الجمهورية: حزب الله في دائرة المواجهات الخارجية والداخلية

أربعة أحداث سياسية طبعت الحياة السياسية في غضون الأيام الماضية، المشترك بينها "حزب الله". وإذا كانت لا تشكل جديدا في سياق استراتيجية الحزب ودوره، إلا أنّ تزامنها جاء ليطرح أكثر من سؤال عن أداء هذا الحزب في الآونة الأخيرة ومدى انعكاس سلوكه على لبنان لجهة أمنه واستقراره وعلاقاته الخارجية.
وقد جاء تزامن هذه الأحداث كالآتي:

مصرع "أبو عباس" في سوريا من دون أن يكلف الحزب نفسه نفي تهمة تورّطه عسكريا في الأزمة السورية.
إنفجار مخزن الأسلحة في "النبي شيت" الذي سلط الضوء مجددا على السلاح غير الشرعي في ظل مواقف بارزة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بضرورة نزع السلاح خارج الدولة والحملة السياسية المضادة عليه.
إعلان إسرائيل عن إسقاط طائرة من دون طيار واتهامها "حزب الله" أو إيران وراء إطلاقها، ما يعني، في حال صحتها، فتح الاحتمالات على حرب مع إسرائيل.
كشف الوثائق المسرّبة من أجهزة النظام السوري عبر قناة "العربية" عن تورّط "حزب الله" بالتعاون مع النظام السوري باغتيال الشهيد جبران تويني. وأمّا الحدث الخامس، فقد أتى من حليف الحزب، أي النظام السوري، لجهة وجود وثائق تؤكد ضلوع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في قضية سماحة-المملوك.

إنّ تزامن هذه الأحداث يبعث على القلق ويؤشر إلى أن لبنان في عين العاصفة، لأن كل حدث كفيل لوحده بتفجير الساحة اللبنانية أو تفجير التناقضات السياسية داخله ومع الدول الصديقة العربية والغربية، الأمر الذي يتطلب خطوات جريئة واستثنائية لحماية لبنان وتجنيبه تداعيات تورط "حزب الله" على "ماية جبهة وجبهة".

وفي جديد جبهات الحزب، وبانتظار أي موقف توضيحي يصدر عنه نفيا أو تأكيدا، لا بد من الإشارة إلى ما أعلنته إسرائيل من أن التحقيق الأولي بشأن الطائرة بدون طيار التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن إسقاطها السبت في جنوب البلاد بعد تحليقها في الأجواء الإسرائيلية يشير إلى أن الطائرة انطلقت من لبنان عبر "حزب الله" أو خبراء من إيران، خصوصا أن الجيش الإسرائيلي استبعد فرضية انطلاق هذه الطائرة من قطاع غزة، وهو يبحث إمكان إطلاقها من جانب "حزب الله.

وفي هذا السياق طالبت قوى 14 آذار الحكومة بوضع يدها على هذا الملف الذي يقحم لبنان بحرب مع إسرائيل تؤدي إلى تدميره ويكون هو المسبب لهذه الحرب، مؤكدة أن مسؤولية الحكومة تكمن في نفي أو تأكيد هذا الخبر واتخاذ الإجراءات السريعة الكفيلة بإبعاد شبح الحرب عن لبنان.

كما تجدر الإشارة أيضا إلى ما كشفته الوثائق المسرّبة من أجهزة النظام السوري عبر قناة "العربية الحدث"، والذي يبقى على ذمة هذه الوثائق، والمتصلة بتورط النظام السوري في عمليات داخل لبنان بالتعاون مع حزب الله، وتعود إحدى هذه الوثائق إلى الثاني عشر من كانون الأول 2005، وهي مرسلة من رئيس فرع العمليات في المخابرات السورية حسن عبد الرحمن إلى رئيس جهاز الأمن القومي السابق آصف شوكت، ويقول فيها إنه "وبمساعدة عناصر من مخابرات حزب الله اللبناني تم إنجاز المهمة رقم 213 والتي أوكلت إليهم في العاشر من كانون الأول بنتائج ممتازة".

وبالتزامن مع توقيت رسالة آصف شوكت بتنفيذ المهمة، وفي نفس اليوم الذي أرسلت فيه هذه البرقية إلى القصر الجمهوري السوري، كانت سيارة مفخخة بانتظار النائب اللبناني جبران تويني، وهو في طريقه إلى العمل لتنهي حياته في عملية اغتيال وصفت بالغامضة حينها، حيث عُرف تويني بمواقفه المعارضة للوجود السوري في لبنان خصوصاً بعد توجيه أصابع الاتهام للمخابرات السورية بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.  

السابق
الأخبار: الخطة الأمنية في البقاع هذا الأسبوع
التالي
نهاية حزب الله