تشييع رسمي للمقدم الشهيد عباس جمعة: شعلة لرفاق السلاح ونجم في سماء الوطن

شيعت قيادة الجيش، المقدم عباس جمعة الذي استشهد فجر اليوم متأثرا بإصابة خطيرة تعرض لها خلال قيامه بتنفيذ مهمة أمنية في منطقة الغبيري في 21/9/2012، في حضور النائب هاني قبيسي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الصحة علي حسن خليل، النواب ايوب حميد، محمد رعد، علي بزي، علي عمار، غازي زعيتر، بلال فرحات، قاسم هاشم، النائبين السابقين اميل اميل لحود وامين شري، قائد منطقة بيروت العميد حسن ياسين ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، المقدم ايلي اسمر ممثلا المدير العام للامن العام على رأس وفد من المديرية، العقيد ادمون غصن ممثلا المدير العام لأمن الدولة على رأس وفد من المديرية، العقيد ميلاد خوري ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي على رأس وفد من المديرية، العميد باسم الخالد ممثلا مدير المخابرات، العميد عبد الكريم يونس المساعد الاول لمدير المخابرات، رئيس مكتب قائد الجيش العقيد الركن محمد الحسن، المدير العام للمغتربين هيثم جمعه، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" محمد نصرالله، رئيس المكتب السياسي جميل حايك واعضاء من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي لحركة "امل"، مسؤول لجنة وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله"، وفيق صفا وشخصيات سياسية واجتماعية وعسكرية.

وواكبت مجموعة من الشرطة العسكرية جثمان الشهيد لدى خروجه من المستشفى العسكري، كما أدت وحدة من فرع مكافحة الارهاب والتجسس في مديرية المخابرات مراسم التكريم اللازمة له أمام المستشفى المذكور، وعند وصوله الى مجمع الامام الصدر في روضة الشهيدين حيث أقيمت الصلاة على روحه الطاهرة، جرى تقليده اوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة الفضية.

ممثل قائد الجيش
وألقى ممثل العماد قائد الجيش اللواء الركن ياسين كلمة في المناسبة، نوه فيها بمناقبية الشهيد واخلاصه للجيش وتفانيه في اداء واجبه العسكري، معتبرا "أن قدر أبناء المؤسسة العسكرية منذ لحظة انضوائهم تحت رايتها وادائهم القسم الكبير، أن يحملوا دماءهم على الاكف، ليرووا بها تراب الوطن ويفتدوا اخوتهم في المواطنية، كلما أحاطت بهم رياح الخطر ودهمتهم الشدائد والمحن".

وقال: "نودع اليوم ضابطا من خيرة ضباط الجيش، شاءت يد القدر أن يرحل عن هذه الدنيا، وهو يلبي واجبه العسكري في حماية أمن الوطن واستقراره والتصدي للاحترام المتربص شرا بالمواطن في سلامته وكرامته وحياته اليومية، نودعه بالدموع الحارة والمشاعر المتلهبة، وبأكاليل الزهر الابيض كقلبه الناصع ابدا، كيف لا وقد خط في سجل مؤسسته التي وهبها ربيع العمر وزهر الشباب، سطورا مشرقة من الجهد والتضحية، وترك في ساحاتها زادا وفيرا من الخير، يضاف الى حصاد الرجال المخلصين. إنه قدر أبناء هذه المؤسسة منذ لحظة انضوائهم تحت رايتها وادائهم القسم الكبير، أن يحملوا دماءهم على الاكف، ليرووا بها تراب الوطن ويفتدوا اخوتهم في المواطنية، كلما أحاطت بهم رياح الخطر وداهمتهم الشدائد والمحن".

أضاف: "شهيدنا البطل، تمضي اليوم الى مثواك الاخير، وفي قلوب الاهل ورفاق السلاح والاحبة وكل من عرفك، جرح يعصر القلوب ويدمي العيون. لقد افتقدناك علما من أعلام الجيش، ضابطا عصاميا مستقيما كحد السيف، متميزا بالمناقبية والانضباط ودماثة الخلق، افتقدناك رفيق سلاح يحظى باحترام وتقدير كل من حوله، يندفع في تنفيذ المهمات الى أقصى الحدود، ويتحمل الصعاب والمشقات برحابة صدر. افتقدناك ابن قرية جنوبية أصيلة، وابن عائلة كريمة أنجبت خيرة الشبان والشابات، وانشأتهم على محبة الجيش والوطن والتمسك بجميل الاخلاق والفضائل".

وتابع: "لقد كان من مصادفة القدر ايضا ان ترزق وزوجتك الفاضلة طفلا في ليلة الشهادة هذه، وكأني به يقول ها دم أبي الطاهر ينبض في عروقي إخلاصا واندفاعا وحماسة، وخياري منذ الآن ان احل في يوم من الايام مكانه في جيش الوطن، فأهتدي بمآثره وأقتفي خطواته على طريق الشرف والتضحية والوفاء".

وقال: "تحية إكبار وإجلال الى روحك الشامخة في عالم المجد والخلود، ودمت شعلة وضاءة لرفاق السلاح، ونجما ساطعا في سماء الوطن".

ثم تلا نبدة عن حياة الشهيد:
– من مواليد 23/7/1970 في بلدة زبدين – النبطية.
– تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط اعتبارا من 4/1/1993.
– رقي الى رتبة ملازم اعتبارا من 1/8/1995 وتدرج في الترقية الى رتبة رائد اعتبارا من 1/7/2009، ثم رقي الى رتبة مقدم إثر استشهاده.
– تابع دورات دراسية في الداخل والخارج.
– حائز أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.
– متأهل وله ولدان".

وختم ياسين: "باسم قائد الجيش جان قهوجي، أتقدم من ذوي الشهيد ورفاقه واصدقائه بأحر التعازي وعميق المواساة، سائلا الله عز وجل، أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته، ويمن على الاهل بنعمة الصبر والسلوان".

قبلان
ثم ألقى المفتي قبلان الذي أم المصلين على جثمان الشهيد، كلمة اعتبر فيها "ان من قتل عباس جمعه ليس شخصا عاديا، انها حالة شيطانية يعيشها لبنان من أقصى شماله الى أقصى جنوبه، وكل من يساهم في استمرارية وجود هذه الحالة هو شريك في قتل عباس جمعه".

وأشار الى "أن الدولة اللبنانية والقيادات السياسية عليها ان تتحمل المسؤولية وان تضع حدا لكل ما يجري حتى لا نذهب الى الانهيار".
ثم ووري الجثمان في جبانة الشهيدين.  

السابق
جنبلاط: لجعل الاصلاح عملية تنموية مستمرة
التالي
حميد: للتشيث بالارض وتعزير وحدتنا لدرء الاخطار