بحماية “أجهزة دمشق” وبمعرفة “الدولة”: دفع “الفدية” مستمرّ في البقاع دون خطف معلَن!

هدأت موجة الخطف مقابل "فدية" في البقاع.

ولكن، من قال ان العصابات المنظمة تخلّت عن مصدر تمويل اساس لاستمراريتها؟

سؤال طرحته شخصية لبنانية مخضرمة خبرت اسلوب وتكتيكات المخابرات السورية وعملائها في لبنان، و"اسعدها الحظ" سابقا بالتعرف على منهجية العمل المنظم الهادف الى اثارة الغبار الامني في اتجاه معين، لاستثماره في السياسة والامن في اتجاه معاكس لا يخطر على بال!

يقول صاحبنا: تعميم الفوضى الامنية المنظمة "مهنة" يتقنها النظام السوري! لاجل ذلك، فرّخ تشكيلات متخصصة في الخطف والاغتيالات وافتعال الاشكالات الامنية، وفبرك تنظيمات "صغيرة"، وثانية "عائلية"، وثالثة "متطرفة"، وووو.. ، بحيث يمكنه استخدامها بالمفرق والجملة ساعة يشاء وفقاً لاجندته السياسية والامنية.

ورغم امساك النظام السوري بمفاتيح العصابات المتخصصة، فان الشباب المسؤولين عن ادارتها محليا يتحركون ضمن هامش من الحرية يتيح لهم الإسترزاق "الهادىء" بعيدا من اي ضجة اعلامية او امنية.

ما قصة الاسترزاق الهادىء هذا؟

يجيب: فدية مادية شهرية أو دورية، واحيانا لمرة واحدة يبتاع بثمنها رجالُ أعمال، او متمولون، أو تجار، أو مغتربون، شّ عصابات الخطف مقابل فدية.

-هل بلغت الامور هذا المبلغ؟

-أعتقد ذلك. فعمليات الخطف التي طاولت متمولين ومغتربين ورجال اعمال في البقاع ليست سوى "رسائل عملانية" بعث بها رجال العصابات الى كل من يعنيهم الامر من الفئة ذاتها. فحققوا مبالغ ضخمة من المخطوفين، وأثاروا غبارا امنيا يستهوي النظام السوري في المرحلة الراهنة.

-ماذا تقصد برسائل عملية؟

- هناك متمولون ومغتربون ورجال اعمال يخشون تعرضهم للخطف. وهذا ما يدركه رجال العصابات الذين يمتلكون "بن اهداف" بأسماء كثيرة، ما يسمح لهم بتنفيذ عمليات ابتزاز على الناعم وبهدوء، وذلك ضمن مساحة الحرية المتاحة لهم من قبل مشغّليهم الكبار، عنيت استخبارات النظام السوري.

-وهل تعلم القوى الامنية بذلك؟

- أعتقد انها تعلم! حتى ان بعض من تعرض لعمليات خطف قد يكونوا من بين من يواظبون على دفع فدية دورية، بعلم او من دون علم القوى الامنية، التي ضاعفت كثيرا من جهدها سعيا الى توفير الامن والاستقرار. ولذلك اسباب كثيرة لها علاقة بدور ومهمة القوى الامنية، أولاً.

وثانيا، لان عمليات الخطف الاخيرة ادت الى وضع العصابات المذكورة تحت مجهر ليس السلطة السياسية فحسب، بل تحت مجهر قوى دولية بعثت باشارات الى السلطة اللبنانية عن مصير رعاياها – اللبنانيين الحاصلين على جنسيات دول غربية – ما رفع من منسوب المساءلة السياسية للاجهزة الامنية التي ضاعفت جهودها في اثر العصابات المنظمة.

ولكن، هل أثمر الجهد المضاعف للقوى الامنية؟

يستطرد صاحبنا: ابداً! فرغم معرفتها بأسماء وعناوين المطلوبين، ورغم معرفتها ايضا بالجهات السياسية المحلية الحامية لهم، ورغم قدرتها الميدانية على اصطيادهم في اوكارهم، لم يثمر جهدها!

والسبب؟

يضيف: السبب يكمن في ان الحبكة الامنية السورية غير منفصلة في توجهاتها عن مصالح القوى السياسية الحاضنة، هذا أولاً! وثانيا، لان ما يعرف بـ"الاتفاقات الامنية اللبنانية – السورية المشتركة" يوفر للمخابرات السورية خدمات غير عادية بما في ذلك موضوع عصابات الخطف مقابل فدية!

لكن علينا ان لا ننسى تحقيقها انجازات في أكثر من واحد من ملفات الخطف. انجازات قد تكون مدروسة: الاستونيين مثلاً فاقعاً، وخطف الملحق العسكري الهولندي في دمشق (الذي أُطلق سراحه بسرعة، ربما لأن الخاطفين اكتشفوا أنه، كذلك، "ملحق عسكري في طهران"!) وصاحب "ليبان ليه"، والكويتي ايضا وايضا، وجماعة "الكاديفي" التشافيزي، اليس كذلك؟

السابق
ولايتي: الأسد سيَدحر الإنتفاضة ونصره سيكون أيضاً نصراً لإيران
التالي
دفاعاً عن الضاحية