احتفال في صيدا لمناسبة اليوم العالمي لكبار السن

نظمت جمعية جامع البحر في صيدا احتفالا لمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور ممثلا بمدير مكتبه ياسر ذبيان، في صالة الجمعية، حضره طارق بعاصيري ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، النائبان علي عسيران وميشال موسى، المنسق العام ل"تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود ممثلا النائبة بهية الحريري، وفد من التنظيم الشعبي الناصري وحشد من الشخصيات الاجتماعية واهالي المسنين.

القطب

بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني، ألقى رئيس الجمعية محمد طه القطب كلمة شدد فيها على "أهمية تسليط الضوء على هذه الفئة العمرية الكريمة، التي عانت الكثير من تحديات كبيرة"، مشيرا الى "ان الخطة الدولية التي تبناها العالم لاقت اثارا ايجابية من اجل دعم بناء مجتمع لجميع الاعمار والاستثمار في الانسان على مدى الحياة"، معتبرا "ان الشيخوخة ليست نشاطا دائما وانسجاما تاما من الحياة وانما هي مرحلة من مراحل عمر الانسان، تتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية"، لافتا الى "ان بعض البلدان المتقدمة وفرت ظروفا ومستلزمات لتأمين سعادة ورفاه المسنين من خلال ادماجهم وتأمين مشاركتهم في عملية التنمية ووفرت لهم اوضاعا صحية".

ودعا الى "التعامل مع كبار السن باحترام والمحافظة على كرامتهم، ووضع برامج تدريب لهم على الاشغال الحرفية والمهارات الانتاجية كخطوة اولى هامة لادماجهم في عملية التنمية والنظر اليهم بعين التقدير والعرفان".

حنقير

ثم القى نصري حنقير كلمة باسم المسنين، شدد فيها على ضرورة وجود مثل هذه المؤسسة ودعمها لرعاية كبار السن والتي لا يمكن خدمتها في المنازل.

ابو فاعور

أخيرا، القى ذبيان كلمة الوزير ابو فاعور، استهلها بنقل "تحيات الوزير في اليوم العالمي لكبار السن، وقال: "كلفني ان أشد على أيديكم وأهنىء جمعيتكم البيضاء جمعية جامع البحر في صيدا، مثمنا مثابرتكم على متابعة فعل الخير ان لناحية الاهتمام بالمسنين او السمو بالتقليد الرائع لشعبنا في الحفاظ على المسنين حقوقا او احتراما وتقديرا عملا بالمأثور من قيمنا، فكبار السن بركاتنا وخميرتنا ومن ليس عنده كبير ليأت بكبير بغية الافادة من معارف وخبرات من سبقنا".

أضاف: "هي حقوقهم علينا، هل لنا ان لا نؤديها؟ نحن لا نقايض ليس لانهم الاباء والامهات ولا برا بالوالدين وحسب، انما واجبنا الانساني والوطني تجاه مواطنينا كافة من اطفال ومسنين وشباب رجالا ونساء".
ورأى ان "هناك في المجتمعات حاجة دائمة للتدخل لصالح الجماعات الاضعف من اعمال طوارىء ورعاية وخدمات، غير ان التدخل العابر لا يمكن ان يفي بحاجات المواطنين، لذا كان التدخل الذي تقومون به أداة وآلية لتحسين مستوى حياة الناس".

وأشار الى ان "كل مسن هو حالة فريدة ولديه احتياجاته ونقاط قوته وقيمه ومعتقداته الخاصة به، لذا نعمل وتعمل المؤسسات المتعاونة معنا من اجل احلال الثقة والتواصل مع الافراد ومن اجل فهم وحماية القيم الثقافية والنفسية الاجتماعية والروحية لكل فرد. ولذا كانت تمنيات وزارتنا على المؤسسات الشريكة تعزيز حقوق المسنين بدءا بتحديد هذه الحقوق ومن ثم تثقيف الموظفين حولها وابلاغ كبار السن وأسرهم بهذه الحقوق وكيفية الاستفادة منها".

وقال: "لذلك، فان عملنا في مجال المسنين يتركز على: تحديد وحماية وتعزيز حقوق الافراد، اعلام الافراد عن حقوقهم، اشراك عائلة الفرد، عند اللزوم في القرارات حول رعاية المسن والخدمات المقدمة له، الحصول على موافقة مسبقة للرعاية، تثقيف موظفي المؤسسات المتعاونة حول الحقوق الفردية، وضع اطار اخلاقي لرعاية المسن".

أضاف: "غير ان ما يحز في النفس ان تستمر ظاهرة التشرد لعدد من كبار السن، فظاهرة التشرد رافقت تاريخ البشرية وهي موجودة في المجتمعات كافة، ولدى كل الفئات الاجتماعية خصوصا الفقراء في الريف والمدن، لكن وجود اطفال عجزة ونساء على قارعة الطريق في ايام ملتهبة الحرارة او في "زمهرير" الشتاء لا يزال يدمي القلوب، رغم الترابط الاسري ورعاية المسن من قبل اسرته".

وأشار الى "ان التغير قد أصاب ظروف الحياة وخصوصا خروج المرأة الى العمل، لكن خصائص العصر تفرض نفسها بقوة. غير ان ما يثير الازعاج ان بعض المسنين يمتهن التشرد، ومن مسؤولية الدولة معالجة الامر، ولا بد من تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني لايجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة. ويمكن القول ان ظاهرة التشرد وان كانت موجودة في لبنان الا انها تبقى تحت السيطرة".

وقال: "غني عن البيان ان نقول ان الدولة اللبنانية تقوم بتغطية القسم الاكبر من تكاليف الايواء والطبابة والرعاية للعجزة عبر تسديد مبالغ مالية عن كل مسن تحتضنه مؤسسة راعية، بعد ان تقوم هذه الاخيرة بتقديم طلب بذلك الى وزارتنا. وقد اصدر معالي الوزير قرارا خلال هذا العام رفع سعر الكلفة لايواء المسن من 7250 ليرة لبنانية ال 17500 ليرة لبنانية عن كل يوم وهذا يعزز دور رعاية المسنين ودور العجزة".
أضاف: "وهنا تطرح علينا مسألة غاية في الاهمية ألا وهي سلخ المسنين من أسرهم ووضعهم في مؤسسات الرعاية، يترافق في معظم الاحيان مع انقطاع الاولاد عن زيارتهم لمراكز الايواء واهمالهم لهم، وهو كأس لا يقوى معظم كبار السن على تجرعها فيفضلون التشرد. ان بعض المسنين يرفضون الانضمام الى دور العجزة ويفضلون التشرد في الشوارع، فتقع مسؤولية اقناعهم بضرورة الانضمام الى دور العجزة على اولادهم، ومن جهتنا كوزارة للشؤون الاجتماعية فقد ادخلنا تعديلا على برنامج الفقر لصالح المسنين الذين يقيمون منفردين بحيث يحظون بتقديمات خاصة بهم".

وأعلن "ان الامم المتحدة تطالب بضرورة تأمين حياة كريمة للمسنين جراء ارتفاع منسوب التفكك في الغرب، اما في لبنان فلا تزال الاسرة تحافظ على تماسكها الى حد كبير، هذه هي تقاليدنا هذا هو تراثنا وعلينا العمل الجاد للحفاظ على هذا التماسك، علنا نوفق. لكم مجددا تحيات معالي الوزير".  

السابق
جابر: نحن مع التغيير بما لا يتعارض مع اتفاق الطائف
التالي
“مشروع تأهيل مكب النفايات صيدا وتحويله حديقة خضراء”