سبب آخر للاستغناء عن المشروبات الغازيّة

تُعد المشروبات الغازية، ومنها الدايت، من أكثر أنواع المشروبات استهلاكا صيفاً وشتاء. وإن كنت لا تزال حتى هذا اليوم تصدّق أن هذا النوع من السوائل يروي عطشك، فانس فوراً هذا الاعتقاد الخاطئ، لا بل أكثر ما في ذلك، فإن هذه المشروبات تعرّضك لأمراض خطيرة قد تكون مميتة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أفادت اختصاصية التغذية ميراي رزق قرباني أنّ "استهلاك المشروبات الغازية، إلى جانب النظام الغذائي المُتبَع، يُعدّان من أكثر العوامل التي تزيد خطر تعرّضك لمتلازمة الأيض، أي مجموعة من أخطر الأمراض التي تضمّ أمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري من النوع الثاني، وغيرها من المشاكل الصحّية"، مشيرة إلى أن "العلماء اكتشفوا حديثا أن الأشخاص الذين يستهلكون هذا النوع من المشروبات، هم أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بهذه المتلازمة".

وتضيف: "إذا كنت تتساءل عن معاناتك من متلازمة الأيض أو تعرّضك للإصابة بها، فما عليك سوى أخذ الحذر من العوامل الخطيرة التالية:

1- تراكم الدهون بنسبة كبيرة في منطقة المعدة، ما يزيد بالتالي خطر التعرّض لأمراض القلب.

2- ارتفاع نسبة التريغليسريد في الدم.

3- انخفاص معدل الكولسترول الجيّد المعروف بالـ HDL. والمعلوم أن هذا الأخير يساعد على إزالة الكولسترول من الشرايين ويشكّل حماية قويّة لقلبك.

4- ارتفاع معدل ضغط الدم الذي يؤدي حتماً إلى تراكم الترسّبات ويعرّضك لأمراض القلب، إذا ما استمرّ مع الوقت.

5- زيادة مستوى السكر في الدم بشكل كبير، ما يشير عموماً إلى بداية تعرّضك لمرض السكري.

فإذا تبيّن أنك تعاني ثلاثة عوامل على أقلّ تقدير، فأنت إذاً مشخّص بهذا المرض وعليك المسارعة إلى استشارة طبيبك لإيجاد الحل بأسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان".

وتتابع قرباني: "على رغم جميع هذه الأمور، تبيّن أن التقيّد بنظام غذائي صحّي قد يساعد في خفض بعض الآثار السلبية الناتجة عن استهلاك الصودا.

وللتأكّد من صحّة هذه المعلومة، أشارت دراسة أجريت على مدى 20 عاما أن 20 في المئة من الرجال والنساء الذين تقيّدوا بنظام صحّي، ولكنهم شربوا الصودا، أصيبوا بمتلازمة الأيض، مقارنة بـ 18 في المئة من الذين اتبعوا الغذاء نفسه لكن من دون اللجوء إلى هذه المشروبات. أما الخطر الأكبر فكان يهدّد الأشخاص الذين يرتكز نظامهم الغذائي على الوجبات السريعة واللحوم والبيتزا، مصاحبة بمشروبات الصودا. ففي نهاية الدراسة أصيب 32 في المئة من هذه المجموعة بمتلازمة الأيض".

وتشير قرباني إلى أنه إذا "كنت تحب استهلاك هذه المشروبات من وقت إلى آخر، فما عليك الّا أن تقوم بإجراء فحص دوري قبل شرب أي قنينة أخرى.

فمن المهمّ الحرص على عدم القيام بأي شيء يمكنه التأثير سلباً في معدل ضغط الدم والسكر ومحيط الخصر والتريغليسريد والكولسترول، وهذه المجموعة هي التي تشكّل متلازمة الأيض.

أما إذا كنت تعتمد على نظام غذائي صحّي 100 في المئة يرتكز على الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان القليلة الدسم والخضار والفاكهة والأسماك والزيوت الصحّية، وتتناول اللحوم والدهون المشبعة والسكّر المكرّر بقلّة، فإن استهلاك الصودا بين الحين والآخر وباعتدال، لن يزيد من احتمال تعرّضك لمتلازمة الأيض".

وأخيراً، تلفت قرباني إلى أن "المشروب الآمن الذي يمكنك استهلاكه يومياً من دون أي مخاطر، هو بالتأكيد الشاي الغني بمضادات الأكسدة التي تحميك من الشيخوخة وأخطر الأمراض.

لكن بالتأكيد لا يمكن مقارنة أي شراب بالمياه التي لا يُعلى عليها، بحيث إنها ترطّب الجسم وتطرد السموم منه وتحمي من الأمراض. لذا، لا بد من تخصيص أهمية كبيرة لها، وشرب ما لا يقلّ عن ليتر ونصف يومياً".  

السابق
هل الأمرة على السلاح للحزب أم لإيران؟
التالي
بين العضوي والتقليدي