الديار: الصهيونية تنجح في تقسيم العالم الى قسم مسيحي وقسم اسلامي

اجتاحت ثورة اسلامية العالم رداً على عمليات الاساءة الى الدين الاسلامي الكريم، ويبدو انه اذا كانت المسيحية تقبل أن يتم انتاج افلام واشرطة فيها اساءة الى الدين المسيحي، فان هذا الامر غير مقبول كليا عند المسلمين ويشكل اكبر استفزاز لهم، وطبعا نحن لا نبرر الهجوم على المسيحية، ولكن لكل دين طبيعته.
الصهيونية تريد ان تقسم العالم وتسيطر على القدس الشريف وكنيسة القيامة في جبل الصخرة في القدس وعلى مهد الولادة في بيت لحم، وافضل طريقة لها للوصول الى هذا الهدف ان تقوم حرب بين المسلمين والمسيحيين، ذلك ان مجموعة من الصحافيين والاعلاميين يكتبون وينتجون افلاماً مسيئة للاسلام فتولد حربا بين المسلمين والمسيحيين، والمسيحيون لا علاقة لهم بالموضوع قطعياً.
في اميركا 550 جامعا، وفي روما جامع قرب الفاتيكان والدين الاسلامي هو دين التسامح والمحبة والتواضع، ولقد كان الحلفاء مثالا للحكمة والوعي.
وقد عمت موجة الغضب الاسلامي الكرة الارضية واحدثت ثورة اسلامية عالمية امتدت من افغانستان الى اندونيسيا الى ماليزيا الى الدول العربية، وقد سقط عشرات القتلى والجرحى في خضم الاحتجاجات.
وفي لبنان عمت المسيرات والاعتصامات مختلف المناطـق اللبنانية، وكان ابرزها الاعتصام الذي دعا اليه الشيخ احمد الاسير في ساحة الشهداء، وهاجم فيها المسيئين للاسلام مشيرا الى ان هذه الدول التي لا تحاسب المسيئين الى الاسلام، فترعى التطرف وتصنعه في العالم، واكد ان لا علاقة للمسيحيين بهذه الاساءة فهم ارقى من ذلك.
وشكر الرئيس سليمان والبطريرك الراعي على مواقفهما، واشار الى ان المشروع الاميركي والمشروع الايراني في العراق وفي افغانستان يهدفان الى ذبحنا، واليوم في سوريا النظام "يذبح" شعبه برعاية من ايران والنظام الاميركي يسكت ولا يتدخل.
وختم: الذي يسيء الى دين الاسلام هو من يستبيح دماء الشيخ عبد الواحد ومن يرفع صورة (….) بشار الاسد.
وقال ان ردود الفعل بحرق الـ KFC غير مقبول وجرح المواطنين بالرصاص الطائش يسيء الى صورة اسلامنا.
كما جرت تظاهرات في بعلبك بدعوة من "حزب الله" وعند بوابة فاطمة وفي صيدا وعكار والشمال وبيروت.
الى ذلك، سقط عشرات القتلى والجرحى امس في خضم الاحتجاجات التي تجددت امس في عدد من المدن والعواصم العربية والإسلامية للتنديد بالإساءة للإسلام من خلال فيلم "براءة المسلمين" الذي تم إنتاجه في الولايات المتحدة ونشْر صحيفة فرنسية رسوما مسيئة للرسول محم د فيما نبهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة كل الدول الى ان من "واجبها" حماية البعثات الدبلوماسية لدول اخرى تطبيقا لشرعة فيينا.
وقالت كلينتون "من واجب كل الحكومات الدفاع عن البعثات الدبلوماسية. ينبغي ان تكون اماكن آمنة ومحمية"، مكررة ان واشنطن "اتخذت تدابير لتعزيز امن" سفاراتها وقنصلياتها.
وقد احتدمت المظاهرات التي خرجت امس في مدن باكستانية عدة واتخذت طابعا عنيفا حيث اشتبك متظاهرون مع الشرطة ما ادى الى مقتل 16 شخصا على الأقل من بينهم شرطي، كما جرح ما لا يقل عن 200 شخص. وقالت مصادر في الشرطة الباكستانية إن أحد أفرادها قتل وأصيب أثنان آخران في تبادل لإطلاق النار مع متظاهرين في كراتشي التي خرج الآلاف فيها للتنديد بالفيلم المسيء.
