إيران في اليمن… تدخل سافر وتحريض على الفتنة

استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة اليمنية في طهران, وسلمته (مذكرة احتجاج) على تصريحات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بشأن إيران. واعتبر حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني – أنه لا صحة للادعاءات اليمنية بتدخل إيران في شؤون اليمن الداخلية وكشف شبكات تجسس به.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد اتهم إيران بتوسيع رقعة أهدافها باليمن, وباستقطاب الإعلاميين والمعارضين السياسيين, وأنها حاولت إجهاض التسوية السياسية ببلاده, والتي تمت وفقا للمبادرة الخليجية واعتبرتها "مؤامرة سعودية أميركية" وقال هادي إن طهران تسعى من وراء ذلك لإيجاد حالة من الفوضى والعنف وإحداث فراغ أمني وسياسي بالبلاد كي تستفيد من الأوضاع المضطربة لتمرير أجندتها بالمنطقة, وسعيا لجعل اليمن نقطة انطلاق لممارسة دورها الإقليمي واستهداف دول الخليج العربي "بما يتماشى مع أطماعها الإقليمية والتوسعية, ومساعيها لزيادة نفوذها في منطقة البحر الأحمر, وخليج عدن والبحر العربي".
وكان هادي قد اتهم قبل أكثر من شهرين طهران بالتدخل بشؤون بلاده وتعهد برد مؤلم, وتزامن ذلك مع إعلان السلطات اليمنية القبض على "خلية تجسس إيرانية" يديرها قائد الحرس الثوري الإيراني. وأكدت السلطات اليمنية أن التحقيق يجري مع أعضاء الخلية, وأنهم سيحالون إلى القضاء عقب استكمال التحقيقات.
التدخلات الإيرانية الشريرة في شؤون جميع دول المنطقة واضحة ومعروفة, تحت ستار "تصدير الثورة" الذي في الحقيقة "نشر التشيع" ونشر الفتنة الطائفية والتحريض على الفتن الداخلية, وقضية إيران مع اليمن ليست جديدة بل هي قديمة وهناك شواهد نمتلكها عن هذا التدخل السافر منذ أكثر من عشر سنوات ومن هذه الدلائل:
1 ¯ مساندة إيران ماديا ومعنويا للتمرد الطائفي للحوثيين في صعدة, وتزويد المتمردين بالسلاح وبالأموال, وقد ثبت أن السفير الايراني يتقصد السفر للعمرة نحو الديار المقدسة براً, لكي يمر بصعدة ويلتقي بقادة التمرد ويسلمهم الأموال والمطبوعات, وكذلك يفعل ذلك بقية قياديي السفارة الايرانية بصنعاء رغم توفر الطريق الجوي نحو اداء العمرة والحج.
2 ¯ حكومة الملالي تساند الانفصاليين الجنوبيين وتدعمهم بالأموال والسلاح, من أجل إرباك الوضع الأمني في اليمن واضعاف سلطة الدولة.
3 ¯ حكومة الملالي تساهم بنشر التشيع من خلال المطبوعات واللقاءات التي تجري عبر المراكز الصحية الايرانية التي اقامتها ايران في اليمن تحت ستار تقديم العون الصحي والطبي للمواطنين اليمنيين, وقد شهدت هذه الكراسات والكتب في مستشفى الهلال الاحمر الايراني بصنعاء.
4 ¯ حكومة الملالي تقوم باستقبال ما لا يقل عن مئتي طالب يمني سنويا من أبناء الحوثيين ومن المغرر بهم من أهل السنة واليزيديين, تحت ستار بعثات لإكمال الدراسات الدينية العليا في قم وبعض الجامعات والمعاهد الايرانية, وتلجأ السلطات الايرانية الى استدراج الطلاب الى دولة عربية أخرى, ليمنحوا تأشيرات دخول إيران (تأشيرة خارجية) لا تلصق ولا تثبت بالجواز, لكي لاتتم محاسبة الطالب عند عودته الى اليمن, وهو اسلوب درجت عليه ايران مع العناصر المخدوعين والمغرر بهم لغرض زيارة ايران وتلقي مناهج دعوية بالعقيدة الجعفرية, وتجنيدهم لخدمة مصالح ايران, ولا تختم جوازات هؤلاء مطلقا وانما يمنحون تأشيرات منفصلة عن جواز السفر.
5 ¯ كما تنظم شركات ايرانية رحلات سياحية دينية لزيارة الاضرحة والمشاهد في ايران لابناء الحوثيين وعوائلهم ومن المغرر بهم من الزيدية, تنطلق من دول اخرى نحو ايران من دون الحاجة لختم جوازات المشاركين بالرحلات لمنع تعرضهم للمساءلة من قبل سلطات دولهم.
6 ¯ يتم توريط شبان من الحوثيين وغيرهم وتجنيدهم للقتال في لبنان وسورية, واخيرا تم اكتشاف اعداد من الحوثيين تقاتل الى جانب شبيحة ومرتزقة النظام السوري القمعي, كما أن الأخبار تواترت عن وجود معسكر تشرف عليه ايران, في محافظة النجف بالعراق, لتدريب شيعة البحرين وحوثية اليمن للدخول في معارك مع السلطة في البحرين, وللقتال الى جانب بشار الأسد في سورية.
7 ¯ لايستبعد أن تكون هناك روابط بين إيران وبين عصابات القاعدة في اليمن, خاصة وان صلة القاعدة في العراق بالنظام الايراني ومخابراته وحرسه الثوري لم تعد سرا من الاسرار.
وبعد فهل نحتاج الى أدلة أخرى للتدخل الايراني السافر في الشؤون العربية عامة واليمن منها على وجه الخصوص?  

السابق
سوريّة: الامبراطوريّة والجمهوريّة الديموقراطيّة
التالي
لو كانت سوريا نفطية؟