الموسوي: لقانون انتخابي جديد كي لا نعيد إنتاج الأزمة

أقيم لقاء حواري في مركز الإمام الخميني الثقافي في مدينة صور، استنكارا للاساءة الى الاسلام، بمشاركة النائب نواف الموسوي، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال، راعي أبرشية صور للطائفة المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج، وفي حضور راعي ابرشية الروم الملكيين الكاثوليك في صور وتوابعها المتروبوليت جورج بقعوني، رئيس دائرة أوقاف صور الإسلامية الشيخ عصام كساب، إمام مسجد القائم في صور السيد شريف هاشم، إمام مسجد صور القديم الشيخ حسن موسى، رئيس منتدى الفكر والأدب في صور الدكتور غسان فران، وممثلين لجمعيات ومؤسسات أهلية ومدنية، وشخصيات.

وتوجه النائب الموسوي بالشكر للمطران الحاج "لمشاركته في المسيرة التي أقيمت في مدينة صور وفاء لرسول الله، وهو على عكازين". ورأى أنه "بهذه الوقفة التي يقفها أصحاب السيادة الحاضرون بيننا مع شركائهم في الوطن للدفاع عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، انما يقدمون نموذجا يجب ان يحتذى ويعتمد".

وقال الموسوي "إننا لا نندد بفيلم تافه، بل بعدوان منهجي يراد منه إذلال المسلمين لانتزاع ارادة المقاومة عندهم، فمن يقبل باحتقار مقدساته بهذه الطريقة على ماذا سينتفض في وقت لاحق؟ إننا لا يمكن ان نتعامل معه على اساس ان هناك أشخاص غير منضبطين قاموا بذلك، وإلا فلننتج فيلما له علاقة بالهولوكوست لنرى ما إذا كان هذا الأمر سيمر".

وسأل: "هل قيام الولايات المتحدة وشخص السيد باراك حسين أوباما بالتبرؤ من هذا الفيلم يعني أنها بريئة منه لأن إسم والد الرئيس الأميركي حسين؟".

وسأل عن "ردة الفعل التي يمكن أن تحدث إذا قمنا بفعل شيء ما يتعلق بالولايات المتحدة ويمس بالسياسة الإسرائيلية، في الوقت الذي تقوم فيه أميركا بغسل يد السيد باراك حسين أوباما من هذه الحادثة، على قاعدة أن أرذال القوم وشلة شاذة هم من قام بذلك"، مشددا على "أننا لا ندعو هنا إلى المس بالديانة اليهودية، ونحن الذين تعودنا ان نتعامل مع أهل الكتاب من موقع الاحترام وليس من موقع الازراء وما الى ذلك".

وأضاف: "إن من يقبل عدوانا من هذا الحجم، كيف يكون قادرا في المستقبل على الانتفاض لأي أمر آخر؟ وكيف يمكن لأي مواطن عربي أو مسلم أن يقبل بأن يدعوه رئيسه الى التحرك، فيما لو ظهر فيلم يمس الرئيس، وهو عندما مست كرامة النبي لم يدع إلى مسيرة أو تظاهرة ولم يسحب سفيرا؟".

وانتقد "كلام البعض الذي يبرر هذا الصمت من باب أنه لا يريد إحداث فتنة"، مشيرا إلى "أننا وكثرا من الشرفاء قمنا برد فعل حضاري وبمسيرات شارك فيها المسيحيون بشخص أفرادهم وقادتهم الروحيين، وأن تبرير عدم القيام بردود فعل في العالمين العربي والاسلامي من باب الوحدة والوطنية والحرص على السلم الأهلي هو غير صحيح، لأن المسيحيين حاضرون ليكونوا في مقدم الصفوف في مواجهة العدوان الذي شنته الإدارة الاميركية على المسلمين".

وأشار الموسوي إلى "أن البعض الذي يحاول تبرير صمته الهزيل بالحكمة وحسن إدارة الصراع هو نفسه من يمول وينظم ويرعى العمليات الممنهجة لإثارة الفتنة بين المسلمين وبين السنة والشيعة"، مشددا على "أن الحكمة في التعامل هي على النحو الذي انتهجناه نحن وشركاؤنا المسيحيون في الوطن حين نزلنا الى الشارع إرادة واحدة منددين بهذا العدوان"، مطالبا "مدعي الحكمة الذين سكتوا بأن يتصرفوا بنفس هذه الحكمة مستقبلا إذا تعرضت الأمة لفتنة بين المسلمين وطوائفهم".

وقال "إننا نستطيع بالروحية نفسها التي استقبلنا بها الحبر الأعظم، وبالفاعليات الدينية والعامة التي أجراها، أن نشارك في المقابل بكل الفاعليات التي تندد بهذا العدوان الأميركي على المسلمين وعلى الأحرار والشرفاء واتباع الديانات جميعا".

