رئيس بلدية باريش سامي عز الدين أهل البلدة يملكون ثقافة العمل البلدي

للوقوف على أحوال بلدية باريش وما قدّمته للبلدة وما هي في صدد تقديمه لاحقاً في هذا المجال، هنا مقابلة مع رئيس بلدية باريش الدكتور سامي عزّ الدين.

على ارتفاع 350 م عن سطح البحر ومسافة 89 كلم عن بيروت تقع بلدة باريش البلدة العاملية الجنوبية التي تعرف ببعض الزراعات البعلية والخضار بالإضافة إلى الحنطة، عدد أهاليها المسجلين قرابة 2500 نسمة منهم حوالى 750 ناخباً.
اسمها باريش أو بيريش ويعني بيت الرئيس أو المقدم، هذا بالسريانية. أما بالفينيقية فتعني شجر السرور، فيها عدد من النواويس والأجران والينابيع القديمة، تعتمد بمعظم اقتصادها على موارد أهلها المغتربين في القارة السوداء.
• هل لنا ببطاقة تعريف عن الدكتور سامي عز الدين بالإضافة لعرض بعض الأهداف التي أتيتم من أجلها للمجلس البلدي؟
أنا د. سامي عز الدين سجل 14 مواليد (السنغال)، حائز على شهادة في الطب البيطري وتربية الماشية، أتعاطى بالشأن العام منذ فترة طويلة، حيث كنت وأصدقائي وأشقائي نعمل على تنمية البلدة بحسب الإمكانيات المتوفرة لدينا، وفي العام 2004 عندما استحدث أول مجلس بلدي لباريش ترشحت لتولّي مهام عضوية أو رئاسة المجلس البلدي، من أجل خدمة البلدة وأبنائها بطريقة رسمية أكثر، وفي العام 2004 فازت لائحتنا بالتزكية وانتخبت لتمثيل رئاسة المجلس البلدي في أغلبية الأعضاء وكذلك الأمر في العام 2010.
أما الأهداف فهي بالطبع التنمية الاجتماعية من خلال تعاطينا بالشأن العام الذي اعتدته وأشقائي منذ أن كنت شاباً صغيراً وهذا بالطبع بالإضافة للمشاريع التي تصب في خانة البنى التحتية.

واجبات وحقوق
• بعد مرور حوالى عشر سنوات على ترأسك للمجلس البلدي كيف تقيم هذه المرحلة؟
هي مرحلة متعبة بالطبع، لأن تأمين خدمات الناس يحتاج للكثير من الصبر والتضحية، فضلاً عن أن قرانا كانت تعاني من حرمان مدقع في عملية الإنماء وكانت بحاجة لكل شيء. ونحن بدأنا عملنا من الصفر وعلى الرغم من أننا كنا نقدم بعض خدمات قبل إنشاء المجلس، إلا أن هذه الخدمات كانت غير كافية.
والحمد لله الناس تعاونت معنا لأنها تملك ثقافة العمل البلدي من حيث الواجبات والحقوق، ونحن على تواصل دائم ولقاءات معهم من أجل تبادل الآراء والاقتراحات، وهذا رسّخ التعاون بيننا وبين الناس. متفاعلة معنا في دفع المسقفات.
• هذا دليل على رضى الناس عن العمل البلدي لكن إلا تغلب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة لدى بعض الأهالي؟
بالطبع هذه الأمور موجودة عند عدد من العائلات، وإنما نحن نخدم الناس بطريقة متساوية ونعمل على الخدمة العامة على أكمل وجه.
• هل تقومون بلقاءات دورية تشاورية مع أهل البلدة من أجل الاهتمام أكثر بمطالبهم؟
نحن نلتقي وأهل البلدة سنوياً مرتين من خلال الإفطارات الرمضانية التي ندعوهم إليها ونتشاور معهم حول متطلباتهم وآرائهم… كما نقيم لقاءات مع أهل البلدة من خلال الندوات والمحاضرات التي نقوم بها في القاعة العامة للبلدة بالإضافة للقاءات الفردية بيننا وبين أبناء البلدة.
  

