بلدية قانا كرمت المغتربين الاوائل برعاية رئيس مجلس النواب

رمت بلدية قانا المغتربين الاوائل في البلدة في احتفال حاشد في المغارة الاثرية البلدة الاثرية (حيث الاعجوبة الاولى للسيد المسيح)، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وقد مثله المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، في حضور النائب علي خريس، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مسعد حجل، النائب الاول لرئيس المجلس القاري الاقريقي محمد هاشم، رئيس بلدية قانا محمد عطية واعضاء المجلس البلدي، وحشد من القيادات السياسية والعسكرية والامنية والحزبية وشخصيات اغترابية وأهالي البلدة.

افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني ثم تقديم وتعريف من محمد اسماعيل تلاه رئيس بلدية قانا المحامي محمد جميل عطية بكلمة حيا فيها المكرمين، مبديا "الفخر بدورهم ومسيرتهم الاغترابية المشرفة والتي انعكست انماء وازدهارا في بلدتهم قانا.

ثم تحدث المدير العام ل"بنك لبنان والمهجر" فؤاد سعيد الذي اشاد بالاغتراب اللبناني والمغتربين اللبنانيين رسل العلم والازدهار الى كل ارجاء العالم"، متحدثا عن "أهمية الاغتراب اللبناني في الاقتصاد الوطني وفي تحريك العجلة الاقتصادية على المستوى الداخلي".

وتحدث رئيس الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم مسعد حجل الذي اشاد بالمغتربين اللبنانيين عموما وحيا مغتربي بلدة قانا ولا سيما المكرمين منهم، وطالب الدولة ب"مزيد من الرعاية والعناية بأوضاع المغتربين على اكثر من صعيد مؤكداً ان هؤلاء المغتربين يمثلون صورة لبنان الناصعة في كل ارجاء العالم".
كلمة بري
ثم كانت كلمة صاحب الرعاية الرئيس بري القاها جمعة، وجاء فيها:
"الشعر كالدم في الجنوب عبادة،
يروي الجنوب،
يسيل في وجه الشهيد،
والوجه قانا.
المجد بعض فصوله والعز بعض حقوله،
والصبح كان حصاده،
تحريرا ونصرا.
ارض القيامة
اسمي قانا
وكل حرف في قانا شهادة.
فيك يا ام الشهداء
يطلع الفجر على راحتي السيد المسيح
وتتلألأ تيجان النصر على رؤوس الشهداء
وتتلاقى القباب والمآذن بصلوات ترتفع الى السماء.
اليك يحملني الحب والشوق الى الحرية
فالحرية تنبت دائما من الجراح".

واضاف: "جميل فيك اللقاء بالاحبة هؤلاء الذين أتوا على أجنحة الحنين المشبعة بالمشاعر والأحاسيس ليكونوا معا بين الأهل والأحبة والأقرباء والجيران. أتيتم من البعيد لمسح الغبار عن ماض باتت صورته غامضة في فكركم وخيالكم، ذاك الماضي الذي سبق رحيلكم إلى بلاد الغربة، وعشتم فيه أجمل اللحظات وأسعدها على روابي بلداتكم، تلك اللحظات التي ما زالت تحرّك في قلوبكم أعمق مشاعر الشوق إلى الأمكنة الدافئة التي حضنت صباكم في حناياها، وإلى أزمنة الشباب الحلوة التي ذقتم فيها طعم سعادة الملتقى مع الاحبة".

وتابع: "يطول الكلام على متعة الذكريات، لكننا نرى كل فرد منكم الآن يتذكر. فتحضر بباله أجمل هذه الذكريات التي تنقله بالفكر والخيال إلى الحقول المروية بعرق الجبين، إلى أزهار الحقول وأريجها العطر، إلى البحر وصفاء سمائه، إلى الينابيع المغمورة بأغصان الحور والصفصاف، إلى الغلال المكومة على البيادر. لقد تبدلت الأمكنة والأزمنة، لكنكم بقيتم وحدكم صامدين شامخين، تشهدون على ذلك الماضي الذي عرفتموه وهو ما زال محفورا في قلوبكم وكيانكم. هذا الماضي بحلاوته ومرارته، تركه كل واحد منكم وهاجر إلى ما بعد الأفق البعيد ليسطر باغترابه ملحمة صعبة وشاقة.
ان اغتراب كل واحد منكم يشكل قصة منسوجة بحب المغامرة والعزم على بلوغ القمم العالية".

