ضباط سوريّون قضوا في انفجار النّبي شيت

الوضع الناشئ عن انفجار مخزن الذخيرة التابع لحزب الله في بلدة النبي شيت والربط الواضح بينه وبين مشاركة الحزب في معارك النظام السوري ضد معارضيه ضغط ولايزال على الاجواء السياسية الداخلية رغم تأكيدات الرئيس ميشال سليمان من الارجنتين انه لا خوف من ان تتحول تداعيات الاحداث السورية قتالا داخليا في لبنان، لأننا اتخذنا كل الاجراءات الكفيلة بحماية لبنان من هذه المخاطر.

فالشائعات والمعلومات والاستقراءات التقت عند هذا المحور، عاكسة آراء مطلقيها، فبينما يتبنى وزير الداخلية مروان شربل وجهة نظر حزب الله القائلة ان الانفجار ليس مفتعلا بل هو من فعل حرارة الطقس، وعشوائية تخزين القذائف، يتحدث شهود عيان عن وجود قتلى آخرين جرى ابعادهم قبل السماح للجيش والقضاء العسكري باجراء الكشف والتحقيق، ويقول هؤلاء ان بين الآخرين الذين لم يعلن عنهم ضباطا في جيش النظام السوري.

وارتفعت الشعارات المضادة للولايات المتحدة واسرائيل مجددا خلال تشييع عناصر الحزب الثلاثة، في افتراض واضح ان لهاتين الدولتين علاقة بالذي حصل.

في المقابل، كان قادة «المستقبل» وفي الطليعة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب احمد فتفت يعتبرون ان ما يجري يضع لبنان على الحافة امنيا واقتصاديا وسياسيا.

رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة تناول ما يجري غامزا من قناة حزب الله من دون ان يسميه، حيث قال: مع الاسف ان البعض في لبنان غير ملتزم بالتوجه الهادف الى عدم توريط لبنان في محاور اقليمية ودولية لم يستشر الشعب اللبناني بها، ولا هو يقبل الارتباط بها ولا التورط معها، فما الداعي اذن الى التورط في الصراع العسكري الدائر في سورية بين الشعب السوري الساعي لاستعادة حريته وكرامته والنظام السوري؟ وما المصلحة الوطنية في مناصرة الاستبداد على حساب تاريخ وحاضر ومستقبل سورية وعلى حساب منعتها وتقدمها على مسارات الديموقراطية الحقة؟

عضو كتلة المستقبل احمد فتفت استغرب كيف تخلى الواجب الجهادي للمقاومة عن الدفاع عن القرى الجنوبية وذهب الى ريف حمص لتدمير سورية، مطالبا الحكومة بموقف واضح من النأي بالنفس.

وسأل: هل هذا هو الواجب الجهادي؟ هذا السؤال نطرحه على حزب الله كما على الحكومة.

في المقابل، جاء قول الشيخ محمد يزبك رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله خلال تشجيع عناصر الحزب: نبقى في مواقعنا ونحافظ على سلاحنا الذي نعتبره دما يجري في عروقنا مهما كانت الاثمان.

واضاف: ان كانوا يعدوننا بمفاجآت، فإننا نعد امتنا العربية والاسلامية بمفاجآت ايضا.

بدوره، قال الشيخ نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي بالمناسبة عينها ان اسرائيل تستعد لحرب في لبنان قالوا عنها ثالثة، وردنا ان المقاومة ايضا تستعد وتتحضر لاعظم مواجهة حاسمة تصنع فيها النصر الاعظم.

أما الرئيس ميشال سليمان فقد تطرق لهذه الامور في لقاء مع الصحافة الارجنتينية، حيث نفى ان يكون هدف سورية ارباك لبنان، واضاف: هي بالكاد تعالج مشاكلها الذاتية.

ودعا سليمان القوى الامنية اللبنانية الى منع اقامة قواعد عمل ضد النظام السوري، كما ان على القوى السورية ان تمنع ارسال السلاح الى لبنان او قطع اشجار البساتين في القاع او نسف بعض المنازل الحدودية وتحاشي دخول الاراضي اللبنانية.

واكد سليمان عدم وجود تنظيمات مسلحة في لبنان تعمل انطلاقا من لبنان ضد النظام السوري.

وعن سلاح المقاومة، قال سليمان انه يندرج في اطار الاستراتيجية الدفاعية التي بدأنا بتحضيرها وهو يستعمل فقط للدفاع عن لبنان ضد اي عدوان اسرائيلي وفقط لدعم الجيش وفقا لقرار السلطة، اما السلاح الذي يشهر في الداخل فهو ممنوع ويجب نزعه أكان لحزب الله او للسلفيين او غيرهم.

في هذا السياق، يقول النائب القواتي فادي كرم ان حزب الله يحاول انكار تدخله في سورية، لكن الكل يعلم انه يدعم النظام السوري ويحارب ضد الشعب السوري، وقد نبهناه طوال السنة الماضية الى مخاطر مثل هذا العمل على علاقة الشعبين اللبناني والسوري.

وفي رأيه ان حزب الله واقع في ازمة اليوم مع نفسه ومع الشعب السوري، وأيد بقوة موقف الرئيس سليمان من سلاح حزب الله، وقال: هذا الموقف كنا ننتظره.

وعن اسباب انفجار النبي شيت، قال: ننتظر الزمن كي يوضح لنا بعض الامور.

من جهته، التقى النائب نعمة الله ابي نصر عضو كتلة الاصلاح والتغيير المتفاهمة مع حزب الله مع نائب القوات كرم على توجه واحد، حيث ايد نزع كل سلاح خارج الشرعية، وشدد على ان سلاح حزب الله يجب ان يكون في الجنوب وان تكتل الاصلاح والتغيير ضد وجود السلاح في بلدة النبي شيت، محملا حزب الله ـ في حديث لاذاعة لبنان الحر ـ مسؤولية عدم السماح للجيش باستخدام شرعيته في المنطقة الا بعد التفجير.

 

السابق
الفقر المدقع في غزّة.
التالي
اتصلت به كلبته..فاتصل بالشّرطة