هل نريد تغيير أميركا؟!

تمت صياغة وثيقة الحقوق في دستور الولايات المتحدة الاميركية عام 1791 وتتكون من عشرة بنود لضمان الحريات المدنية.
وتحدد التعديلات العشرة الاولى للدستور الحقوق والامتيازات والحريات التي لا يجوز للحكومة الفيدرالية ان تحرمها وهي ان كل البشر خلقوا متساوين، ومن بينها الحق في الحياة والحرية وفي التعديل الاول: يحظر على مجلس الكونغرس تشريع اي قانون يؤدي الى دعم ممارسة اي دين او تشريع اي قانون يمنع ممارسة اي دين او تعديل حرية الكلام، او النشر الصحافي، وحق الناس في اقامة تجمعات سلمية او ارسالهم عرائض الى الحكومة تطالبها برفع الظلم.

هذه هي الثقافة الاميركية في صون حقوق الافراد، قبلناها ام لم نقبلها، يجب التعامل معها على علاتها ولا يحق لنا الاعتراض عليها او محاولة تغييرها، ولكن كيف نتعامل مع الثقافة الاميركية، لا كيف نغير الدستور الاميركي او الثقافة الاميركية، وهذا ما نحن بحاجة الى تعلمه والتكيف معه ما دمنا بحاجة الى اميركا كدولة راعية للحريات وكدولة عظمى نستعين بها عند الحاجة لحمايتنا من تطرف الاخوة والاصدقاء والجيران ولكل من يتهم اميركا نقول:

من الذي حرر العراق من الحكم الصدامي؟
ومن الذي حرر ليبيا من الحكم القذافي؟
ومن الذي حرر الكويت عند احتلالها من الجيش الصدامي؟
ومن الذي نناشده لتحرير الشعب السوري من حكم بشار؟
وسؤال مشروع لنا نحن في الكويت، ماذا لو تخلت اميركا عن حماية الكويت ورفعت وصايتها عنها؟
داخليا: فقدان الامن والاطمئنان والشعور بالخوف.

خارجيا: من سيصد الاطماع العراقية ومن سيصد الاطماع الايرانية؟

ومن سيحمي الخليج العربي من الانتهاكات؟!

لذلك كله ما دامت حاجتنا لاميركا قائمة في ظل الاوضاع السابقة والحالية والمستقبلية فعلينا تقبل الثقافة الاميركية على علاتها والتعامل معها بعقلانية، وهي علاقة المصالح المشتركة، حاجتهم وحاجتنا، ونركز على تيغير انفسنا وننسى تغيير اميركا، او محاولات الضغط عليها في كل شاردة وواردة بسلاح العواطف، اميركا الامس واميركا اليوم واميركا الغد.

اميركا هي اميركا، ولكن من نحن؟ وماذا نريد من اميركا؟ يحرروننا ونقتل سفراءهم! يحرروننا ونحاصر سفاراتهم، ويحررونا ونتهجم على نهجهم!

انه امر مضحك ومحزن في آن واحد!

في الضراء ننادي اميركا وفي السراء نشتم اميركا!
  

السابق
حسابات جعجع الرئاسية لا تنطبق على حسابات «المستقبل» الانتخابية
التالي
الصداقة بين الرجل والمرأة: حقيقة أم خيال؟