“المتة” من النباتات المعروفة في الطب الشعبي القديم, كثيرة الفوائد الصحية والغذائية, لا تزال تستعمل حتى الآن في كثير من دول العالم, ويوصي بها الأطباء في أوروبا كعلاج مساعد في أمراض التهابات المفاصل والسمنة والتعب والاجهاد والبواسير. كما يستخرج من مستخلص أوراقها مشروب يعرف بشاي المتة يفيد في علاج السمنة وزيادة نشاط الجهاز المناعي للجسم, وتعزيز قدرته في مواجهة الخلايا السرطانية, كما يعد بمثابة وجبة متكاملة تزود الجسم بكثير من الفوائد الغذائية والصحية, ومن أفضل المشروبات التي تنبه المعدة. وعلاوة على ذلك فقد جاء عنه في الطب الشعبي, بأنه يستعمل لتنشيط الجهاز العصبي المركزي وتحفيز عضلة القلب, وانتاج الكورتيزون وتخفيض الكوليسترول الضار في الدم, بينما ادخلها الأوربيون ضمن برامج الحمية الغذائية في أميركا وأوروبا. للتعرف على فوائد “المتة” الصحية والغذائية كان ل¯ “السياسة” هذا التحقيق.
يقول د. سمير الهادي أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة عين شمس: يرجع أصل شجيرة “المتة”, الى المنطقة شبه الاستوائية في أميركا اللاتينية, ويطلق عليها اسم “البلوط الأخضر”, وانتشرت بشكل كبير في أوروبا والوطن العربي, حيث يستخرج من مستخلص أوراقها المجففة مشروب يعرف ب¯ “شاي المتة”, يشرب ساخنا في الشتاء أو باردا في الصيف, ويتميز بأنه غني بنسبة كبيرة من الكافيين, وله فوائد صحية عدة حيث يقلل من مشكلات الجهاز الهضمي, ويستعمل لعلاج الصداع والاكتئاب وآلام الأعصاب والارهاق الذهني, كما يفيد في تنقية الدم وادرار البول, واسترخاء العضلات, وتخفيض الوزن, وزيادة نشاط الجهاز المناعي في الجسم, ويتم تحضيره عن طريق نقع الأوراق والأغصان في كمية من الماء الساخن وليس المغلي حتى لا يتغير طعمها ويصبح مرا, ويمكن شربه مخلوطا مع بعض النباتات الأخرى مثل النعناع وقشور الحمضيات بعد تحليته بالسكر.
وقد أثبت الباحثون أن مكونات شاي المتة غنية بالمركبات الفينولية, التي تعتبر من مضادات الأكسدة, المكافحة للسرطان, لذلك فمشروبه يعد بمثابة وجبة غذائية كاملة لما يحتويه من فيتامينات وكربوهيدرات وألياف ومعادن, والطب الشعبي يستعمله لتنشيط الجهاز العصبي المركزي, وتحفيز عضلة القلب لاحتوائه على الثيوبرومين والثيوفيلين والكافيين, ووجود عنصري الماغنسيوم والمنغينيز فيه يجعله مفيدا في استرخاء العضلات, وتأخير ظهور أعراض الشيخوخة. كما أنه يعمل على تنشيط العقل, وتحفيز انتاج الكورتيزون, وتخفيض الكوليسترول الضار في الدم, ويدخل ضمن برامج الحميات الغذائية في أميركا وأوروبا, موضحا أن بعض الأطباء في أميركا يستعملونه كعلاج مساعد في أمراض التهابات المفاصل والسمنة والتعب والاجهاد والبواسير, مشيرا الى أن احتوائه على نسبة كبيرة من الثيوفيلين والثيوبرومين ومادة الكافيين, تعمل على تنشيط الأداء المعرفي والرياضي للجسم, وتخلصه من الارهاق, أما مادة الثيوفيلين فتعالج أمراض القلب.
ويستخدم مستخلص أوراق النبات منذ سنوات طويلة في الطب الشعبي, وحتى اليوم في البرازيل كمنشط للجهاز العصبي والعضلات, وعلاج السمنة والمغص الكلوي ومشكلات الهضم, بينما يستخدمه الفرنسيون والانكليز لعلاج نقص الطاقة, والحد من زيادة الوزن, والتخلص من الارهاق البدني والعصبي, أما فى جنوب افريقيا فيستخدم كمنشط عام ومدر للبول. يقول د. عماد الدين حسن أستاذ النباتات الطبية والعطرية بالمركز القومي للبحوث: تنتمي “المتة” الى فصيلة “الكاميلية”, وهى من النباتات دائمة الخضرة, ويتراوح ارتفاع أشجارها من 4 الى 6 أمتار, تشبه أوراقها الى حد كبير أوراق الشاي, معروفة بفعاليتها في انقاص الوزن ومكافحة السمنة دون آثار جانبية, وتخفف من الصداع والآلام, وتعالج الامساك, وتمنع الجوع, ولها تأثير فعال على زيادة التنبية والتركيز, ويفضل تناول مشروبها ساخنا بعد الأكل مباشرة لتحسين المزاج, لما يتميز به من فوائد غذائية وصحية كبيرة. كما يعتبر هذا المشروب من أفضل أنواع المشروبات التي تعمل على تحسين مستوى الصحة العام للانسان, حيث يمكن الجسم من امتصاص الطاقة من الغذاء, لاحتوائه على كمية مضاعفة من فيتامين سي الموجودة في الشاي, واذا تم تناوله بانتظام فانه يقلل من الاصابة بالسرطان, ويعمل على تحفيز جسم الانسان على استخدام الدهون لانتاج الطافة بدلا من الكربوهيدرات.
وتؤكد د. حنان الغندور الخبيرة بالمركز الاقليمي للأغذية والأعلاف, أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن “المتة” من النباتات ذات القيمة الغذائية العالية التي تتركز في أوراقها وأغصانها الصغيرة, حيث تحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين بي وسي, وبعض الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والزنك والسيلينيوم, ومضادات الأكسدة, كما تحتوي على بعض الأحماض الأمينية والكاروتين والزيوت العطرية الطيارة, التي تزود جسم الانسان بفوائد غذائية كبيرة. مشيرة الى أن مادة “البوليفينول” تقوي الجهاز المناعي في الجسم.
