تنميـة صيـدا والجـوار

«التأسيس لمستقبل يتلاءم مع طموحات أبناء صيدا واحتياجاتها وضروراتها الاستراتيجية المكتملة العناصر للوصول إلى مدينة طموحة في محيطها، ووطنها، وبيئتها المتوسطية»، عنوان أعمال الورشة التحضيرية الأولى لـ«مشروع استراتيجية التنمية الحضرية المستدامة لمدينة صيدا والجوار»، التي نظمتها البلدية على مدى ثلاثة أيام، وذلك بالشراكة مع «مؤسسة الحريري»، و«شبكة المدن المتوسطية»، بالتعاون مع «البنك الدولي»، و«سنتر مرسيليا»، وبلديتي برشلونة، وملاغا، و«اتحاد بلديات الفيحاء» في طرابلس.
أعمال الورشة اختتمت بكلمات لكل من رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، والأمين العام لـ«شبكة المدن المتوسطية» الدكتور خوان بربال، ورئيسة قسم العمارة في «الجامعة الأميركية في بيروت»، ومنسقة فريق الخبراء المحليين في المشروع الدكتورة هويدا الحارثي، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، وممثل بلدية برشلونة الدكتور جون ترولن توماس، وممثلة بلدية مالاغا الخبيرة كارمن كارسيا بينا. وذلك بحضور رؤساء عدد من البلديات، وممثلين عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية، و«غرفة التجارة في صيدا والجنوب».
في الورشة، ربطت الحريري بين استضافة مدينة صيدا لمؤتمر المدن الساحلية الصغيرة قبل عشر سنوات، والاتفاقات الثنائية التي عقدت مع مدن، ومؤسسات دولية معنّية بوضع الاستراتجيات المستقبلية للمدن، وورشة العمل الحالية. ولفتت إلى «اننا توصّلنا الى أن نحدّد بدقّة المشاريع الملحّة والضرورية لصيدا، والتي لا بدّ من تحقيقها». وقالت: «إنّ ما نريد أن نؤسّس له هو بناء وعي وطني حول التّنمية المستدامة والتّمييز بينها وبين البرامج التنموية أي التّمييز بين ما هو آنيّ وعلاجيّ وبين ما هو دائم وضروري لسلامة الإنسان والبيئة والأرض»، مشيرة إلى أنه «لو طبقت الاستراتيجية الإنمائية في العام 61 في لبنان، من قبل بعثة «أرفد»، التي تمكنت من وضع خريطة إنمائية لكلّ لبنان ولإداراته العامة، لكانت أساساً لانطلاقة دولة ومجتمع آمن ومستقر ومزدهر، لكنا جنبنا بلدنا الكثير من المآسي والحروب».
من جهته، نوه السعودي بمشاركة الخبراء المحليين والأجانب في أعمال الورشة، لافتاً إلى أن «الغرض من المؤتمر هو لمشاركة المدن الواقعة على البحر المتوسط في خبراتهم وفي الوقت نفسه الاستفادة من خبراتهم في كيفية تخطي الصعاب والعقبات وإيجاد الحلول للكثير من القضايا البلدية والبيئية والتنظيمية والحضرية». وقال: «لدينا عنوان كبير، هو إزالة أي خطر بيئي عن شاطئ صيدا، سواء كان مجاري أو نفايات. وهذا نسير به بسرعة. ولقد بدأنا بإنشاء الحاجز البحري ومعمل النفايات الصلبة، سيتم تشغيله خلال أسابيع، وجبل النفايات. هناك 3 شركات عالمية تدرس الأسعار، وستوضع الأسعار منتصف الشهر المقبل». وأشار إلى أنه «في 4 تشرين الأول المقبل، سيقام احتفال رمزي أمام مكب النفايات لتوقيع اتفاقية بين وزارة البيئة ومكتب الأمم المتحدة الإنمائي، في إطار تخليص المدينة من هذه الكارثة البيئية المتمثلة بجبل النفايات».
وتحدثت الحارثي عن «أهمية تكوين فريق عمل خاص بصيدا نظرا لخصوصيتها وذاكرتها المفعمة بالتاريخ والحضارة وفي العمارة والتراث المعماري والعمراني. فصيدا هي مدينة من العالم العربي، لذلك كان همنا الأول ضمّ فريق محلي يفهم المدينة وخصوصيتها لديه الرؤية وخطة العمل والتوجه». وتمنى غزال أن يخرج اللقاء باستراتيجية يبنى عليها متحدثا عن «تجربتنا في مدينة طرابلس، واتحاد بلديات الفيحاء في استراتيجية التنمية المستدامة للتنمية الحضرية، لأننا نؤمن بأن من لا رؤية له، ليس لديه مستقبل، ونحن دائما نركز على صياغة رؤية استراتيجية على مستوى يليق بهذه البلديات».
وخلصت الورشة إلى توصيات أبرزها «تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في صيدا من خلال تشجيع المزيد من الاستثمارات في المدينة. وتعزيز التوافق في الآراء بشأن رؤية تنموية موحدة للمدينة. والتخفيف من حدة الفقر من خلال المشاركة الاجتماعية، وتوفير التعليم الأكاديمي والتقني من أجل زيادة فرص العمل. وتحسين التصميم الحضري للمدينة لتوفير مساحات خضراء واسعة لأغراض ترفيهية وبيئية». بالإضافة إلى «تحسين آلية الحكم الحضري والإدارة والقدرات التقنية والحفاظ على التراث المحلي في المدينة القديمة وبناء شبكة شاملة لوسائل النقل العام وزيادة نظام الرصد والتقييم بهدف الحد من تلوث البيئة وإنشاء مرصد حضري ومركز نظام إدارة الكوارث، وتنفيذ استراتيجية الحد من المخاطر». ومن التوصيات كذلك «وضع استراتيجية السياحة من خلال المهرجانات السنوية وتجديد المواقع التاريخية، وإقامة متحف المدينة، وإضاءة المعالم السياحية وتنشيط السياحة الدينية. وتنظيم وتحسين ظروف السكن من الأحياء الفقيرة في الضواحي وتطوير القطاع الحرفي في المدينة القديمة. وإيجاد رؤية للتغيرات الحضرية المختلفة وفهم العلاقات المتبادلة بينها السماح بتحديد القضايا الحرجة وتعزيز هوية المدينة».  

السابق
أشغال تأهيل مداخل صور تتزامن مع بدء العام الدراسي
التالي
لا «يونيفيل» في بنت جبيل اليوم