ورأى "أن النموذج اللبناني القائم على العيش الواحد بين الديانات والطوائف والمذاهب المختلفة يتألق في أكثر من مناسبة، وهو ما يجب أن يجعل اللبنانيين جميعا بمختلف انتماءاتهم يستشعرون حجم المسؤولية في الدفاع عن هذا النموذج التعددي اللبناني، ويعملون من اجل صيانته وحمايته، لا تشويهه وتدميره، وأن هذا النموذج يجب ان نحميه".

وأكد "أن تحمل المسؤولية يبدأ من التوصل الى قانون انتخابي يتوافق عليه اللبنانيون جميعا، ويكون قادرا على رعاية تنوعهم وتحقيق شراكتهم في صناعة القرار الوطني، وإننا حين أيدنا النسبية لم نفعل ذلك لأنها بدع، ونحن ندرك ان ثمة من يعارضها الآن بعد كان من أشد المنادين بها".

وقال: "كان اللبنانيون روادا في تقديم النسبية، لكنها كانت طائفية ولم نحسن ادارتها على النحو الصحيح، فمر لبنان بإضطرابات شتى".

وذكر بأنه في بداية جلسة اللجان المشتركة لمناقشة قانون الانتخاب، "دعوت السادة الزملاء الى تعهدين، الأول هو انجاز النقاش حول قانون الانتخاب واحالته الى الهيئة العامة في زمن محدد، أما الثاني فهو أن يتم إجراء الإنتخابات النيابية على أساس قانون جديد، وإن عددا من الزملاء وافقني الرأي وعددا آخر عارض هذا الطرح، وأكرر دعوتي في الإعلام الى أن تتعهد القوى السياسية التي تتمثل في البرلمان او خارجه بانجاز قانون انتخابي جديد، وأن تجري الانتخابات على اساس هذا القانون، لأن الخشية مشروعة ومحقة من ان ثمة تضييعا للوقت سيحصل، بحيث تطير جلسات المجلس النيابي ونصبح حكما امام إجراء الانتخابات على اساس قانون الدوحة او قانون الستين".

وأعلن الموسوي ترحيبه بما دعا إليه المطارنة الموارنة من رفضهم لقانون الستين ودعوتهم إلى قانون إنتخابي جديد، مؤكدا "أننا نريد قانونا إنتخابيا جديدا تجري الإنتخابات على أساسه كي لا نعيد إنتاج الأزمة اللبنانية من جديد عبر إجرائها على أساس قانون الستين".

وشدد على "أننا في حزب الله وحركة أمل نلاقي البطريركية المارونية في ما أعلنته، وهي شريك أساسي في التكوين اللبناني، برفضها اجراء الانتخابات النيابية على اساس قانون الستين، وندعو إلى إجرائها على اساس قانون جديد، لأننا نتمسك بقوة ببقاء النموذج اللبناني التعددي القائم على التوازن والشراكة، ونتمسك به تمسكا كاملا ونرفض كل اشكال الدويلات العنصرية والعقليات التكفيرية، واننا منذ تاريخنا معا في هذه المنطقة، سنة وشيعة ودروزا ومسيحيين، وجب علينا ان نصون نماذج العيش الواحد ونحافظ على هذا الارث".

حبال
وألقى المفتي حبال كلمة أشار فيها الى أنه "قد يختلف الناس، فترى مفتيا مسلما ومطرانا مسيحيا ورجل سياسة يختلفون في طريقة خدمتهم للمجتمع، إلا أنهم يتفقون جميعا على موقف التزام الحق ومواجهة الباطل والاعتداءات والاساءات ومواجهة ازدراء الاديان، وهذا ما يعلمنا إياه الأنبياء والسيد المسيح عليه السلام، فنرى الخير حيث كان ونعمل على إحيائه".

الحاج
بدوره قال المطران الحاج "إن قضية الإساءة الى النبي محمد هي قضية مخططة ومبرمجة تستهدف المسلمين والمسيحيين على حد سواء وتستدرج إلى ردات فعل عاطفية بعضها غير منضبط، من أجل تشويه صورة الإسلام ووصفه بالعنف والإرهاب وتحريض العالم ضده، وهؤلاء يستهدفون الدين الإسلامي اليوم كما استهدفوا البارحة الدين المسيحي، كما يستهدفون بهذا العمل المسيحيين، لانه يضعهم في مواجهة مع اخوتهم المسلمين تماديا في ترسيخ صورة صراع الحضارات والديانات".  

السابق
سكرية: الدائرة الواحدة مع النسبية تخرجنا من الاصطفافات الطائفية
التالي
الجميل: مرحلة الربيع العربي واعدة لكنها مقلقة وطويلة بسبب التردد الدولي