتاجهم، عبر تأمين الأسواق، وعدم إغراق السوق المحلي بالزيت والزيتون من الخارج والتنبه إلى عمليات الغش. 
 

السابق
جبل النفايات في صيدا يحترق مجدّداً
التالي
السياسيون عبر تويتر