بشّار الاسد يعيش في الخيال : أحتاج الى وقت للنصر في الحرب.

  

بشّار الاسد يعيش في الخيال : أحتاج الى وقت للنصر في الحرب.

 

سلمان العنداري

 

مع مرور الوقت، بدأ الرئيس السوري بشار الأسد يبتعد عن الحقيقة. فخلال احدى احاديثه التلفزيونية، أفاد بأنه يحتاج الى وقت لكي ينتصر في حربه مع المتمردين.

 

اشار حديث هذا الديكتاتور الذي تسبّب حكمه بمقتل 29000 مواطنا في 19 شهراًبأنه سيستمر في قتل شعبه الى أن يبيدهم جميعاًوفي حديث آخر شنّ الأسدهجوماً عنيفاً على كلّ من قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، مستمراً بالتوعّد بمزيد من القتل والعنف والدمار.

 

فيما إذا حصل بشار الأسد على الوقت الذي يحلم به، وإذا لم يوقفه المجتمع الدولي عند حده، فإنه سيقتل أكثر وأكثر من المواطنين. وفي النتيجة عندما يقول بشار الأسد بأنه يحتاج الى وقت فإنه لا يوحي بأنه يحتاج الى هذا الوقت للتفاوض. سوف لا يستفيد بشار الأسد من الفترة الزمنية الذي يشير اليها للحوار. بل سيستخدم هذه المدة لمزيد من الهجوم والدمار. وسيقتل هذه الفترة كل من يعارضه من الشعب السوري. وسيستمر في دماره  الجائر الى أن يقتل آخر مواطن سوري يعارض نظام الأسد.

 

والأسد هذا، تعوّد على كسب الوقت واللعب والرقص على الحبال، الّا ان سقوط اكثر ما يقارب الـ29 الف سوري منذ بدء الثورة السورية، ومقتل المئات كلّ يوم، يرسم علامة استفهام، ويستدعي تحرّكاً حاسما لوقف هذا النزيف الكبير.

 

وفي حين أنه قال يوماً "إن سورية تدير حربا إقليمية وحربا عالمية", غير أنه سوف يرى نفسه بنهاية المطاف في موقف مختلف تماما عن الحقيقةفهذا الرجل لا يرى ان بلاده تعيش حربا أهلية. الا انه يرى نفسه كقائد لحرب إقليمية وعالمية واممية. كيف لا وهو المُسوّق الأبرز لنظرية المؤامرة في المنطقة.

 

يزعم الأسد ان لموقف أحسن من قبل"، وكأنه يقول انه بعد مقتل 29الف شخصا فإن الحال اصبحت افضل من السابق. فهل هذا يعني انه عندما يصل عدد القتلى الى 50 الف شخص، سيقول ان الموقف قد تحسّن اكثر فأكثر؟.

 

لا بل الأخطر من ذلك هو المسافة التي لا تقاس بين الواقع ومخيّلة الأسد الذي إذا ما إستطاع العودة 19 شهراً إلى الوراء لرأى أن ما إبتدأ بحفنة من المتظاهرين أصبح اليوم فقداناً للسيطرة من قبل النظام على أرضه ونشرّد مئات الآلاف من السوريين إلى غير بلادهم, ومقتل جزء لا يستهان به من الشعب السوري في مجازر لم يشهد لها التاريخ مثيلاً, ومقتل قادة من الصّف الأول من النظام, يضاف إليه إنهيار العملةالسورية أمام الدولار بشكل كبير جداً ناهيك عن تدمير مدن "على حيلها"… ومع كل ذلك يرى بشار الأسد أن الأمورتتّجه إلى الأحسن… كيف لا وهو القائد الملهم والمقاوم المتعطش للدماء، والذي يتلذذ في اصطياد الأرواح. والآن بعد ان تعوّد على القتل،أفلت من يديه زمام الامور، وبات غير قادر على ايقاف الثورة المستمرة دون خوف او استسلام.

 

وقد وصلت أعداد اللاجئين السوريين في تركيا ما يقارب مئة الف شخص. وسوف لن يكون مفاجئا عندما يزيد عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى مئتي ألف وحتى نصف المليون واكثر. وهذا هو سبب غضب بشار الأسد من تركيا لأنها تستقبل اللاجئين وتدافع عن حقوق الشعب السوري.

 

وبين الاردن ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية، يفتّش بشار الاسد عن اي طريقة من الطرق للإنتقام من تلك الدول. الا ان الأوان قد فات، واقتربت ساعة النهاية.

 

بشار الأسد يعيش في الخيال ويقول ب"أنني أحتاج الى وقت". هدفه القيام بأكثر مما فعل حتى الآن إلى ذلك, سوف يُخجل الأجيال القادمة من الأعمال الوحشية الذي قام بها دكتاتورهم الطّبيب الأعمى البصيرة, أجيال سوف تلتمس العفو ممّن بقي على قيد الحياة.

 

انه بشار الاسد، لا ولن يتغيّر, هو هو, يسبح في دماء ملحها تصدّ وصمود ومقاومة, طعمها ممانعة. ديكتاتور الموت أجمل ما يبدع، لا شعب في همّه لا ارض ولامستقبلوما الاجيال القادمة القادمة بالنسبة إليه سوى عبيد متمرّدة تستحق الزّوال وما الشعب سوى العائلة الحاكمة وما الأرض إلا ملك لنظامها, وما الشّعب سوى قرابين على مذبح جزّار كتابه المقدّس ممانعة

 

السابق
مستشار المالكي: ضغوط إيرانية على بغداد لإبقاء نظام بشار الأسد
التالي
عن صيدا العاقلة دوماً