بين العضوي والتقليدي

فيما تستعد اللجنة النيابية المختصة لدراسة قانون الزراعات العضوية، تدور في العالم مشاجرة حادّة حول المنافع الحقيقية للأغذية العضوية، التي تنتج من دون استعمال الأسمدة والمبيدات الاصطناعية. مصدر هذا النزاع مقال علمي نشره فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد الشهيرة، يعرض فيه نتائج أبحاثه عن المخاطر الصحية النسبية الناجمة عن استهلاك منتجات عضوية مقارنة بالمنتجات التقليدية. وكان علماء ستانفورد قد استنتجوا، بناءً على تحاليل كيميائية وإحصائية، أن لا فرق بين الصنفين، وأن تركز السموم بين المنتجين متشابه. ما إن نشر البحث حتى قامت الدنيا ولم تقعد في الأوساط البيئية الداعمة للزراعة العضوية. فتعاقب الخبراء على نسف الدراسة التي تجرأت على الكفر بالدين الأخضر، مبينين ثُغرها. ورغم صعوبة الخوض في جدالات من هذا النوع، فمما لا شك فيه أن نسبة رواسب السموم في المنتجات العضوية أقل منها في منتجات الزراعة المكثفة، ما يقلل من مخاطر الأمراض المزمنة كأمراض السرطان الناجمة عن استيعاب الجسد للمبيدات. إلا أن المشكلة تبدو أكثر صلة بطرق الإنتاج الزراعي المكثف التي ترتكز على الاستعمال المفرط للمدخلات الزراعية الاصطناعية منها إلى الإنتاج العضوي، حيث لا يشكل هذا الأخير إلا نسبة ضئيلة من الاستهلاك الغذائي العالمي، ولا يعني في لبنان إلا طبقة مميزة من المواطنين القادرين على دفع ضعف سعر باقة البقدونس وكيلو البندورة للتمكن من صنع تبولة خالية من السرطان.
أما عامة الشعب، فعليها أن تعيش وتربي أطفالها على أطعمة قد تعرضها للمخاطر، لأنها لا تملك القدرة على شراء الصحة. لذا، نتوجه إلى السادة النواب، طالبين منهم بتّ القوانين العالقة، ومن الوزارات المعنية الرقابة على طرق الإنتاج قبل أن يصبح الأكل الصحي حكراً على الأغنياء.  

السابق
سبب آخر للاستغناء عن المشروبات الغازيّة
التالي
أولاد احتفلوا في مرجعيون لعالم بلا حروب