تمويل خيري
• هل تسمحون للمواطنين بأن يطّلعون على خطتكم السنوية من أجل إبداء الرأي؟
بالطبع نحن نضع جدول الخطة السنوية على حائط البلدية وبالتالي نسمح للناس أن تبدي رأيها بها، كذلك الأمر بالنسبة للموازنة السنوية. والمواطن يتعرّف من خلالها على إرادات وواردات ومصارفات البلدية. والحمد لله فالمشاريع التي نقوم بها في البلدة هي أكبر بكثير من موازنة البلدية.
• من يموِّل البلدية إلى وارداتها من الصندوق البلدي المستقل وبعض المسقفات التي تدفعها الناس؟
مغتربون البلدة والخيِّرون فيها هم من يدعموا صندوقها من أجل إقامة المشاريع.
• ما هي أهم وأبرز الإنجازات التي قمتم بها خلال الفترة السابقة؟
نحن بعد حوالى أسبوع ننتهي من إنشاء شبكة الصرف الصحي بنسبة 90% وكنا قد عملنا على توسيع شبكة المياه وشبكة الإنارة، كما قمنا بتزفيت طرقات البلدة بالكامل، ونحن نعمل اليوم على شق طرقات جديدة… وبالطبع ندعم المدرسة الرسمية وندفع للمتعاقدين فروقات عن الساعات التدريسية. وبالطبع قمنا بعدد من النشاطات البيئية من حملات تشجير وإقامة حدائق عامة وزراعة أحواض زينة.
• ماذا عن النشاطات الاجتماعية التي تقومون بها عبر البلدية أو عبر التعاون مع الأندية والروابط؟
النشاطات الاجتماعية تقام عبر البلدية وإنما بدعم الخيّرين من أبناء البلدة.
• هل هناك من تحديات تواجهكم في العمل البلدي كموضوع الروتين الإداري أو اللامركزية الإدارية؟ أو التمويل؟
التمويل مشكلة موجودة دائماً وإنما الخيّرون يساعدوننا والدولة تتأخر كثيراً كي تدفع مستحقاتنا في الصندوق البلدي المستقل. كما أن الروتين الإداري يؤخر عملنا وأحياناً يعرقله، وللأسف اليوم رئيس البلدية لا يملك الصلاحيات الكافية من قبل الدولة اللبنانية، على الرغم من أنه منتخب من قبل الشعب كسلطة محلية، ونجد أنه بالمقلب الآخر، أن وجود أي مشكلة تلقيها الدولة على البلدية، كموضوع المشاعات وغيرها، وبذلك تضعنا الدولة بمشكلة مواجهة مع الناس ليست من مهامنا. والدولة تريد أن يكون رئيس البلدية كساعي البريد ليس أكثر.
ونحن ننادي بموضوع اللامركزية الإدارية من أجل تسيير عمل الناس أكثر فأكثر كوننا على تواصل مع الناس ونعرف شؤونهم وشجونهم أكثر من الدولة.
ومن التحديات التي تواجهنا عدم قدرتنا على إعطاء تراخيص البناء لأهل البلدة، فضلاً عن أننا لا نملك أرضاً "مشاع".

النفايات
• ماذا عن الخطوات المستقبلية لعملكم في البلدية؟
سنقوم بتشجير الحرش في البلدة وإقامة الطرقات بداخله من أجل التنزه، كما سنقوم بوضع سقف للملاعب الرياضية التي قمنا بإنجازها سابقاً، بالإضافة إلى شق وتعبيد طرق جديدة للبلدية، وبالطبع متابعة الأمور الروتينية كالنظافة والصيانة العامة والحملات البيئية وغيرها.
• ماذا عن مشروع معمل حرق النفايات في البلدة؟
نحن لدينا دراسة عن مشروع لحرق النفايات في البلدة دون التسبب بالتلوث للبلدة، وذلك من خلال معمل الحرق الذي يحوّل النفايات إلى رماد وبالتالي يمكن طمر هذا الرماد للزراعة، وهذا المشروع لا يكلف مبالغ كبيرة للبلدة ولا يحتاج سوى لعاملين فقط وسعر ماكينة الحرق يبدأ من 25000$.
• اليوم أين تضعون النفايات بعد رفعها من أحياء البلدة وشوارعها؟
لدينا مشكلة لأننا نضع النفايات في مكب بعيد إلى حدٍ ما عن السكن في البلدة ونحن نفسح المجال لبعض الأشخاص لفرز الحديد والكرتون ونقوم فيما بعد بطمر النفايات، ومن فترة كنا نرسل النفايات إلى معمل عين بعال وكانت المشكلة محدودة وإنما اليوم يوجد عطل في المعمل لذا عدنا لنضع النفايات في إحدى أودية البلدة.
• ماذا عن علاقتكم بالقوى السياسية في المنطقة؟ وماذا عن علاقتكم بأعضاء المجلس البلدي؟
نحن متفقون مع الجميع، وعلى تعاون دائم معهم لما فيه مصلحة الناس والبلدة. والشكر للفعاليات السياسية التي تدعمنا بعملنا من حيث تيسير الأمور الإدارية، أما نحن في المجلس البلدي فمتعاونون ونعمل جميعاً من أجل باريش وأهلها وكل القرارات نأخذها بالإجماع.
• كلمة أخيرة؟
أتمنى أن تتعاطى الدولة مع المجالس البلدية كسلطات منتخبة من قبل الشعب. لأن المجلس البلدي يعي احتياجات البلدة أكثر من الدولة نظراً لقربه من الشعب، والناس تحاسب المجلس إذا أهمل أو أخطأ.

السابق
عون: ربحت من ورقة التفاهم وحدة العيش المشترك
التالي
فياض: هناك من يصر على الاساءة وممارسة الاستفزاز