ففي العاصمة إسلام آباد انطلقت مظاهرة ضد المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" التي نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للإسلام. واستعدادا لمواجهة الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة، أوقفت الحكومة الباكستانية خدمات الهواتف المحمولة في أكثر من عشر مدن.
وتجددت الاحتجاجات في باكستان رغم بث التلفزيون الباكستاني إعلانا أميركيا مسجلا للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام، ويظهر في ذلك التسجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
كما شهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور خروج مسيرتين شارك فيهما الآلاف احتجاجا على الإساءة للإسلام، إحداهما لجناح الشباب في ائتلاف أحزاب الجبهة الوطنية الحاكمة، والأخرى لحركة شباب أحزاب المعارضة. وأفادت المعلومات أن المسيرتين جرتا وسط تعزيزات أمنية مشددة.
كما شهدت إندونيسيا مظاهرات عدة أمام البعثات الأميركية والفرنسية في عدد من مدن البلاد وذلك احتجاجا على الإساءة للإسلام، وخلال المظاهرات جرى ترديد شعارات غاضبة بينها "الموت لأميركا" و"الموت لفرنسا" ورفعت لافتات تطالب بمقاطعة المنتجات الأميركية.
وفي مدينة بنغازي (شرق ليبيا) تباين الموقف بين دعوة كتائب أنصار الشريعة إلى احتجاجات على الإساءة للإسلام وبين دعوة كتائب مناوئة إلى مسيرة من أجل "إنقاذ بنغازي"، وذلك لمطالبة الحكومة المركزية بتحجيم الجماعات المسلحة التي لا يزال نفوذها كبيرا بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وتكتسي الاحتجاجات في بنغازي بعدا خاصا وذلك لكونها كانت مسرحا لأكثر فصول التنديد عنفا حيث تطورت الاحتجاجات يوم 11 أيلول الجاري إلى أعمال عنف قتل فيها السفير الأميركي وثلاثة من الموظفين الأميركيين.
وامس أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى أن سجينا ليبيا سابقا في معتقل غوانتانامو قد يكون وراء الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية الأسبوع الماضي.
وأوضحت أن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية يعتقدون أن المواطن الليبي سفيان بن قمو (53 عاما) الذي سبق أن أُفرج عنه من معتقل غوانتانامو في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ربما يكون وراء الهجوم على القنصلية الأميركية.
ونسبت الصحيفة إلى زعيم اتحاد اللجان الثورية -التي تتولى إدارة الأمن في بنغازي- محمد الغرابي قوله إنه أصبح من الواضح تماما من يقف وراء هذا الهجوم، مضيفا أنهم عناصر من أنصار الشريعة، وليس كلهم ولكن عددا منهم، وأنه يعتقد أن الجماعة تعرف من الذي قام بتنفيذ الهجوم.
وأضافت أن مسؤولي استخبارات أميركيين يعتقدون أن ثمة اتصالات جرت بين جماعة أنصار الإسلام التي أسسها بن قمو إبان الثورة الليبية ضد القذافي العام الماضي وبين تنظيم القاعدة، وأنه تم رصد تلك الاتصالات في يوم الهجوم على القنصلية.
وأشارت ذي ديلي تلغراف إلى أن المعلومات المتعلقة بالاتصالات بين أنصار الشريعة والقاعدة تزيد من الأسئلة المثارة عن سر عدم توفير حماية أشد للسفير الأميركي الراحل أثناء زيارته بنغازي، مضيفة أن الغرابي يزعم أنه سبق أن حذر الدبلوماسيين الأميركيين من أن بنغازي لا تعتبر آمنة، وذلك قبل ثلاثة أيام من الهجوم.
حالة تأهب
وتحسبا لتجدد الاحتجاجات، وضعت دول إسلامية عدة قواتها الأمنية في حال التأهب، وعززت إجراءات حمايتها للسفارات الغربية. كما منعت بعض هذه الدول تنظيم المظاهرات مخافة أن تتحول إلى أعمال عنف، وأغلقت بعض الدول الغربية سفاراتها في إجراء احترازي.
فقد شددت الحكومة المصرية على أنها ستطبق القانون بكل حزم وقوة ضد من يتعرض للسفارات والبعثات الدبلوماسية والممتلكات الأجنبية في مصر. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري هشام قنديل في بيان إن الدولة مسؤولة عن هذه المقار وحمايتها وعدم المساس بها، وإنها ستطبق القانون بكل حزم وقوة ضد من يتعرض لها، معربا عن استنكاره الشديد لقيام مجلة فرنسية بنشر رسوم مسيئة للرسول محمد.
