باسيل: نحن بحاجة لقوة مجتمعنا وللمقاومة لنحمي لبنان

أكد وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل، في كلمة القاها خلال عشاء أقامه في دارته في البترون تكريما للمتقاعدين في الأسلاك العسكرية في القضاء، أنه "عندما نقول نريد الشرعية ونريد أن يكون سلاح الجيش هو الوحيد على الأرض اللبنانية وأن يكون الجيش الآمر الناهي ولديه قرار الحرب والسلم، يجب أن نقدم الإمكانيات لهذا الجيش وهذا لا يكون بالكلام الجميل بل بالسلاح والتدريب والإمكانيات كلها. عندئذ نقول نعم، نجهز الجيش ليكون الوحيد على الأرض اللبنانية، وليس بالمس بكرامة عناصره وبمسح معنوياته ثم نقول بعدها نريده الآمر الناهي. فعناصر الجيش هم من المجتمع ويشاهدون اليد التي تمتد على الدولة وعلى مؤسساتها. وأعتقد أننا معنيون جميعا بالمحافظة على هذه المؤسسة لكن بالفعل وليس بالكلام المعسول".

وقال الوزير باسيل امام المكرمين: "إن هذا اللقاء عزيز على قلبي، وله أسباب كثيرة، ولسنا نحن من بإمكانه تكريمكم، بل الوطن بأكمله أعجز من أن يكرمكم لأن ما قدمتوه للوطن هو البقاء وبفضلكم بقي الوطن، فكلمة تكريم لا تليق بكم وأنتم أكرم من ذلك بكثير. لقد أحببنا أن نلتقي وإياكم لأننا نحبكم ولأن هذه المؤسسة وكل المؤسسات الأمنية والقوى الأمنية الأخرى كافة نحبها ونعرف أنها الخلاص الوحيد لهذا البلد، ونلتقي بكم أيضا لأننا نحب أن نتعرف على من لا نعرفهم من بينكم ولنعبر لمن نعرفهم عن مشاعرنا، ونحب أن نتواصل ولطالما صيغت تعابير المحبة والتقدير لهذه المؤسسة بإستمرار، لكن لا أحد يمكنه أن يزايد منا على الآخر بتعلقه بهذه المؤسسة".

اضاف: "إننا نعبر من خلال هذا اللقاء الإجتماعي وإياكم عن تمسكنا ببعضنا وبهذا البلد، ولا غنى لنا ولا خلاص إلا بالدولة، وكل من يذهب لإقامة مشروع دويلته عبر ميليشيا أو مزرعة أو مؤسسة تذهب المؤسسة إلى الهلاك، وإلى الإفلاس والإنهيار والدولة تتبعها، وكل من ربط نفسه بمشروع غير مشروع الدولة نهايته الهلاك، لذلك لا يحق لأي كان أن يشكك بإيماننا بالدولة وبمؤسساتها وبحرصنا على أن نحمي لبنان ونحافظ عليه. وإذا كنا نقول اليوم، من الآن وحتى إستعادة قوة الدولة، نحن بحاجة لقوة مجتمعنا، وبحاجة لأي قوة موجودة بيننا كالمقاومة لنحمي لبنان ونحافظ عليه، هذا لا يعني أبدا أن المقاومة هي البديل عن الجيش وأنها تأمر الجيش، أبدا، بل يبقى الجيش هو الآمر الأول والأخير لكن يجب تمكينه وإعطاؤه القوة".

وتابع: "إذا كان لبنان قادرا على أن يتحدث اليوم عن التنقيب عن نفطه، فذلك لوجود موقع قوة يتحدث من خلاله، ولأن إسرائيل ليس بإمكانها أن تمنعنا من التنقيب عن نفطنا، كان بإمكانها قبل الـ 2000، أما اليوم فلم يعد بإمكانها. وهل لدى أحد منكم أدنى شك أنها كما دخلت إلى الوزاني وسحبت المياه تدخل أيضا لتسحب النفط؟".

وقال: "ان من يبحث اليوم عن حل للحدود البحرية فلأنه يعلم أنها مصلحته قبل أن تكون مصلحتنا، لماذا، لأن توازن المصالح يأتي نتيجة توازن القوى، وهذا ما يؤمن الإستقرار ويجعل كل دولة تستفيد من ثرواتها، وتحافظ على حقوقها. أما عندما يفقد التوازن في العالم، يغلب فريق على آخر وتخلق الحروب والنزاعات، وتخلق سيطرة فريق على فريق آخر أو دولة على دولة أخرى".

وأردف: "لذلك يجب أن نعي أن لا بديل عن الدولة ولا بديل عن الجيش، والقوى الأمنية لا بديل عنها لكن يجب إعطاؤها الإمكانات والقوة ورفدها بكل عناصر القوة التي نسعى إلى تأمينها لها. واليوم في الحكومة وللمرة الأولى، صدر مشروع قانون لتسليح الجيش بمبلغ 1600 مليون دولار لأن الدولة عاجزة عن تأمين المبلغ دفعة واحدة لذلك سيتم تقسيمها على دفعات وتأمين المساعدات، والدول التي تقدم العظات بأنه يجب أن يكون هناك سلاح وحيد على الأرض اللبنانية ليست مستعدة لأن تقدم لا دبابة ولا صاروخا ولا حتى طوافة. يقدمون الثياب و"الرناجر" ولكن لا يعطون القوة الفعلية، فيما نجدهم يقدمون سنويا لإسرائيل 6 مليارات دولار، والجيش اللبناني لا يمكنه أن يوازن اليوم بقدرات لبنان، لذلك تحصل الإستعانة بالمقاومة لكن هذا لا يعني أبدا أن المقاومة هي بديل عن الجيش ولا فوق الجيش، ولا يحق لأي أحد أن يشكك بموقفنا في هذا الموضوع، ولدينا وأياكم الهم الأوحد وهو المحافظة على هذا البلد، وبهذا الهم وبهذا الإيمان فإن لبنان يمر في كل مرة بتجرية صعبة، لكنه سينتهي منها، ورغم كل ما يفرقنا، نعود لنلتقي ونتوحد".

وختم: "عندما تأتينا المصيبة الكبيرة نقف سويا لندافع عن لبنان، لكن في النهاية هذا البلد بقي ويبقى واحدا، ولن ينقسم لأنه غير قابل للتقسيم، ولا يمكن لمسيحييه أن يتواجدوا في مكان واحد، ولا لمسلميه أيضا، والمؤسسة التي تجمعهم دائما هي مؤسسة الجيش والقوى الأمنية".  

السابق
بسام حمود: القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للأمة
التالي
فنيش من السراي: وثيقة قناة “العربية” بشأن حزب الله كاذبة وليس كل ما يعرض وثيقة