مشاركون نصرة للأسير أم للرسول؟

بدت ساحة الشهداء بعد ظهر الجمعة الفائت خلال الاعتصام الذي دعا اليه الشيخ احمد الاسير نصرة للنبي منقسمة الى قسمين. قسم جاء مع الاسير بموكب كبير من الباصات من عاصمة الجنوب صيدا. هؤلاء هم مناصرو الاسير. هم يعرفونه جيدا، ويصغون الى خطاباته في المسجد، اما القسم الثاني فشكله شبّان العاصمة والمناطق الاخرى، الذين سمعوا عن الشيخ ومواقفه، وكانوا من مناصري احزاب اخرى هي اليوم غائبة كليا او جزئيا. هؤلاء اتوا بحثا عن قائد يهتفون له. اما نصرة النبي فبقيت عنواناً غير متناسب مع المضمون.
من بين الاعلام الاسلامية واعلام الثورة السورية المنتشرة بكثافة في ساحة الاعتصام، يظهر خرقان يتيمان، الاول تمثل باعلام معدودة لـ"تيار المستقبل"، والآخر بعلم لـ"الجماعة الاسلامية".في هذه الصورة دلالة بالغة الاهمية، فلهؤلاء انتماءات سياسية "تخلّت عن مسؤولياتها" كما يقولون.
معظم الشباب المشاركين وصلوا مجموعات منفصلة. هم اكثر المتحمسين، ليس للعنوان، بل لكل ما يندرج تحته من عصب سياسي وطائفي.
يتحدث محمد ابريق لدى سؤاله عن الاساءة للنبي بنبرة لا تخلو من العصبية "النبي نبينا، ونحن اهل السنة سندافع عنه ولن نسمح لاحد بأن يزايد علينا بحب الرسول". احد؟ من المقصود؟ "كل من يرفع شعار نصرة النبي ويدافع عن المجرم بشار الاسد. اخلاق الرسول لا تدعم القاتل، نحن من سيدافع عن نبيّنا وليس احد آخر". يطول حديث الشاب في الموضوع السوري، ولهذا السبب شارك في التحرك "لان الشيخ يضع يده على الجرح دائما". ومن هذا الجانب بدا واضحا ان عدداً لا بأس به من المشاركين الشباب اعتصموا كردّة فعل على تظاهرة الضاحية، وعلى قاعدة "نحن السنّة ايضا موجودون".
شاب آخر يتحدث ورفاقه عن "حزب الله" منتقدا، نسأله عن سبب المشاركة فيجيب بشيء من الثقة "لأن الشيخ رجّال وهو الذي سيعيد لنا كرامتنا، الى متى سنبقى مدعوسين؟"، هذا يعني ان الشيخ الاسير يمثلك؟ "نعم، انه رجل دين وصادق ولا يخاف، ونحن السنة لم يعد باستطاعتنا السكوت عن القمع الذي نتعرض له". لكن عندما نسأله عن اي قمع يتحدث، يصرخ بطريقة عدائية متهماً ايانا بتشويه الحقائق "هل تتناسون السابع من ايار؟ وجرائم السابع من ايار؟ من دافع عنّا حينها، لا احد، اما الشيخ فلديه جرأة الدفاع عن السنة اذا ما تطلبت الظروف ذلك". إذاً يلعب منطق القوة والخطابات النارية دوراً في جذب جيل الشباب الى الشيخ الاسير.
لكن ماذا عن الموضوع الديني؟ ماذا عن الاساءة للرسول؟ في هذا الجانب تكلم كثر لكنهم عموما كانوا من حلقة الاسير الضيقة، التي بادرت هي الى التحدث الى الاعلاميين عارضين عليهم بعض المعلومات الشخصية عن الشيخ. هؤلاء تحدثوا عن النبي وعن المؤامرة على الاسلام، معتبرين ان الشيخ يحمل راية الاسلام ويدافع عن رسول الله وكذلك كل المتضامنين. من بين هؤلاء عامر الشعراوي، الذي اتى من صيدا كما يقول "لنصرة النبي فقط، لكن تحت راية الشيخ، لأنه وحده من بين القيادات السنية الذي بادر الى تسجيل موقف في هذا الخصوص". لكن الشعراوي بعيد عن الطائفية فهو يؤكد انه سنّي لكن من مشجعي نادي الحكمة، "اذا كنت مسيحيا على راسي اما اذا كنت شيعيا فالموضوع يختلف".
لكن خطاب الاسير "ما فشّلنا خلقنا" كما قال شباب غادروا ساحة الاعتصام دون ان يدخلوا المسجد لاداء الصلاة كما دعاهم الشيخ. 
 

السابق
صلِّ ع النبي.. بتهون
التالي
يا أهل السنة … أهل القطيف (الشيعة) يموتون !!