الحرب مفتاح السلام!

أي عاقل عادي الذكاء يمكنه الافتراض أن منطقة الحدود التركية – السورية التي تسيطر فيها المعارضة السورية المسلحة بمساعدة تركية على مواقع متكاثرة، هي عرضة للاختراق في أي وقت. وليس من الصعب أن يقدم مسلحون سوريون معارضون على اطلاق قذيفة أو أكثر، بشكل متكرر من الأراضي السورية على أهداف داخل تركيا، أو حتى بصورة عشوائية. والمعارضة السورية لا تتمنى فقط تدخلاً عسكرياً دولياً ضد النظام السوري، بل هي دعوة معلنة رسمياً! ومن مصلحة المعارضة السورية توريط تركيا في حرب ضد النظام السوري بأساليب ملتوية، ما دام الذهاب الى الحرب بقرار دولي متعذراً. ويمكن الافتراض أن حوادث اطلاق قذائف من سوريا الى تركيا ستتكرر، على أمل أن يحقق هدفها بتفجير حرب بين دمشق وأنقرة.

رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الذي ذهب بعيداً جداً في التورط بالازمة السورية لأسباب سياسية وايديولوجية، يحاول اليوم تدارك العواقب وتغطية التراجعات بأساليب هجومية مقتبسة من المدرسة الصهيونية. وهو يكرر اليوم حيال سوريا ما فعله ثنائي العدوان والابتزاز بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل وايهود باراك وزير الدفاع حيال ايران، وذلك برفع شعار امسكوني… حنحارب! ورد الفعل الدولي يتكرر في الحالتين بدعوة اسرائيل الى ضبط النفس سابقاً، ودعوة تركيا الى الأمر نفسه راهناً! بل ان اردوغان تبنى المنطق الصهيوني حرفياً، منذ قيام الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين، والقائل إن الحرب مفتاح السلام! وهو الشعار الذي تبنته كل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في حروبها المتكررة ضد العرب!

على الرغم من أن سوريا تقوم بإبعاد أسلحتها الثقيلة من دبابات ومدفعية وغيرها عن الحدود التركية، تفعل السلطات التركية العكس تماماً، بتعزيز انتشار قواتها وأسلحتها الثقيلة على الحدود السورية. وهذا لا يعني أن الحرب بين الدولتين الجارتين ستقع غداً… دون أن ينفي ذلك احتمال أن يكون ما يجري اليوم هو مجرد احتمال يمهد لسيناريو مستقبلي في يوم غير بعيد يعقب اجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومع ذلك ففي الداخل التركي، وفي جواره الكردي عقبات كثيرة تحمل الحكم التركي على العد الى الألف قبل الاقدام على أية مغامرة!  

السابق
مناورات الخليج العسكرية لا تعزز الإستقرار
التالي
وهم الاستدراج