تحذيرات دولية


التحذيرات الدولية والعربية أيضاً من ارتدادات سلبية على لبنان ليست من فراغ لأنها تأخذ بعين الاعتبار تركيبة هذا البلد السياسية والاجتماعية خصوصاً التجاذبات الحادّة بين زعمائه الى حد الانقسام والتباعد في التوجهات والأهداف، وهذه كلها تؤدي إلى التنبه لعدم الوقوع في شرك الأزمات الإقليمية والدولية وعلى الأخص ما يجري في سوريا الذي أخذ الحيز الأكبر من خطاب رؤساء الدول الكبرى وبان كي مون والإبراهيمي.

وترجمة تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومن يلتزم بتوجهه على أن لبنان ليس منطقة لتبادل الرسائل، واستقراره ليس فدية يحتاج إلى موقف موحد خصوصاً من النافذين السياسيين، فلا تكون أية مصلحة ذاتية موجودة عندما يصبح الوطن كلّه مهدداً، لا سيما وأن الكل يعرف أن ما يصيب شريحة يصيب الجميع، وهذا يحتم اعتبار التحذيرات المتكررة انذاراً لا بدّ من إحباطه ولا يتوفر ذلك في المناخ المتأزم الذي نعيشه صراعاً على قانون انتخابات ومن يفوز بهذه الصفقة أو تلك خلافاً لما هو سائد في الدول الديمقراطية المتطورة حيث لا خلاف ولا تباين إلا على ما يتعارض مع المصلحة الوطنية والاجتماعية.

ولا يكفي التغني بسياسة النأي بالنفس ما لم تكن هناك قوة وقدرة على صون السيادة والاستقلال، بالتقاسم غير المصلحي والولاء لغير الوطن بكل ما يمثله من منعة ضد ما يتهدده، فالمنطقة معرضة لاهتزازات عنيفة، كما يعبّر قادة الدول ذات التأثير على مجريات الحوادث، ويفرض تلميح الأمين العام للأمم المتحدة إلى ما يمكن اعتباره تحسباً من حرب كونية ثالثة اعتماداً على ما هو سائد من تناقض في مواقف الدول الكبرى والتسبب بعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار جامع حول أي من المشاكل المطروحة وهو ما ينسحب على الأمم المتحدة، حيث لا يتوقع المراقبون التوصل الى قرارات تؤدي الى حل اي من القضايا موضوع المناقشة.

والعجز عن حل المشاكل الساخنة بفعل عدم التوافق على حل ناجع لها يبقي الدول الضعيفة والمستضعفة في دائرة التخوف انطلاقاً من ان دولاً حاولت النأي بنفسها عن الحروب والصراعات لم تستطع الابتعاد حتى عن احتلالها أو سوقها إلى الحربين الكونيتين الأولى والثانية، وهذا يمكن ان يتكرر بشكل أو بآخر ضد إرادة من لا يميلون لهذا المعسكر أو ذاك.
وإذ يجد لبنان نفسه في مهب العواصف الإقليمية والدولية، فعلى أطرافه كافة التوحّد والانصهار في بوتقة امتلاك القدرة على أخذ التحذيرات برؤية وطنية جامعة كي يتأتى تجنّب عواصف تهب أو متوقعة على المنطقة وأبعد منها.   

السابق
هولاند لميقاتي: نقدر المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان
التالي
الحياة: اللجان النيابية تناقش اليوم قانون النسبية