الأخبار: 8 آذار في لجنة بكركي: اقتراح الـ50 دائرة يغش المسيحيين

دخلت مشاريع واقتراحات القوانين الانتخابية حلبة المنافسة في لجنة بكركي، وأرجئ الحسم إلى اجتماع ثان، بعد درس والتوصل إلى أفضل صيغة تؤمن التمثيل الصحيح للمسيحيين، من دون استتباع لطوائف أخرى، مع رفض بكركي المطلق لقانون الستين، فيما رأى حزب الله أن الدوائر المصغرة أسوأ من هذا الأخير
سُجل تطور بارز على صعيد قانون الانتخاب، برفض المطارنة الموارنة القاطع قانون الستين، لأنه "لا يؤمن التمثيل الصحيح". ومساءً ترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي في الصرح البطريركي، اجتماعاً للجنة النيابية المنبثقة عن اللقاء النيابي الماروني الموسع في بكركي، لدراسة قانون الانتخابات، في حضور اعضاء اللجنة النواب: بطرس حرب، جورج عدوان، الان عون، سامي الجميل، والوزيرين السابقين زياد بارود ويوسف سعاده، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، والأمين العام للدوائر البطريركية الأب انطوان خليفة، ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض.
وأشارت مصادر 8 آذار لـ"الأخبار" إلى أن الراعي تحدث بدايةً عن أن ما يهمه هو أن تتوصل الأطراف المسيحية إلى الإجماع على قانون واحد، يؤمن أفضل تمثيل للمسيحيين. "بعد ذلك، انطلق النقاش على قاعدة أن فريق 14 آذار متمسك باقتراح الـ50 دائرة، الذي قالوا إنه يأتي بأكبر عدد من النواب المسيحيين بأصوات ناخبين مسيحيين، في مقابل تمسك الفريق الآخر بأولوية مشروع اللقاء الأرثوذكسي، ثم النسبية على أساس 15 دائرة، ثم الدوائر الصغرى. وأكّد ممثلا "التيار الوطني الحر" و"المردة" أن فريقهما السياسي سيطلب إدخال تعديلات على مشروع الحكومة في مجلس النواب، ليرتفع عدد الدوائر من 13 إلى 15.
وأبرزا دراسات أجرتها مؤسسات معنية بالشأن الانتخابي، إحداها محسوبة على فريق 14 آذار، تظهر أن مشروع النسبية على أساس 15 دائرة يؤمن فوز 54 نائباً مسيحياً بأصوات المسيحيين، فيما مشروع الـ 50 دائرة يؤمن في حده الأقصى 50 نائباً. ولفتت الدراسات إلى أن مشروع القوات، الذي جرى التراجع عنه (61 دائرة)، يؤمن 47 نائباً لا أكثر. ولفت عون وسعادة إلى وجود "غش" في اقتراح الـ50 دائرة، لناحية القول إن بعض الدوائر تأتي بنواب مسيحيين بأصوات المسيحيين، كإحدى دوائر البقاع الغربي، وأخرى في عكار، وثالثة في بعبدا، حيث ينقسم المسيحيون سياسياً، فتأتي أصوات السنّة أو الدروز لتحدد نتيجة الفائزين".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن البطريرك الراعي "فوجئ بهذه الأرقام، التي انعكست إرباكاً بين الحاضرين من قوى 14 آذار". وأشارت إلى أن عون وسعادة أعادا التذكير بقانون اللقاء الأرثوذكسي، الذي يؤمن فوز 64 نائباً مسيحياً بأصوات المسيحيين، فرد ممثلو 14 آذار بالقول: احصلوا على موافقة حلفائكم على الأرثوذكسي، ونحن مستعدون للسير به، فها نحن قد حصلنا على موافقة تيار المستقبل. فرد سعادة بالقول: لقد وافق المستقبل لأنكم قسمتم الدوائر طبقاً لما يريده، والدليل دوائر بيروت. لماذا لم تضعوا الرميل والصيفي مع المرفأ، بدلاً من وضعها مع المدور؟ لأنكم تريدون إبعاد الصوت الأرمني. هذا القانون هو الأفضل لفريق 14 آذار لا للمسيحيين.
وبعدما تدخل النائب حرب قائلاً إن "على الفريق الآخر الاطلاع على تفاصيل مشروع الدوائر الصغرى، على أن يُعقد الاجتماع لاحقاً، رد عون وسعادة بأنهما اطلعا على المشروع بعد إصداره، وصار واضحاً بالنسبة إليهما". وقال الراعي إن على اللجنة أن تجتمع مجدداً، ولمرة أخيرة، من أجل تحديد الأولويات بناءً على دراسات علمية. ولم يُحدَّد موعد للقاء الذي تُرِك لبكركي، على أن يحضره مطران بسبب وجود البطريرك خارج لبنان.
