ظهور الإمام المهدي في قراءتين مختلفتين

ماذا يقول كل من الشيخ حسن ملك والشيخ حسين الخشن حول علامات ظهور الامام المهدي؟

يروي الشيخ حسن ملك تفاصيل ظهور الامام المهدي، بطريقة يقينية، يعتبرها البعض من رجال الدين والعلماء انها غير واقعية. في هذه الزاوية نستعرض وجهتي نظر مختلفتين لكل من الشيخ حسن ملك، والشيخ حسين الخشن. مع الاشارة الى ان مجلة (شؤون جنوبية) فتحت المجال لعرض مختلف الآراء، في الوقت الذي لا تتبنى فيه أية وجهة نظر او تحليل. وذلك خدمة للقارئ لمزيد من الإطلاع ليس أكثر.

رأي الشيخ حسن ملك

يقول الشيخ حسن ملك: العلامات التي تؤكد مسألة ظهور الامام المهدي هي:

قتل مدرب الجميّل وليم حاوي. انتخاب بشير الجميّل كرئيس للجمهورية. ويل للسند(باكستان) من الهند. ويل للهند من الصين(لم تحصل بعد). ويل لكابول(احتلال افغانستان). ويل لطهران(حرب قادمة لم تحصل بعد). ويل لهرمز(حرب قادمة). ويل لبغداد(احتلال العراق). ويل لدمشق(صارت وستصير اكثر). ويل لفلسطين(لم تحصل بعد). ويل لغزة(2008).

ليس هناك تاريخ خاص بكل حدث، حسبما يقول الشيخ حسن ملك، وهذه المعلومات نقلت من كتاب (الجفر). والامام جعفر الصادق سرّب هذه المعلومات ليربط الناس بالائمة.

والذي سيحصل أن إسرائيل ستضرب ايران وسيسقط نظام الاسد ويمرّ المار على الشام ويقول:”هنا كانت الشام”.
عن حزب الله يقول: “تلتقي الراية الصفراء مع الراية البيضاء عند بحيرة طبريا وندخل القدس.

ويضيف: “توجد مخطوطة عند احد العلماء البارزين وصلت اليه مؤخراً تقول: “أن حزب الله والايرانيين سيدخلون الى فلسطين…”. ويؤكد أن قادة ايرانيين كبار يؤمنون بهذه المخطوطة.

الشخصيات التي تظهر مع الإمام المهدي، هي: السفياني، وهو عثمان بن عنيس من نسل بني سفيان يدخل الى سوريا على رأس جيش من درعا من وادي الياس، وفي رقبته صليب. وسيكون هناك 55 ألف سلفيّ في الاردن بانتظار دخوله.
ويكمل الشيخ ملك الرواية، قائلاً: “ثلاث فرق ستتصارع في سوريا: راية الأصهب، أي الطويل الرقبة، والأبقع، والسفياني الذي يتغلب على الإثنين معاً.

فبعد مجيء السفياني سيحكم 9 أشهر حيث يصل الى منطقة (استخصر) في ايران، حيث سيستنجد العراقيون بالإيرانيين، فيتحرك الخراساني لنجدة العراق ويبدأ بتحرير العراق حيث سيعتقل السفياني بدمشق.

وفي فترة خروج الخراساني، يخرج أيضا كل من اليماني والمهدي في فترة واحدة. هذه الاحداث ستبدأ بعد بدء الحرب على إيران.

واليماني بحسب الروايات له خمسة أسماء:(حسن- حسين- نصرالله- سعيد- منصور) يسيطر على الحكم ويخرج معه 10000 مقاتل، لكن لمبايعة الامام ويبدأ بالتحرير.

أين الخليج العربي

لكن أين الخليج العربي من كل هذه الاحداث؟ نسأله.

يقول الشيخ ملك: “إذا مات عبدالله فلا تعدوا بالسنين بل بالشهور، حيث كل أمير سيأخذ مقاطعة له”، والدليل في حديث عن الإمام الصادق حيث يقول: “تخلع العرب أعنتّها”.

