لماذا أعلن الجيش السوري الحر نقل قيادته إلى الداخل؟

أثار إعلان «الجيش السوري الحر» نقل قيادته من تركيا إلى سوريا اهتماماً في الداخل التركي.ومع أن هذا الإعلان قد يشكل بداية مرحلة جديدة في عمل «الجيش الحر» فإنه يعكس جملة ملاحظات منها

1- أن الإعلان هو تأكيد على أن قيادة «الجيش الحر» برئاسة العقيد رياض الأسعد كانت موجودة بالفعل في الأراضي التركية، ولم يكن يعلن عن ذلك رسمياً، بل كان ذلك عبر تواجد الضباط والجنود المنشقين على الأراضي التركية.وقد أثار موقع «الجيش الحر» على الانترنت ضجة بعدما كان يكتب على أن مقر قيادته في إنطاكيا، وما لبث بعد ذلك أن أزال كلمة إنطاكيا، ووضع بدلاً منها سوريا.

2- هذا الإعلان يكذب كل تصريحات المسؤولين الأتراك أنهم لا يتدخلون في الشأن السوري الداخلي، ولا يدعمون المعارضة المسلحة.

3- لقد جاء القرار تحت ضغط تقارير إعلامية غربية وتركية، وتقارير ديبلوماسية مختلفة، حول تحوّل تركيا إلى مرتع للجنود السوريين المنشقين والمسلحين من كل الجنسيات، ومنها تنظيم «القاعدة» والجهاديين من بلدان متعددة. وقد شعرت تركيا بالحرج الشديد تجاه تحول صورتها إلى بلد خارج عن القانون، وملاذ للهاربين والعصابات والمافيات، ولا سيما من مسلحي «القاعدة».
فكان قرار الإعلان عن نقل قيادة «الجيش الحر» إلى الداخل السوري بمثابة قرار تركي، وليس قراراً لقيادة «الجيش الحر» المرتبطة كلية بتركيا ودول خليجية.

4- كذلك فإن ظهور فضيحة مخيم «آبايدين» في هاتاي (الاسكندرون)، الذي مُنع نواب من حزب الشعب الجمهوري من دخوله قبل فترة، وتبرير وزير الخارجية احمد داود اوغلو أن السبب هو وجود جنرالات سوريين منشقين، قد ساهمت في إحراج أنقرة، خصوصاً أن معلومات أشارت إلى أن من هذا المخيم تدار عمليات «الجيش الحر» في سوريا.

5- إن الإعلان عن نقل القيادة إلى داخل الأراضي السورية قد يكون مقدمة لتطورات في الداخل السوري، من جانب «الجيش الحر» والقوى التي تدعمه وتقف خلفه، بذريعة أن هذا «الجيش» بات في مناطق تعتبر محررة، وبالتالي فإن إقامة منطقة عازلة بحكم الأمر الواقع يصبح وارداً. وهو ما سيشجع على المزيد من الانشقاقات عن النظام السوري.

6- أوردت صحيفة «ميللييت» أمس أن للولايات المتحدة دوراً في هذا القرار، لأنها تريد أن تتواجد قيادة «الجيش الحر» في الأراضي السورية لكي تتمكن من ضبط فوضى انتشار مسلحي المعارضة من جهة ومنع تواجد مسلحي «القاعدة» في الداخل السوري من جهة ثانية. خصوصاً أن واشنطن طالبت أنقرة قبل أيام أثناء زيارة رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي بمحاربة عناصر «القاعدة» في تركيا وسوريا، ومحاربة حتى حركة «طالبان» في أفغانستان.

7- إن الإعلان لا يعني أن الدعم اللوجستي والمباشر التركي تحديداً، وغير التركي، سيتوقف، بل سيستمر كما كان بل أكثر، لأن الجميع يعرف أن تركيا هي الظهير الخلفي الأساسي والوحيد لـ«الجيش السوري الحر». ولن يغير الإعلان من واقع أن أنقرة شريكة مباشرة في المعركة المسلحة في سوريا عبر دورها في دعم المسلحين المعارضين.
  

السابق
أحرار الشيعة ضرورة وطنية
التالي
النوم الإضافي لا يزيل التعب