طوني عيسى: “الغالبون” كرسني نجماً

شكل مسلسل "الغالبون" مفترقاً مهماً في مسيرة الممثل الشاب طوني عيسى, الذي جسد دور المقاوم "بلال علي" فنال محبة المشاهدين, لا سيما أهل الجنوب الذين خصوه بأكثر من تكريم. عيسى يمثل ويغني حالياً في "ع أرض الغجر" مع الرحابنة, واسمه المطروح في "الموريكس الذهبي" عن "الغالبون" أفرحه رغم أن الجائزة ليست هدفه. أُقصي عن "ديو المشاهير2" وثمة تسريبات عن مشاركته في الموسم الثالث. توقف برنامجه "مشوار التحدي" على "OTV" التي يأسف لتعدد القرارات غير المحترفة فيها. جديده "عندما يبكي التراب" و"الرؤية الثالثة" و"رابعة العدوية" في قصة حب تجمعه بنسرين طافش. "السياسة" التقت عيسى قبيل عرض المسرحية وكان هذا الحوار.
ماذا عن مسلسل "الغالبون" الذي يصور حقبة تاريخية تلتزم قضية وطنية محددة?
"الغالبون" هو العمل الذي كرسني نجماً على الساحة التمثيلية من خلال دور المقاوم "علي بلال". أما عن وصفك العمل بالملتزم فأرى أن تجسيد قضية وطنية واقعية ليس التزاماً بقدر ما هو إضاءة على واقع وحقيقة واحدة لا ثاني لها. لا يمكننا الإضافة على الأحداث وهذا ما جعلني أمثل بصدق وواقعية, وقد تطور الدور ميدانياً وعسكرياً وعائلياً إضافة إلى تطور لجهة علاقتي مع المجندين والاستشهاديين الذين سقطوا من أجل الوطن.
ماذا شعرت عندما ارتديت البذلة العسكرية وحملت السلاح وخضت المشاهد العسكرية?
خضعت للتجنيد في الجيش فعشت الشعور نفسه من جديد في موقع التصوير. تعرفت إلى أشخاص طيبين وحقيقيين, لا يسيرون عكس الأمور بل صادقون. لم أكن اعرف هؤلاء الناس وأحببتهم من خلال "الغالبون" ولما انتهينا من التصوير افتقدتهم. تعلقت بالعمل وببيئة أهل الجنوب وصدقهم وواقعيتهم.
لم هذا النوع من الأعمال نادر جداً?
لأننا في لبنان, فلنكتب عن حرب الإلغاء بين الجيش اللبناني وحزب القوات, وستبدأ الآراء المتناقضة بشأن حقيقة الأمر ويشتبكون مع بعضهم, هذا شعبنا الذي لا يتقبل الحقيقة كما هي, بينما في "الغالبون" الحقيقة واحدة لا يمكن الاختلاف عليها.
في "الأرملة والشيطان" شخصيتك مختلفة, كم هو صعب على الممثل أن يرتدي ثوب الشخصية المطلوبة?
الأمر صعب جداً حتى يتمكن الممثل من إقناع المشاهدين بأنه هو نفسه الشخصية ليكون صادقاً معهم ويصدقوه. إنما عندما يعيش في الحالة لكل شخصية فيصبح صادقاً. لهذا السبب لا أحبذ تصوير أكثر من عملين في العام, إنما الوضع المادي السيئ هو الذي يدفعني إلى ذلك.
وهو الذي كان وراء رفض والدك الممثل ناظم عيسى دخولك مجال التمثيل?
نعم لأننا نحتاج إلى مصدر عيش ثابت ومستقر. وهذا كان سبباً أساسياًَ لكن الموهبة موجودة.
ستمثلان معاً دوركما كوالد وابنه في "الرؤية الثالثة", هل الأمر صعب?
أبداً لأننا صديقان ولسنا والدا وابنه.
كم يهمك مساحة الدور وتراتبيته بين أول أو ثاني?
لا يعنيني هذا الأمر بقدر مضمون وقوة الدور, في "الغالبون 2" حضوري قليل لكن الدور لم يتأثر, وحجم الدور لا يهم بل مدى التقاط الناس وجذبهم.
هل يمكن أن تقدم شخصية مختلفة تجعل المشاهدين ينسونك في "علي بلال"?
– لا أعتقد ذلك رغم دخول ممثلين وشخصيات مهمة, إنما هالة "علي بلال" لن تبهت.
ما صحة الانسحابات من قبل المنتج مروان حداد لصالح "الغالبون" في "الموريكس الذهبي"?
لم يحصل أي شيء من هذا القبيل. أقدر أعمال المنتج مروان حداد وحرفيته في العمل وما سمعته أنه انتقد كيف أن عملاً لحزب الله يكون مرشحاً لـ"الموريكس الذهبي". ولا أعرف ان كان الأمر صحيحاً, ليس لدي معطيات واضحة, ولا أعتقد أن مسلسل "الغالبون" يستحق تشويه سمعته كعمل لبناني ناجح وضخم وأعتبره الأول والأفضل تاريخياً من دون منازع ولا أحد يجادلني, لأن لا أحد يقول عن "زيته عكر", وهو مثل "باب إدريس" التاريخي مثلاً, وعيب الحديث في هذا الكلام بل أن نكون يداً واحدة. وسبب تراجعنا هو كثرة الكلام والتناحر, وهذا الأمر يصب في خانة الممثل الذي يتأذى أكثر من غيره.
ننتقل إلى المسرح, "ع أرض الغجر" عمل مختلف تماماً, أين ترتاح أكثر بين الشاشة والمسرح?
المسرح أكيد, فهو ليس مكاناً للعمل فحسب بل هو كالجامع أو الكنيسة, مكان للراحة والصلاة وتصفية الأذهان بعيداً عن عدم مصداقية بعض الناس معك في الحياة. جمهور المسرح صادق وحيوي والتعامل مع الرحابنة له نكهة خاصة ومميزة وكأننا عائلة واحدة ويتميزون باحتضان الممثلين الذين يتعاملون معهم, وعملي معهم يزيد حبي للمسرح.  

السابق
روليتا فقيه: الفن ناداني
التالي
الخطأ الفادح!؟