مسيحيون يهمّشون أنفسهم

دخلت البلاد اجواء الانتخابات التي صارت الهم الاول والاوحد للسياسيين الذين لا يجدون مكانا ومكانة لهم الا في المقعد النيابي واللوحة الزرقاء التي تتوالد فتصير لوحات تتصدر كل سيارات العائلة فضلاً عن الاقارب والمستشارين.

لا اعلم ما اذا كان الناس يفكرون فعلاً في الانتخابات، ام ان لديهم هموما حياتية اكثر الحاحا. المدارس بدأت مع ارتفاع كبير في الاقساط لا قدرة للاهل على تحمّلها. المشتقات النفطية الى ارتفاع تدريجي، والى البنزين المرهق، يحتاج اهالي الجبال الى المازوت الحيوي لاستمرارهم وعيالهم. المؤسسات غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه موظفيها والعاملين لديها. الامن غير مستتب على رغم مؤشرات ايجابية في عدد من الملفات، لكن الوضع ينذر دائما بالاسوأ بعدما تلاشت هيبة الدولة ومؤسساتها…

يجري كل هذا من حولنا وسياسيونا غارقون في المشاريع الانتخابية، لكن المضحك المبكي في الموضوع انهم لم يتفقوا على مشروع للمستقبل ولن يتفقوا لان حسابات معظمهم تتخطى مصلحة الوطن الى مصالحهم الشخصية.
لا اعلم ما اذا كنت قد تمكنت فعلا حتى اليوم من معرفة القانون الاصلح بالنسبة الى المسيحيين، وحاولت ان استنتج من شروح عن المشاريع المقدمة. كل يغني على ليلاه. وحساباتهم البعيدة المدى لا تتخطى السنة 2013.

في الحقيقة عيب ما يحصل اليوم، وخصوصا بعدما اجتمع الاطراف كافة في بكركي، وخرجوا بشيء هو اللاشيء كما فهمنا. لم يتفقوا. خرج كل فريق ينادي بمشروعه، كأنهم لم يلتقوا ولم يتفقوا. وهم كذلك.
لا اعلم كيف يتحدثون عن تهميش المسيحيين، ويدعون الدفاع عن مصلحة تلك الجماعة، وهم في الحقيقة يهمشون انفسهم، ويجعلون انفسهم اضحوكة لدى الاخرين، والعوبة. وهم بما يرتكبون يؤكدون ان لا قدرة للموارنة على الاتفاق، كل اتفاق، وفيما هم على حالهم من الانقسام صاروا صوتا لاغيا لا يؤثر في مجرى الاحداث، ولن يذهبوا الى جوار التاريخ.  

السابق
الدول الغربية تُقدّر تصرُّف حزب الله حاليّاً
التالي
لا حسم في سوريا.. لا حسم في لبنان