عدوى تعليم التلامذة النازحين وفق المنهاج السوري تصل إلى صيدا

قررت اللجنة المشتركة للمؤسسات المعنية بالشأن التربوي والإغاثي في منطقة صيدا، فتح مبنى مدرسي خاص لنحو ثلاثمئة طالب سوري وافد إلى صيدا، وفقاً للمنهاج التربوي السوري، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والمنطقة التربوية في الجنوب. وقد بوشر بتسجيل الطلاب، وهم يتوزعون على المرحلتين المتوسطة والثانوية. ويؤكد رئيس «اتحاد المؤسسات الإغاثية في صيدا» كامل كزبر أن «عملية الإشراف الإداري على المبنى الخاص بالطلاب السوريين، إضافة إلى الاهتمام بالإدارة التربوية والهيكلية التعليمية اللازمة لتأمين انتظام العام الدراسي، أوكلت إلى إدارة مدارس الإيمان، التابعة للمركز الثقافي الإسلامي في مدينة صيدا».
ولفت كزبر إلى أنه تم الاتفاق مع «مؤسسة الثقافة والعلوم» في صيدا على استقبال هؤلاء الطلاب في المبنى التابع لها في المدينة، مشيراً إلى إجراء مقابلات مع عدد كبير من الأساتذة السوريين الوافدين إلى منطقة صيدا ومحيطها، فتمّ اختيار 17 استاذاً منهم كمرحلة أولى، ليتولوا تدريس هؤلاء الطلاب وفق منهجهم السوري. ولفت إلى أن التسجيل مستمر للمرحلتين المتوسطة والثانوية في المبنى نفسه حتى الخامس عشر من الجاري، الموعد المقرر لبدء العام الدراسي فيه.
في المقابل، أعلنت اللجنة المشتركة للمؤسسات المعنية بالشأن التربوي والإغاثي للنازحين السوريين إلى صيدا، عن حل مشكلة الطلبة الوافدين إلى المدينة ومخيماتها بشكل كامل ليكونوا جزءاً من العام الدراسي الحالي، بالتنسيق مع وزارة التربية، ووكالة «الأونروا» و«اتحاد المؤسسات الإغاثية» في صيدا، وبلدية المدينة، و«مؤسسة الحريري»، و«الشبكة المدرسية لصيدا والجوار». وأعلنت اللجنة عن «إحصاء 1216 طالباً وطالبة سوريين حتى الأمس، في مدينة صيدا ومخيماتها، سيلتحق 700 منهم بمدارس المدينة، على أن ينطلق العام الدراسي لهؤلاء الطلاب بدءا من العاشر من الجاري، في تسع مدارس خاصة في المدينة، تقاسمتهم وفقاً للمراحل العمرية. وذلك بعد استكمال جميع الإجراءات الإدارية واللوجستية لتسجيلهم وتأمين الكادر التعليمي لهم، لا سيما أن معظمهم سيتابع دراسته وفق المنهج السوري، إلى جانب تأمين مستلزمات الدراسة من كتب وقرطاسية وزي مدرسي».
وأشارت اللجنة إلى أن الطلاب الفلسطينيين الوافدين من سوريا، والذين يفوق عددهم على الخمسمئة طالب سيتم استيعابهم في مدارس «الأونروا» في مخيمي عين الحلوة، والمية ومية، وفي مدينة صيدا. وقد باشرت إدارات تلك المدارس بتجهيز قاعات تدريس لهؤلاء الطلاب والهيئات التعليمية التي ستتولى تدريسهم ومستلزمات انتظام عامهم الدراسي الإدارية واللوجستية والتربوية لجهة المناهج والكتب والقرطاسية والزي المدرسي.
ولفت منسق «الشبكة المدرسية لصيدا والجوار» نبيل بواب إلى أن هدف اللجنة التربوية المشتركة هو ألا يبقى طالب سوري واحد خارج المدرسة وقد «تمكنا لتاريخه من تأمين مقاعد دراسية للقسم الأكبر من التلامذة السوريين الوافدين إلى صيدا، ونبذل قصارى جهدنا لكي نقدم كافة الخدمات التربوية والتعليمية لهم على قدم المساواة مع التلامذة اللبنانيين».