أما عن مصر فتكون: “سند ومدد للإمام المهدي”. و”منبر للإمام المهدي”. ويستشهد بكتاب(المفاجأة) حول مصر الذي يورد ما يلي، وكله طبعاً بحسب الشيخ ملك الذي يقول: “ج: يُنزّل، أ: يُقتل،ح: يُهان، ويحكم من اسمه محمد(محمد مرسي)، ويخلفه(علي)”.

ويضيف عن مصر: “يحكم مرسي تسعة أشهر ومن ثم يبدأ الهرج والمرج”.
وبالعودة إلى السفياني الذي يأتي من الشرق ويلتقي مع كل من الإمام المهدي واليماني، فيعتقل السفياني في الشام، ويُعدم عند بحيرة طبريا.

وعن الثورات العربية يقول الشيخ ملك: “خراب مصر قبل سوريا بشهر. وقد حصل ذلك.

حربان الأولى حصلت في 2006، والثانية؟

ويضيف: “تعتبر فترة ما قبل خروج السفياني من أصعب الفترات على الشيعة، وما يجري في العراق سيجري في لبنان، وبالعكس حيث يتضايق الشيعة. ولكن سيرتاحون فيما بعد. ويؤكد كلامه بأحاديث جرت بينه وبين الشيخ جعفر الصائغ الذي توفي في العام 1996.

وينقل حديثاً عن الأئمة: “أن المؤمنين سيسوقون الإسرائيليين سوق الغنم”. ويقتل السيد حسن نصرالله نتنياهو بيده”.
كما ان الصائغ نقل له عن الجفر: “حربان مدمرتان: الأولى حصلت في العام 2006 ويسقط فيها 5000 بين قتيل وجريح، والثانية قادمة ويقتل فيها 25000”.

كما أكد له أحد العرفانيين: “أن حرباً على حزب الله ينتصر فيها الحزب بعد إنزال”. وقد حدث ذلك النصر بعد إنزال جل البحر في حرب تموز 2006، يؤكد الشيخ ملك.

أما الحرب الثانية فيسسقط فيها 25000 بين قتيل وجريح، وستبدأ المعركة بين إسرائيل وحزب الله.
والسؤال الذي يطرح نفسه أمام أقوال سماحته: من سيصدّق ذلك؟”. ردّ قائلاً: “المؤمن الطاهر سيصدق”.

حركة المهدي العسكري

يشرح الشيخ ملك عن حركة المهدي فيقول: “يخرج من مكة المكرمة، ويأخذ البيعة بين الركن والمقام. ورجاله 313.

من هم رجاله؟

رايات خراسان. عصائب العراق. أبدال الشام وهم 40 شخص:(11 من فلسطين، 2 من الاردن، 16 من لبنان، و11 من الشام). نجباء مصر وهم 12. نقباء المغرب وهم 12 أيضاً. ومع اليماني يخرج 10000 مقاتل ينضمون للخراساني ويشكلّون جيش المهدي، حيث سيحررون فلسطين وبعدها يرسل المهدي الى تركيا جيشاً، وجيشاً آخراً الى أوروبا، ويدخلون على البابا في روما الذي يستسلم بعد أن يكون جيش المهدي قد ا9حتل أوروبا كلها.

أما أميركا فينزل عليها كوكب يُدمرها ويُبقي فقط على 3 ولايات فتستسلم ونحررها!!!

ويشير الشيخ ملك الى ان كيسنجر اشترى في العام 1981 كل مؤلفات الشيعة حول المهدي، وقال:” أصبحت على يقين من وجود الإمام المهدي، فيجب أن نقضي عليه قبل ان يقضي علينا”.

وبعد تحرير العالم سيُقيم الإمام المهدي في الكوفة وسيؤسس مسجدا له ألف باب. لذا كنت قد اشتريت قطعة أرض في الكوفة لكني اضطررت لبيعها.

كما هناك حديث عن ان:”رزق المهدي في النبطية”، ذكره الحرّ العاملي. من أجل هذا انتقلت الى النبطية للعيش فيها.
وفي ختام كلامه يؤكد الشيخ حسن ملك أن “النووي لن يصيب أهل جبل عامل لأن ثمة حديث ورد عن الأئمة: “لا يصيبهم منه إلا مثل الزكام”. وقد فسرّه أنه لن يصيب أهل جبل عامل من آثار النووي إلا كما يصيبهم الزكام.

