لا نجرؤ على شيء… شعار حضارتنا

ان لا تعترف بالهولوكست او تنكر حتى اصل وجودها فتلك مخالفة تحاسبك عليها القوانين الدولية سواءا منها الغربية التي لا تجد حرجا في محاكمتك علنا وتصدر احاكمها بأسم شعوبها تحت تهمة جرح مشاعر جماعة من البشر، او تلك العربية منها التي اهملت ذلك الشأن لكنها اخذت موثقا على نفسها بمعاقبة منتقديه بنبذ فكره ومحاربة عقائده كل ذلك كرمى عيون العم سام ومن يقف وراء ستارهم.

لا يجرؤ ايا منا على نكران الهولوكست في العلن، وقد لا يحتمل ايا منا عواقب اي اتهام له في معاداة السامية او الاساءة لشعب الله المختار. لا نجرؤ حتى على مناقشة ما اقترفوه بحق شعوبنا وبلادنا وابناء جلدتنا على مدى قرن من الزمن بدأت مع تشجعيهم على الهجرة الى ارض الميعاد وما تبع ذلك من اقامة دولة على انقاض محو تاريخ شعب وجغرافيا وطن فلسطيني . لا نجرؤ ولا نجرؤ ليس على قناعة بأن آن الاوان للنسيان وبدء ما يسمونه حوار الحضارات والاديان وما يرافق ذلك من شعارات رنانة اراد من وراءها مطلقوها ان ننسى نحن فقط ماضينا وتاريخنا وما حل بنا ولكن بالطبع على ان يبقى تاريخهم المصطنع مخلدا في دواوين محاكمهم وسجل عقوباتهم سيفا مسلطا على تسول له نفسه من شعوب العالم الدنيا ان يتطاول او يحارج.

لا نجرؤ لانهم كانوا الادهى منا والاكثر دراية في لعبة الامم. زيفوا تاريخا وتباكوا امام جدار ولفتوا انظار العالم لقضيتهم التي لا وجود لها سوى في اساطيرهم. لا نجرؤ عليهم لأنهم عرفوا من اين يحكم العالم وكيف يدار وفككوا شيفرة الاسرار. لا نجرأؤ عليهم لانهم نجحوا في شراء تاريخ وحاضر وخططوا لبناء مستقبل فيما نحن نسينا تاريخا وفرقنا حاضرا وبتنا اسرى المستقبل.

لا نجرؤ عليهم لانهم ارضخوا قوانين دول وامم وحضارات امام ما يعتقدونه وما خطته ايديهم فيما نحن اصبحت دولنا وحضارتنا وما نؤمن به ونعتقده مشرعة الابواب امام اي تهجم او تطاول او اعتداء تحت شعار حرية الرأي والتعبير. لا نجرؤ عليهم لأنهم دعمّوا هيكلهم "سليمان" وكرسوا حائطهم مبكى للانظمة فيما نحن ارتضينا لنبينا محمد "ص" ان تهتك حرمته بطلا في افلام سينمائية وصورة هزلية في رسوم كاريكاتورية اما حائطنا " الواطي" فغدا مضربا للمثل بين حيطان الامم.

لا نجرؤ عليهم لأنهم جعلوا من قادتهم رجال دولة ليس إلا، يترشحون وينتخبون ومن بعد ذلك يحاسبون اذا قصروا ويكافأون اذا اصابوا، اما نحن فأننا فمن شعوب القائد الخالد، الملك المفدى والامير الاسمى، لا عرض بعد عرضهم ولا شرف بعد شرفهم ولا عاش من ينتقدهم او يعاديهم.

في تصنيف الامم، لا ادري اي مرتبة من الممكن ان نحتلها، قد لا نجد انفسنا قبل من لا نجرؤعلى ذكر اسمهم. فكل منا يخشى هؤلاء على طريقته ، كبيرنا يخشاهم خوفا من فقدان سلطة، ورجال اعمالنا خوفا من خسارة صفقة، ومثقفينا وكتابنا يسايرون التيار المعتدل ليحافظوا على بريق شهرة، اما مغتربينا فيخشون حكم محكمة او سحب جنسية او ترحيل وملاحقة، اما شعوبنا فلم يترك لها حكامها شيئا ولا ابقوا.

في تصنيف الامم، لا نجد انفسنا قبل حضارة بوذا وهي التي اقامت الدنيا واقعدتها بعد اقدام حركة طالبان على تفجير تماثيل عملاقة لبوذا في افغانستان فإنتفض مؤيدوها ورضخت طالبان وبقي بوذا رمزا عالمياً لانصاره . في التصنيف ذاته لا نحتل موقعا متقدما امام امة متوحدة ، تحصى بالملايين فقط تخاصم كل من لا يعترف بالمجازر التركية بحقها وتعمل بالليل والنهار على تشجيع المحاكم الدولية بعلى لاعتراف بذنب ما اقترفه الاتراك ونجحت في ذلك في فرنسا وغيرها. اما نحن امة المليار والنصف، فإهانة نبينا لا يوجب على انظمتنا اقفال سفارة او طرد سفير او مقاطعة بضائع، كل ما نلجأ اليه فشة خلق او فورة دم لا تسمن ولا تغني من جوع، لا تحفظ كرامة ولا تصون دينا ومعتقدا. ما نحتاجه وحدة اسلامية قبل كل شي تنطلق من نبوة محمد "ص" الجامعة وما ينتج عن ذلك من بدء بحوار حضارات حقيقي نكون نحن فيه الامة الاقوى والحضارة المنيعة الاسوار امام ما تؤمن به.
  

السابق
ثورات العرب … و مناهضة التطبيع
التالي
كوابيس الأمة النائمة