من جهة أخرى، استغربت «المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان – شاهد» ما أسمته بـ«قرار وزير التربية حسان دياب، القاضي باستثناء الطلاب الفلسطينيين من مجانية الحصول على الكتاب المدرسي في المدارس الرسمية أسوة بزملائهم اللبنانيين». وقالت في بيان لها أمس: «تلقت شاهد عشرات الاتصالات من أولياء أمور الطلاب تفيد بهذا القرار وانعكاسه النفسي السيئ على أبنائهم ومعنوياتهم في مطلع العام الدراسي، خصوصاً أن الطالب يشعر بالتمييز والإحباط من هذا القرار». وقد بادرت «شاهد» بالاتصال بمدير عام وزارة التربية فادي يرق، الذي نفى بدوره نفياً قاطعاً أن يكون هناك قرار بذلك، وطالب في نفس الوقت تزويده بأسماء المدارس التي تمتنع عن توزيع الكتب للطلاب الفلسطينيين. وفي وقت لاحق أكد دياب القرار، الذي يستثني الطلاب الفلسطينيين وغيرهم من توزيع الكتب المدرسية بسبب التكلفة المالية التي يمكن أن ترهق خزينة الدولة اللبنانية. كما اتصلت شاهد بالنائبة بهية الحريري رئيسة لجنة التربية والتعليم النيابية، لاستيضاح الأمر، وبمكتب وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، ومع إدارة «الأونروا» التعليمية في لبنان، و«منظمة اليونسيف».
ومن جهته، أعرب رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري عن أسفه الشديد واستنكاره «للتمييز الحاصل بين الطلبة اللبنانيين والفلسطينيين في المدارس الرسمية لناحية تأمين الكتاب المدرسي، وحاجيات الطالب التي وزعت على اللبنانيين، وحرم منها غيرهم خصوصاً الفلسطينيين». وأضاف «إنها المرة الأولى التي يمارس فيها هذا التمييز على مستوى مدينة صيدا، خصوصاً أن عدد الطلاب الفلسطينيين في المدارس الرسمية لا يتجاوز 20 في المئة». وناشد البزري دياب، والمنطقة التربوية في لبنان الجنوبي الإسراع في تصحيح الخطأ الحاصل وتأمين الكتاب المدرسي للفلسطينيين إسوة باللبنانيين في المدارس الرسمية، «لأنهم كإخوانهم اللبنانيين يعيشون في ظروفٍ صعبة، وضائقة معيشية شديدة».
ويأتي ذلك في حين تواصل «الأونروا»، ولليوم الرابع على التوالي، توزيع المساعدات العينية للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى منطقة صيدا وعين الحلوة. وما زالت عملية التوزيع مستمرة لتاريخه حيث بلغ عدد المستفيدين منها ما يقارب 350 عائلة في مخيم عين الحلوة وحده.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول الشؤون الاجتماعية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» في صيدا فؤاد عثمان أن «هذه الخطوة إيجابية لكنها لا تلبي الحد الأدنى من مقومات الحياة للنازحين وبالتالي على الأونروا، العمل على إيجاد موارد مالية لاستكمال توزيع المساعدات اللازمة لهم». ومن جهته، دعا أمين سر «اللجان الشعبية» عبد مقدح الوكالة إلى تأمين المأوى للنازحين الفلسطينيين، عبر دفع إيجار أو إيجاد أماكن سكن لهم لحلّ أزمة النازحين، معتبراً إياها معنية بحل قضية الاستشفاء والتعليم بأقصى سرعة. في حين ناشد مسؤول اللجان الشعبية للمنظمة أبو هاني موعد المجتمع الدولي العمل الجاد على مساعدة النازحين الفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة.
إلى ذلك، واستكمالاً لحملة «هدية المقاومة الإسلامية للشعب السوري» أقام «حزب الله» يوماً صحياً مجانياً للنازحين السوريين في منطقة تعمير عين الحلوة. وقد تم معاينة 680 حالة أغلبهم من الأطفال. كما استقدمت الهيئة الصحية الإسلامية 4 أطباء، و 15 ممرضاً، ومسعف، و4 مستوصفات نقالة. وقد قدم «حزب الله» 800 عينة دوائية بقيمة 10172 دولاراً.   

السابق
انتهاء الموسم البحري في صور
التالي
العقارات المشغولة من «اليونيفيل»: المالكون يستعجلون الإيجار