الصداقة بين الرجل والمرأة: حقيقة أم خيال؟

الصداقة «كنز لا يفنى»، شعارات كثيرة ترافق الصداقة التي يتغنّى بها كثيرون وكثيرات ويعتزّون بوجودها. حتى أنه في بعض الأحيان يُفضل البعض أصدقاءهم وصديقاتهم على أهلهم وعائلتهم. فهل الصداقة الفعلية بين رجل وامرأة موجودة حقاً أم أنها مجرّد خيال وتهيؤات؟ وهل صحيح انّ الصداقة بين امراة وأخرى تدوم الى الأبد؟

كثيرات هنّ الفتيات اللواتي يتساءلن عن مدى حقيقة وجود صداقة فعلية بين امرأة وأخرى وبين امرأة ورجل؟ والتساؤل ذاته يطرحه الكثير من الشبّان أيضاً. هنا تنقسم الآراء وتتعدد، وأحياناً تختلف بحسب خبرة كل فتاة وشاب.

صداقة فحبّ وحقد!

فمن الناس من يؤمن بوجود صداقة بين امرأة وأخرى، إذ يعتبرون أن المرأة تفهم صديقتها أكثر، ويمكن أن تقدّم لها النصائح المفيدة وتساعدها على تخطّي المشاكل التي تمر بها، بينما لا يرغبون بوجود أي نوع من الصداقة التي يمكنها أن تجمع بين امرأة ورجل، ويؤكدون أنه "غالباً ما تنقلب الصداقات بين أشخاص من جنسين مختلفين الى حب وغرام، ينتهي بهما الى الدخول في علاقة غرامية أو في الابتعاد عن بعضهما، إذ تنقلب مشاعرهما الى الحقد والكراهية".

وفي هذا السياق أطلعتنا ألين على قصتها مع صديقها شربل، فقالت: "عندما كنت في الجامعة، جمعتني صداقة قوية بزميلي شربل، وكنت أحبّ تواجدي معه لأنه كان يفهمني دوماً ويقدّم النصائح المفيدة. ولكن، بعد فترة من الزمن، تغيّرت مشاعره نحوي وصارحني بحبّه، ما شكّل صدمة بالنسبة إلي، لأنني كنت أعتبره مجرّد صديق. ومن حينها انقطع الاتصال بيننا".

المرأة تغار من صديقتها

ومن الناس أيضاً من يؤمن بوجود صداقة بين الرجل والمرأة، إذ يعتبرون أن الرجل يفهم المرأة أكثر، ويقدم لها النصائح على الصعد كافة، بكلّ صراحة ومن دون أيّ نيّة بالأذية. على عكس الفتيات اللواتي، بسبب غيرتهن، يلجأن الى تلفيق الأكاذيب أحياناًـ وجعل صديقاتهن يشترين ملابس لا تناسب أجسادهن.

ويقول الأشخاص الذين لا يؤمنون بوجود صداقة فعلية بين امرأة وأخرى: "المرأة كائن أناني يغار من أي شيء ولا يتمنى الأفضل لأيّ أحد سواه. وبالتالي، ما من وجود لصداقة فعلية بين النساء، وإذا ما وجدت فإنها تكون غالباً قائمة على مصالح مشتركة ومتبادلة".

وهنا أكّدت لنا إيزابيل أنها تلقّت معاملة سيئة جداً من "صديقتها"، التي رفضت أن تُسمّيها، وقالت: "كانت تجمعنا صداقة قديمة، إذ كنّا نعيش في الحيّ ذاته، وكنّا نرتاد المدرسة ذاتها وحتى الجامعة نفسها، وكنت أعتقد أنها تحبني وتغار على مصلحتي، ولكن مع الوقت اكتشفت أنها لا تحبّ سوى ذاتها، فانقطعت صداقتي بها كليّاً".

ولكن، يبقى أن نُذكّر بأن الناس أجناس مختلفة ونفسيات مختلفة، وبأن الصداقات الحقيقية توجد فعلاً، سواء كانت تجمع بين شاب وفتاة أو بين فتاتين. ولكن، على الطرفين ان يحرصا على تنمية هذه الصداقة والاعتناء بها وعدم الإفراط بها لقاء أيّ ثمن، فالصداقة حقيقةً "كنزٌ" يُغني من يَمتلكه.  

السابق
هل نريد تغيير أميركا؟!
التالي
البلح: الملك الغذائي لهذا الموسم