ولم تلق الدعوات التي اطلقتها جماعة حازمون المؤيدة للمرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة السابقة حازم ابو اسماعيل للخروج في مظاهرات امام السفارة الفرنسية استجابة كبيرة، بعد اعلان جماعة الاخوان المسلمين وعدد من الاحزاب السياسية امتناعها عن المشاركة تخوفا من تحولها لمصادمات مع قوات الامن على غرار ما حدث امام السفارة الاميركية بعد عرض الفيلم المسيئ للاسلام.
وفي اليمن عززت وزارة الداخلية إجراءات الحماية حول البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في العاصمة صنعاء تجنبا لتعرضها لأي اعتداء. الى ذلك وصلت دفعة جديدة من قوات المشاة البحرية الأميركية (المارينز) على متن طائرة عسكرية إلى قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوب اليمن، بحسب مصدر عسكري يمني. ونقل موقع "عدن الغد" المستقل عن المصدر العسكري العامل بقاعدة العند الجوية بلحج قوله إن طائرة عسكرية أميركية وصلت إلى القاعدة مساء أمس الخميس وعلى متنها قرابة 20 من جنود المارينز يعتقد أنهم ضمن القوة التي أرسلها الجيش الأميركي من أجل حماية السفارة في صنعاء.
وفي مؤتمر صحفي، قال السفير الأميركي بصنعاء غيرالد فاير ستاين إن وجود قوات المارينز محصور داخل إطار جدران السفارة الأميركية بصنعاء حيث يوجد الموظفون.
وكان مئات من اليمنيين شاركوا في مظاهرة في العاصمة صنعاء امس للاحتجاج ، ولكن قوات الامن منعتهم من التوجه الى السفارة الاميركية للتعبير عن غضبهم.وهتف المتظاهرون "بالموت لاميركا واسرائيل"، وطالبوا "برحيل السفير الاميركي والقوات الاجنبية من اليمن" وتفرق المتظاهرون دون حدوث عنف.
وفي تونس قررت وزارة الداخلية منع مظاهرات كان من المقرر خروجها اليوم الجمعة للاحتجاج على نشر تلك الرسوم. وكانت المظاهرات التي شهدتها العاصمة التونسية الأسبوع الماضي احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام، قد أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص خلال محاولة اقتحام السفارة الأميركية هناك. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية خالد طروش إن الأمن التونسي سيتعامل بحزم لتنفيذ قرار الوزارة بمنع مظاهرات الجمعة، وأضاف أن هنالك نوايا لدى البعض للقيام بأعمال عنف في إطار المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية تنديدا بالإساءات المتكررة للإسلام.
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من جانبه قال إن "ما تدعيه الحكومة الاميركية من انها غير قادرة على منع نشر الفيلم المسيء للنبي محمد (والذي انتجه احد اقباط المهجر) لا يتعدى كونها خدعة تتشدق بحرية التعبير."
وقال الرئيس الايراني في كلمة القاها في عرض عسكري اقيم في طهران بمناسبة حلول الذكرى السنوية لاندلاع الحرب العراقية الايرانية عام 1980 إن الفيلم "عبارة عن مؤامرة اسرائيلية تهدف الى شق صف المسلمين واذكاء نيران الطائفية."
وهاجم الرئيس احمدي نجاد ما وصفه بانتقائية الغرب خاصة فيما يتعلق بما يسمى "المحرقة اليهودية"، حيث قال "يمنعون مجرد الحديث عن حادثة تاريخية، فيهددون ويضغطون اذا تجرأت امة ما على طرح سؤال ولكنهم في ذات الوقت يدافعون دفاعا مستميتا عن من يكيلون ابشع الاهانات للمقدسات والانبياء تحت ذريعة حرية التعبير."
وكانت فرنسا اكدت انها لن تسمح بتنظيم احتجاجات في الشوارع على رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد نشرتها مجلة فرنسية هذا الاسبوع.وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس ان مديري الشرطة في شتى انحاء البلاد تلقوا اوامر بمنع اي احتجاجات على هذا الامر والتعامل مع من يخالف هذا الحظر.وقال "لن يكون هناك اي استثناء. المظاهرات محظورة وستفض.   

السابق
الحياة: اجراءات امنية كثيفة احماية المؤسسات الفرنسية والاميركية والاوروبية
التالي
عون زار الجرمق والعيشية في اطار جولته في جزين