وقد أوصى مجلة شؤون جنوبية بذكر هذا الحديث لطمأنة الشيعة في جبل عامل، مُدللا على صدق القول بأن دراسة أميركية أخذت عيّنة من تراب جبل عامل لتدرسه، فتبين أنها تحوي موادا (ما فوق البنفسجية) لا تضرّ ولو ضربها النووي”.

رأي الشيخ حسين الخشن

في المقابل, يقف الشيخ حسين الخشن على الضفة الأخرى فيقول عن فكرة المهدوية ما يلي: “بداية، دعينا نؤكد على مبدئية فكرة المهدي المنتظر باعتبارها فكرة دينية عامة وليست إسلامية فحسب فضلاً عن أن تكون فكرة شيعية بحتة. هذه الفكرة المخلص المصلح تبشر به كل الأديان والرسائل السماوية وربما غير السماوية إلا أن الخلاف يقع حول اسم هذا المخلص وصفته في حين يعتقد المسيحيون أنه المسيح، ويعتقد المسلمون أنه من نسل النبي الأكرم، ويرى الشيعة أنه من سلالة الإمام الثاني عشر من ولد الإمام الحسن العسكري.

هذا هو المبدأ إلا أن هذه الفكرة وقعت موردا للاستغلال والاتجّار من قبل الكثيرين ممن يريدون موقعا مؤثرا في المجتمع. وهل هناك أفضل من التمسك بفكرة المهدي ليستطيعوا بذلك لفت الأنظار نحوهم؟ بالتأكيد لا يوجد أفضل من هذه الفكرة. وهكذا دخلت المهدوية في مشكلة الإدعاءات والمزاعم الكثيرة ودخلنا في سوق آخر وهو سوق توقيت الظهور وتحديد علاماته وتناسينا ما هو الأهم على هذا الصعيد الا وهو شرائط الظهور. فالشرائط بمعنى الأرضية والمقدمات التي تسمح بظهور المهدي، وهي من مسؤوليتنا. واما العلامات فهي من وظيفة الله سبحانه. فنحن اشتغلنا بالتطلع الى العلامات مع انها ليست من مسؤوليتنا، وغفلنا عن الاشتغال بالمقدمات التي هي من مسؤوليتنا.

والاشكالية الهامة فيما يرتبط بعلامات الظهور يمكن تلخيصها ببعض العناوين:

أولاً: إن الكثير من الروايات الواردة لم تثبت صحتها. فلماذا نُشغل الأمة بعلامات ظنيّة؟ والحال أن القضايا الاعتقادية لا سيما فيم يتصل بمصير الأمة لا يمكن أن تبُنى إلا على أساس يقيني وليس على أساس الظنون.

ثانياً: أن الروايات التي التي تتحدث عن علامات الظهور تشير الى نوعين من العلامات. العلامات الحتمية وهي قليلة جداً مثل ظهور السفياني. وهناك العلامات غير الحتمية. وكثيراً ما لا يتم الالتفات الى هذين الصنفين كموت خليفة وملك وأمير. بل يتم طرح العلامات ثم الحتمية وكأنها حتمية. وهذا تضليل للرأي العام.

ثالثاً: أن الكثير من علامات الظهور يتم اسقاطها على واقعنا والحال إنها حمّالة أوجه، فيمكن إيراد أحداث لم يأت وقتها بعد، على سبيل المثال: رايات أهل المشرق وهم جماعة يحملون رايات سوداء آتون من الشرق ولا يتوقفون عن الحرب الا عند تسليم الراية عند خروج الامام. ويحاول البعض ان يطبقها على الإيرانيين المعاصرين والثورة المعاصرة في ايران، والحال ان هذا ليس واضحا بل قد طبّقه بعض العلماء على الصفويين كالعلامة المجلسي. لهذا نحذّر من سلبيات القراءة الإسقاطية على علامات الظهور التي تنزل هذه العلامات على الواقع المعاصر دون حجة واضحة، فمثل هذه القراءة تبعث على التشكيك عندما ينكشف خطأوها فانها تبعث على التشكيك بفكرة المهدوية نفسها.

