بيضون: ولادة تيار شيعي مستقل غير واردة

رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن الحملة التي أطلقتها إحدى الصحف المحلية تحت عنوان «ويكيليكس ـ شيعة فيلتمان»، لم تأت نتيجة قرار من الحزب بإثارة هذه البرقيات للنيل من الشخصيات الشيعية المستقلة عن قراره والمناهضة لسياسته وتوجهاته، بقدر ما أتت في سياق حملاته الممنهجة والمنظمة للتغطية على الفشل الذريع الذي مني به خلال تجربته بالحكم، معتبرا أنه في الوقت الذي تتولى فيه قيادة «حزب الله» التركيز على كيفية تخوين قوى «14 آذار»، تتولى الطفيليات المزروعة حولها أي (قيادة الحزب) الاضاءة على ملفات هامشية سخيفة لا تغير في واقع الانقسام الشيعي بين وطني داعم لمشروع قيام الدولة، وبين معيق لقيامها لصالح النظامين السوري والايراني أو ما يسمى وهما بأنظمة الممانعة.

ولفت بيضون في تصريح لـ «الأنباء» الى أن ما لم يتنبه اليه أصحاب الحملات ضد الشخصيات الشيعية المستقلة هو أن البرقيات لن تحمل على متنها سوى لغة وطنية صافية، عبرت فيها الشخصيات المذكورة عن كيفية بناء الدولة بعيدا عن الالتحاق بركب الانظمة الاقليمية، في وقت ان الفضيحة الحقيقية التي يجب نشرها تكمن في استعمال حلفاء «حزب الله» أوجها سياسية متقلبة، بحيث تكلموا معه لغة متناقضة جذريا مع تلك التي خاطبوا بها الأميركيين، مشيرا ردا على سؤال حول احتمال ولادة تيار شيعي مستقل، الى أن الشخصيات الشيعية المستقلة موضوع الحملة مذهبهم شيعي إنما هويتهم لبنانية ويفتخرون بها، لذلك يؤكد بيضون أن ولادة تيار شيعي مستقل غير واردة كون مطلب المستقلين هو انخراط شيعة لبنان في مشروع وطني وليس في مشروع تنازع وقتال مذهبي.

وأشار بيضون الى أن الشيعة المستقلين انتظروا انفتاح قوى «14 آذار» عليهم من خلال إعادة تنظيم هيكليتها بشكل يستوعب الاندفاع الوطني الشيعي، إلا أن غرقها بملفاتها ومشاكلها حال دون تفعيل هذا الاندفاع وبروز الصوت الشيعي المستقل، مستدركا بالقول ان قوى «14 آذار» ارتكبت أخطاء لا تغتفر في تعاملها مع الملف الشيعي، بحيث سمحت منذ العام 2005 حتى اليوم بإعطاء «حزب الله» والرئيس بري وكالة حصرية أجازت لهما التحدث باسم شيعة لبنان والاستئثار بالقرار الشيعي العام، مشيرا الى أن آخر ما ارتكبته قوى «14 آذار» من أخطاء بحق الشيعة المستقلين هو انه في الوقت الذي تجهد فيه وسائل إعلام «حزب الله» وحركة «أمل» لضرب صدقية الشيعة المستقلين وتشويه صورتهم الوطنية، بادرت القوى المذكورة الى التأكيد على حصرية المرجعية الشيعية بالحزب والحركة من خلال زيارة الرئيس السنيورة غير المبررة والموفقة للرئيس بري، والتي لم ينتج عنها أي جديد على مستوى تحسين العلاقات بين «8 و14 آذار».

على صعيد آخر وعلى مستوى قانون الانتخاب العتيد، لفت بيضون الى أن كل مشاريع القوانين المطروحة على بساط البحث هي قوانين طائفية لا تمت الى الوحدة الوطنية بصلة، بحيث أجمعت بأشكال مختلفة على انتخاب كل طائفة لنوابها، مستدركا بالقول انه حتى مشروع الخمسين دائرة المقدم من قبل النواب بطرس حرب وجورج عدوان وسامي الجميل، تشوبه العديد من العيوب بحيث يعطى نواب الجنوب والبقاع لـ «حزب الله» وحركة «أمل»، ويبقي النائب المسيحي في الزهراني ضمن تأثيراتهما السياسية نتيجة إبقائه دائرة واحدة بدلا من تقسيمه الى دائرتين، الاولى مسيحية والثانية إسلامية. هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى أن مشروع القانون المقدم من الحكومة تمت صياغته على قاعدة تزوير الانتخابات قبل حصولها، وذلك لاعتباره أن صائغي القانون ضموا الصوت الشيعي في بيروت الثانية وبعبدا والمتن الى الدوائر المسيحية بهدف إعطاء أولوية الريح للعماد عون، مقابل سحبهم للصوت السني في الشمال من الدوائر المسيحية، وهو ما تجسد عبر جمع بشري مع البترون والكورة وزغرتا ظنا منهم أن العماد عون قد يكسب في معركة مسيحية ـ مسيحية، وعبر جمع الباشورة مع الرميل والأشرفية، وبعبدا مع المتن، وكسروان مع جبيل كي يكون للصوت الشيعي كلمة الفصل في كسب العماد عون للمعركة.

وختم بيضون مشيرا الى أن لبنان بحاجة الى صياغة قانون انتخاب على قواعد وطنية، لافتا الى أنه وتبعا للحالة الراهنة هناك حلان لا ثلاث لهما، إما أن يتدخل رئيس الجمهورية انطلاقا من حياديته ويقترح عبر فريق عمل حيادي مشروع قانون وطني بامتياز، على غرار اقتراحه للإستراتيجية الدفاعية، وإما أن يتم إنشاء لجنة حيادية من رحم المجتمع الوطني، تقترح قانونا يُخرج الموضوع الانتخابي من عنق الزجاجة.  

السابق
السيستاني ينفتح على المعارضة السورية ويرفض مواقف المالكي
التالي
المتة… شراب السعادة