لماذا هذه الحملة الشرسة على حزب الله وفي هذا التوقيت بالذات؟

لقد بدا "حزب الله" في الأيام الأخيرة، كمن في فمه الكثير من الماء: اتهامات محلية وخارجية، لعل أخطرها التركيز على دوره في القتال إلى جانب النظام السوري ودوره في اغتيال الشهيد جبران تويني.

من يعرف "حزب الله" وطريقة تصرفه مع ملفات سياسية وأمنية كثيرة، خاصة في السنوات الأخيرة، ولعل أبرزها في الذاكرة القريبة، مسألة ميشال سماحة، يدرك أنه يفضل إحاطة قضايا من هذا النوع، بزنار من الصمت، تاركاً لـ"المجتهدين" أن يحللوا ويبنوا.. وصولا إلى إصدار الأحكام وحتى تنفيذها.

ومع اتساع حملة التسريبات وانضمام وسائل إعلامية تلفزيونية ومكتوبة، عربية وأجنبية، إلى "الحملة"، أدرك "حزب الله" أن فضيلة الصمت قد ترتد عليه، لذلك، قرر الاقتضاب: كل ما يُنشر مفبرك ومزور وكاذب، ونترك للقضاء أن يقول كلمته "بعدما ثبت بالملموس أن بعض من يدّعون الحرص على سلامة البلد وأهله لا يتمتعون بأدنى درجات الحس بالأهلية والمسؤولية"، متسائلا "عما إذا كان هناك مذكرة أميركية وصلت إلى هؤلاء لتوتير الأوضاع الداخلية".

ويبقى السؤال: لماذا هذه الحملة وفي هذا التوقيت بالذات؟

قد يكون للحراك التاريخي الذي نشأ في العالم العربي منذ العام 2011 من خلال الثورات المتنقلة، والتي لا يمكن لاي كان إنكار دور الشعوب فيه، من تونس إلى مصر وليبيا واليمن وصولا إلى سوريا، ودعم "حزب الله" للنظام ودعمه استراتيجيا ولوجستيا.

ها هو "حزب الله" محاصر بالاتهامات من العام 2005 حتى يومنا هذا، وبدل أن يتحول انتصاره في العام 2006 على إسرائيل، إلى مناسبة للافتخار بالمقاومة التي رفعت بأبطالها وشهدائها وكل من شاركوها تلك المعركة الوطنية، رأس لبنان عاليا، صارت البطولة تهمة وصارت المقاومة طائفة.
  

السابق
سقوطنا جميعاً …
التالي
بلدية صيدا واتفاقية لاقامة مركــز لمعالجـة المدمنيــن