رابعا: كما أننا نعتقد بسلبية وخطورة القراءة الاسقاطية لعلامات الظهور، فنحن نحذّر من القراءة الانتقائية للنصوص (عندما يعمد البعض الى اختيار نص ويطبقّه على الواقع كما هي حال موضوع قصة موت الملك عبدالله) حيث طبقها بعض المؤلفين على الملك السعودي الحالي معتبراً أنه بموته سيكون خروج القائم المهدي طبقاً لرواية تقول: (من يضمن لي موت عبدالله أضمن له ظهور القائم)، والحال هذه قد تم التعامل الانتقائي مع النصوص فيما يخص العلامات لان النصوص الأخرى التي تتحدث عن هذه العلامة يتضح منها ان هذا الملك هو من ملوك بني العباس. فلماذا يتم اغفال هذا الجانب، ولماذا تحتمّون ان هذا هو عبدالله؟ بل ربما هناك عبدالله قادم بعد 100 عام.

خامسا: على ضوء ما تقدّم نقول لكل المشغولين بتطبيق علامات الظهور على واقعنا المعاصر والذين يتحدثون أنهم الأبدال، وان لهم نسبا بالإمام العسكري، وانه متزوج من أخت الإمام ويشرب الشاي مع الإمام، نقول له: اتقوا الله في هذه العقيدة المهدوية المشرقة، والتي تمثّل الأمل لكل الشعوب لأن المهدي هو عنوان الأمل وحامل راية العدل، ولا يجوز ان نحوّل فكرته الى عقيدة تبعث على اليأس والقنوط. ونقول لهم حذارِ من التوقيت فإن التوقيت وفق النصوص الواردة عن الامام المهدي مذموم، ونقول لهم:” بدل هذا الانهمام والانشغال بعلامات الظهور تعالوا ننصرف الى تهيئة الأمة لظهور المهدي بأن ننشر العدل، لأن المهدي صاحب مشروع تغييري كبير يهدف الى إقامة العدل في الأمة، فتعالوا لنهّيء الأمة، وليس كما يشيع البعض بإشاعة الفحشاء والفساد، ولننشر الهدى وتطبيق العدالة ولنبدأ بذلك في بيوتنا ومجتمعنا بعامة. وبذلك نعجّل في ظهور الامام لأن الإمام لن يخرج ليجترح المعجزات، ولن ينشر العدل والهدى والايمان بسحر ساحر، بل من خلال السنن ومن خلال وجود أرضية في المجتمع الإسلامي.

لقد قال الكثيرون من العلماء أنهم سيكحّلون نواظرهم برؤية الامام، وطواهم الزمن ولم يُوفَّقوا لذلك، فليكن لنا درس وواعظ من هؤلاء لان أمر الإمام بيد الله وليس بيد الإمام نفسه حتى، فضلاً عن أيدينا.

ولا بد أن نوضح أن مشروع الإمام هو مشروع السلام والعدل، وليس صاحب مشروع هدفه القتل أو الذبح ونبش القبور، فتلك إساءة للإمام وللدين بأكمله، كما نرى اليوم إساءة لرسول الله(ص) من خلال الفيلم الذي عرض في أميركا. وأنا أعتقد أن نحن المسلمين نُسيء إلى الرسول بالكثير من التصورات الخاطئة عن الإسلام مثل (فقه الذبح). وليس المقصود ذبح الحيوان بل ذبح الإنسان.

ورسول الله يقول: “أنا رحمة مهداة”. وإذا به يتحوّل إلى رسول الذبح والقتل. فقبل أن نُدين هذه الأفلام التي ينُتجها الغرب، وهي مدانة بكل تأكيد، تعالوا نُدين هذه الثقافة التي تُنتج الإرهاب.

السابق
خلايا ايرانية و سورية في اليمن
التالي
كبارة: حزب السلاح يدفع لبنان الى صراع داخلي