وقال: "ما يسرنا ويفرحنا، أيها المغتربون الأحباء، هو إنكم ما زلتم متعلقين جميعا بوطنكم، بهويتكم، محافظين على علاقاتكم الاجتماعية والإنسانية، مشدودين إلى الأرض التي ربيتم في كنفها، مشيتم عليها قبل أن تبتعدوا عنها قاصدين بلاد الغربة. ما يسرنا هو إنكم عملتم على توسيع مساحة الوطن إلى مدى مساحة الكون ووثقتم عرى الصداقة بين وطنكم الأم لبنان والبلدان التي فيها تقيمون، فكان لنا في كل بلد وطن وأحبّة وأصدقاء.
وإننا على يقين من أن الغربة باتت عاجزة عن محو مسحة الأمل عن عيونكم، وكبت طموحكم والنيل من عزيمتكم في العودة إلى مدنكم وقراكم".

واضاف: "نلتقي اليوم، أيها المغتربون الأحباء، لإحياء هذه المناسبة التي تجمعكم، لكننا نلتقي تحت راية لبنان، في كنف هذا الجبل الشامخ الصامد جبل عامل، جبل العلماء والمفكرين، والشهداء الميامين، هذا الجبل الذي قاوم وقاتل وانتصر. إن حضوركم هنا اليوم لهو خير دليل على ما تكنون له من حب ومودة، فأهلا وسهلا بكم في ربوعه. إنني على يقين من أن لبنان لا يغيب عن بالكم وإن طال أحيانا غيابكم عنه.

نشعر اليوم بحاجة ماسة الى اعادة الثقة والايمان لدى مغتربينا بصدق مسعى دولتهم في مد يد العون اليهم بحيث يشعرون بان حاجاتهم الاساسية المفروض بالدولة توفيرها تسير اليهم كحقوق لا كهبات وتصل اليهم مجردة من المنة".

وتوجه الى المغتربين: "يحق لكم ان تطمئنوا ونحن نعلم انه لا يمكن مطالبتكم بالتحسس بقضايا الوطن قبل مبادرة الدولة الى الانفتاح على قضايا المغتربين والمساعدة في حل مشاكلكم وهي خطوة أساسية قبل مطالبتكم بحل مشاكل الوطن. انها المقاربة التي نتخذها تجاه مغتربينا لان تعاطف الدولة معهم ومؤازرتهم في حل قضاياهم يجعلهم يبادلون الوطن الدفء في حرارة العلاقات تعزيزا لانتمائهم الى الهوية اللبنانية بعد عقود عانوها من اللامبالاة والاهمال.
فمن غير المنطقي ان نعيش في عالم طوت فيه ثورة الاتصالات المسافات، فتحول الى قرية صغيرة وانفتحت فيه الحضارات والشعوب على بعضها البعض الاخر، وانتم أنفسكم تشكلون هذا الانفتاح. اننا نسأل دائما كيف سيتمكن لبنان من المنافسة في المستقبل بازاء بلدان لديها مقدرات اقتصادية لا تقارن بمقدراته المتواضعة".

ودعا الى "شراكة بين لبنان المقيم ولبنان المغترب من اجل الحفاظ على موقع لبنان التنافسي في المنطقة، ومن اجل اعادته الى سابق عهده من الازدهار والمناعة الاقتصادية وهي أثمن المنجزات التي يمكن ان نورثها للأجيال العتيدة".

وقال: "ان لدولة الرئيس الاخ نبيه بري قولا مأثورا وهو ان لبنان لا يقوم الا بجناحيه المقيم والمغترب، بحيث انه قد عانى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا. وعانى ايضا وما زال من العدوان الاسرائيلي المستمر على ارضه وبحره وسمائه وهو يتطلع الى دمل جراحه واحدا بعد الآخر، ويتطلع دائما وابدا الى أبنائه المغتربين الذين ادوا دورا اساسيا في الحفاظ على لبنان وكينونته عبر الحضور اللبناني الفاعل عربيا ودوليا والمساعدات السخية التي قدمت الى الاسر والعائلات ودورة الانتاج الوطني والقطاعات الانمائية".

