الطبطبائي والعفن السياسي

لفت انتباهي تصريح النائب د. وليد الطبطبائي حول مجلس «العفن» عندما قارنه بالحملة التي قادتها مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية الشقيقة «خلوها تعفن» بعد ارتفاع سعر الدجاج هناك!
ونقول لأبي مساعد وجميع أحبتنا إن العلة ليست في المجلس فقط؟…. لأن العفن الكويتي موجود في كل مكان، فهل قرأت عن زيادة الفتوى والتحقيقات؟… هل سمعت عن خبر البيض؟، هل رأيت مسؤولا متحزما بقيم أخلاقية في منصب قيادي إلا ما ندر؟، هل علمت عن «الملايين» التي تسحب سواء كانت 10 أو 25 مليونا؟!… هل سمعت عن مستجدات قضية الرياضة…. ماذا يعني لك كل هذا؟
إن «العفن» السياسي في كل ركن من مؤسسات الدولة، في كل مجموعة وكتلة وتظل مجموعة الدستور هي الوحيدة المتسمة بـــ «العفن الصالح» كما هو الحال بالنسبة للجبن وعفن الأشجار الذي يستخرج منه دهن العود (مجرد تشبيه).. والشاهد ان هناك مجموعة تحاول أن تأتي بخليط من النواب، نواب يقادون ولا يقودون… بصوت… صوتين أو أي صيغة يراها «الحبايب» تخدم مصالحهم!
نحن من سمحنا للعفن الباطل أن يستشري… نشاهدهم يقفزون بأرصدتهم ويقولون «كبت» أو «إرث» أو «أتعاب»…. نحن وراء كل انحدار شهده أدب الحوار… فلم نحاول معالجة مشاكلنا بأنفسنا في زمن استحسن فيه البعض استمرار حالة الفوضى السياسية!
المواطن البسيط أدرك معظم خيوط اللعبة السياسية و«كثر الضرب يفك اللحام» وباتت عقولهم تستوعب المجريات والدوافع من وراء كل حدث بعد أن كانوا مغيبين لا يفقهون ما يجري خلف الكواليس وهذه هي الحسنة الوحيدة لحالة الفوضى التي مرت بها البلاد!
كنا قد طالبنا بتطبيق الفكر الاستراتيجي والقيادة الجيدة والأخلاقية في كل أمر من شؤون إدارة البلاد بما فيها الجانبان الاجتماعي والسياسي والاعلامي كذلك، لكن هناك في المقابل من يستلذ في بروز خلاف بين الفينة والأخرى… إنها متعة مدمرة!
إن تحدثنا عن الأخلاق والعمل المؤسسي السليم قيل عنا «أنت تبحث عن المثالية»… طيب ما هو الحل إن كانت المثالية لا يرغبون فيها، فماذا يريدون منا؟
إن مجمل التحركات السياسية ما كان لها أن تحصل لو أن أصحاب القرار أوقفوا كل متجاوز عند حده في حينه… فالهروب إلى عامل الزمن ككفيل بحل مشكلاتنا كارثة بعينها… فقد قيل إن كل فعل تستمر في فعله يصبح مع الوقت عادة متأصلة، ولهذا وجدنا استمرار حالة الإفساد تجاوزت الفساد بمراحل، وأضحى الفاسد محترما والأخلاقي المحترف المحترم للمواد الدستورية مؤزما… وهذا السلوك أنتج لنا مجاميع لا تعرف مفهوم الحوار الصالح بل دأبت كل مجموعة بمحاربة الأخرى عبر وسائل الإعلام المختلفة.
انتهى عصر المجاملة… وحان وقت المحاسبة والعمل وفق منهج دستوري.. هذا إن أردتم الصلاح للبلد والعباد. والله المستعان!
  

السابق
حزب الله والعلنية المقصودة
التالي
النفط مقابل الغذاء.. سيناريو متوقع لإيران