من جهتها، اشارت مصادر قوى 14 آذار لـ "الأخبار" إلى أن "القوات والكتائب أكدا أن الأولوية يجب أن تكون للمشروع الذي يؤمن اكبر حصة مسيحية، وتالياً يجب ان يكون المشروع الأرثوذكسي هو الأول. وتوجه ممثلا الحزبين الى ممثلي التيار الوطني الحر والمردة بالقول، اذا تمكنتم من تأمين موافقة حركة " امل" و "حزب الله" على هذا المشروع نسير به. ولأن الجواب كان مترددا بشأن موافقة الطرفين المذكورين، طرح ممثلا 14 آذار الانتقال الى مشروع الدوائر الصغرى، الذي يؤمن نسبة مريحة وعالية للمسيحيين، ولا سيما أنه حظي بموافقة تيار المستقبل. وأكد النواب حرب وعدوان والجميل أنه إذا لم يمر هذا المشروع، فحينها ننتقل الى النسبية، لكن مع دوائر معدلة، وصوت تفضيلي واحد، إلا أن جواب ممثلي التيار والمردة جاء بطلب الاستمهال لدرس المشروع الجديد، الذي قدمته قوى 14آذار، واحتساب حقيقة ما يمكن أن يؤمن من نسبة أصوات مسيحية. وعلى هذا الأساس انتهى الاجتماع بالاتفاق على البحث مجدداً في عقد اجتماع، بعد درس التيار والمردة مشروع الدوائر الصغرى".
بدوره، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال استقباله وفداً من الحزب الديموقراطي اللبناني أن "قانون الخمسين دائرة أسوأ من قانون الستين السابق، إذ يجمع عيوب الستين ويضيف إليها الإغراق في الطائفية والمذهبية". ولفت إلى أنه "من التصريحات التي سمعناها من بعض مكونات 14 آذار الرافضة، يتبيَّن أيضاً أن المشروع غير قابل للنجاح في المجلس النيابي، ما يعني أنه طرحٌ لإضاعة الوقت من أجل إبقاء قانون الستين".
معسكر تدريب في البيرة
أمنياً، أوضحت قيادة الجيش أن الموقوف في قضية مخبأ الأسلحة في خراج بلدة البيرة ـــــ راشيا "ليس رجل دين وليس له أيّ صفة دينية". وأشارت إلى أن التحقيقات أظهرت "أن المواطن المقصود هيّأ مواقع التدريب للمسلحين وجهّزها وأمّن السلاح والأعتدة العسكرية التي تمكنت قوى الجيش من ضبطها". وكشفت "أن أعمال التدريب في المراكز المذكورة بدأت قبل عدة أيام من العملية التي نفذتها مديرية الاستخبارات، بمؤازرة وحدة عسكرية في حينه، حيث تمكن عشرة عناصر من الفرار من هذه المراكز قبيل وصول قوى الجيش".
وفي شأن أمني آخر، اعتدى أمس نحو 20 شخصاً على دورية لقوى الأمن الداخلي كانت تقمع مخالفة قطع أشجار في بلدة علمات قضاء جبيل. وسلب المعتدون عناصر الدورية أسلحتهم، وهم يتبعون لمخفر طورزيا، قبل أن تحضر إلى المكان قوة أمنية أخرى وتوقف 10 من المعتدين بعد ملاحقتهم. ورفض قائد الدرك العميد جوزف الدويهي تسييس الحادثة، مؤكداً أنه "لم يحصل أي اتصال سياسي حول ما حصل، وقد استطعنا تحديد مكان الأسلحة المسلوبة، واستعدناها".
ولفت رئيس بلدية علمات علي عواد إلى أن المعتدين "هم من الحطّابة، من علمات ومن القرى المجاورة، وهؤلاء فاتحون على حسابهم، ولا علاقة لهم بالأحزاب". وقال عواد لـ "الأخبار": "يبدو أن مافيا قطع الأشجار لا تدفع ما يكفي من الرشوة للقوى الأمنية، كما درجت العادة، فحصل ما حصل. علماً بأن هذه المافيا معروفة ومكروهة من قبلنا".  

السابق
اللواء: سليمان يبدأ جولته الأميركية اليوم… وميقاتي: لا تحمّلوا لبنان فوق طاقته
التالي
الجمهورية: وتبادل إتهامات بين 14 آذار و”حزب الله”