واضاف: "اذا كان لبنان في حاجة الى كل مساعدة ايجابية ممكنة، فكم بالحري ان يتعاون مع ابنائه المنتشرين الذين يشكلون احتياطه الاستراتيجي، اضافة الى البعد الوطني.
ان اهتمام المسؤولين في لبنان بالشؤون والشجون الاغترابية وخصوصا دولة الرئيس الاخ نبيه بري لهو دليل قاطع على ان ركائز السياسة الاغترابية بدأت بالتحول من الكلام الى الفعل المباشر.

وعليه،اولا: لا بد لنا من لم شمل المغتربين اللبنانيين وجمعهم في جامعة لبنانية ثقافية واحدة تضم الجميع في كنفها تحت سقف الدولة التي تحضن الجميع من دون أي تفرقة أو تمييز. فلا يتحصنن أحد بأسوار طائفية أو مذهبية أو عنصرية.

ثانيا: لا بد للدولة اللبنانية بالاتفاق مع الهيئات الاغترابية من رسم خريطة اعلامية جديدة للواقع الاغترابي، تأخذ في الاعتبار حاجة كل مجتمع اغترابي لوسيلة اعلامية تتناسب وخصوصياته.

ثالثا: ان المغتربين هم شركاء لنا في المواطنية، وعليه فاننا نطمح الى اشراكهم في الحياة العامة. وهذا لن يتم او يتحقق الا اذا أعدنا الى مغتربينا حقوقهم قبل مطالبتهم بتأدية واجباتهم تجاه الوطن. ومن هذه الحقوق: حق استرداد الجنسية وحق المشاركة في السياسة العامة. اننا نتلمس الديمقراطية كطريق فضلى لعملنا في الشأن العام، ولأننا نؤمن بضرورة افساح المجال امام هامش واسع من حرية الحركة للأشخاص والهيئات الاغترابية التي تتحلى بصفة تمثيلية في المغتربات، والعمل على مد هذه الهيئات بأسباب النجاح والفاعلية. وهذا الامر سيكون له حتما مردوده الايجابي الذي سينعكس عبر تعزيز عملية التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، وجعل هذه العملية اكثر توازنا، بحيث لا تشكل أي احراج لمغتربينا مع المجتمعات المضيفة".

وقال: "إن الغربة علمتكم عشق بلدكم الحبيب، وكشفت لكم الكثير من محاسنه وجمالاته وتقاليده وعاداته. علمتكم الغربة قيمة مشاركتكم الأهل والأقرباء والأصحاب بأفراحهم وأحزانهم وقسوة الغياب عنهم في مثل هذه المناسبات. علمتكم الغربة أن كل ذهب العالم لا يوازي حبة واحدة من حبات تراب بلادكم، كما علمتكم الطموح والعمل على تسلق القمم العالية وبلوغ الأهداف التي حددتموها لأنفسكم،. هنيئا لكم ما أنجزتموه، وكونوا على ثقة بأن لبنان يفخر ويتباهى بكم في المنتديات الدولية، كما يرى فيكم مثال الخلق والإبداع في شتى المجالات والميادين".

وختم: "في طريقي الطويلة إليكم، جلت في زوايا كياني وأخذت أجمع المشاعر الحميمة والأحاسيس المؤثرة والعواطف الخالصة التي أثلجت قلبي خلال أسفاري ولقاءاتي بالمغتربين في بلدان الاغتراب، وها أنا الآن باسم دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري وباسمي الشخصي أضمها باقة جميلة أقدمها الى كل واحد منكم".

وفي ختام الاحتفال، وزع جمعة وحجل وسعيد وعطية دروعا تقديرية على المكرمين.  

السابق
قماطي:الفتنة لن تنجح في لبنان
التالي
فياض: النظام النسبي يوفر صحة التمثيل