هل نشهد حرباً مفتوحة على الشيعة المعارضين !؟

رأى مصدر سياسي شيعي مستقل أن حزب الله الذي شعر منذ الأشهر الأولى للثورة السورية بأنه سيواجه أياماً مصيرية إذا سقط نظام الأسد, تدرج في مواجهة خوفه وقلق جمهوره, فبدأ أولاً بالدفاع عن النظام السوري معتبراً أنه لن يسقط, ثم انتقل إلى مرحلة المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية ضد الثورة وخصوصاً مع توليه بقواته الخاصة معركة الزبداني, ولاحقاً ازداد تورطه فأصبح شريكاً كاملاً, إلى جانب الحرس الثوري الإيراني, في حرب الحفاظ على الأسد.
في الوقت نفسه كان "حزب الله" يستهدف خصومه في فريق "14 آذار" ويتهمهم بما يقوم هو به, أي التورط العسكري في النزاع السوري.

وأضاف المصدر: بعد مضي سنة ونيف على الثورة السورية وتيقن الحزب من عجز النظام عن إخمادها, ومع ورود معلومات إيرانية مؤكدة, أن "رأس الأسد" بات على طاولة المفاوضات الدولية, بدأ "حزب الله" حملة جديدة تمثلت بالتصويب على إسرائيل, فكانت الخطابات الحربية المتكررة للسيد حسن نصر الله, بمناسبة ومن دون مناسبة, لتخويف المجتمع الإسرائيلي ومن خلفه المجتمع الدولي من خطورة إسقاط النظام السوري, وباحتمالات الحرب الإقليمية التي ستكون مدمرة للجميع.

وبحسب المصدر, خلص "حزب الله" إلى أن كل ذلك لم يفلح في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء, أو منع السقوط الحتمي لنظام الأسد, وهذا يعني أنه سيقع عاجلاً أم آجلاً في الداخل اللبناني, كما على المستوى الإقليمي, في شر أعماله ومواقفه.

وإذا كان الحزب حسب حساب النزاع مع فريق "14 آذار" منذ زمن طويل وله تجربة في سابقة "7 أيار", إلا أن ما يؤرقه حالياً هي المعارضة داخل الطائفة الشيعية. فهو الذي "بلع بصعوبة" تمايز الرئيس نبيه بري, بات يخشى تصاعد الأصوات الشيعية ذات القيمة وذات الوزن, من رجال دين وسياسيين وصحافيين وناشطي مجتمع مدني, يرفعون شعار دعم الثورة السورية علانية وفي قلب معاقله في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع. وذهل الحزب من حجم التضامن الشيعي مع آلام الشعب السوري بشكل فاق أحياناً تضامن الطوائف والأحزاب اللبنانية الأخرى. فلم يجد بداً من "استئصال" ما يعتبره تمرداً داخل بيته الداخلي, وقد بدأ التمهيد لذلك بحملة تخوين ضد كل هؤلاء.

وختم المصدر بالقول: إن "حزب الله" بدأ عبر جريدة "الأخبار" اللبنانية الموالية له نشر وثائق "ويكيليكس" الخاصة بلقاءات شخصيات شيعية مع السفارة الأميركية. وقد جرى اجتزاؤها وتحويرها بشكل سيء لإظهار هؤلاء بمظهر الخونة وعملاء الاستخبارات الأميركية. وذهب بعيداً في تهديده عندما أوعز لبعض الأقلام بكتابة تهديدات صريحة بهدر دم تلك الشخصيات (من بينها العلامة السيد علي الأمين ونائب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" دريد ياغي). 

السابق
علاء زلزلي يفقد ابنته
التالي
غريب: لن نرضى بعدم إقرار السلسلة