براءة الإسلام..يمس كل الأديان

أكد راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، أن الكنيسة المارونية في لبنان والعالم تستنكر فيلم «براءة الاسلام» كما سبق للكرسي الرسولي في الفاتيكان أن استنكره وشجبه، وكما سبق أن رفضته كل السلطات الكنسية العليا واعتبرته عملا مشينا لا يمس بكرامة الاسلام والمسلمين فحسب، إنما أيضا بكرامة جميع الاديان والمؤمنين، معتبرا أن كل الاديان لها رموز وشعائر يتعين احترامها وصونها من كل أشكال التعديات عليها، إلا أن المشكلة الأساسية في الدول الغربية تكمن في إساءة الفهم لمبدأ الحريات، إذ ان حرية الرأي والتعبير لا تعني أنها تجيز لأي كان أن يسيء لكرامة الآخرين ويحول الحرية الى سفالة.

ولفت المطران مطر في تصريح لنا الى أن التظاهر في إطار الاعتراض على الاساءة للاسلام لا يفيد، بل يضر في مكان ما، إنما ما يتوجب القيام به هو أن يتوحد اللبنانيون في حملة ثقافية منظمة ومبرمجة باتجاه مجلس الأمن والأمم المتحدة لإجبار الدول الغربية على سن قوانين جديدة تمنع تكرار التعديات على الشعائر والرموز الدينية، مذكرا بأنه عندما حصلت إساءة الى الدين الاسلامي في الدنمارك من خلال رسوم كاريكاتورية، تبين أن الدولة المذكورة ليست لديها قوانين رادعة لمثل تلك الامور، وهو ما يشكل نقصا هائلا في التشريع الغربي، معتبرا بالتالي أن على الدول الغربية احترام الاديان عبر احترامها للدين المسيحي أولا، كون ما قيل عن الرسول الكريم لديها قيل أسوأ منه عن السيد المسيح وأمه مريم العذراء.

ودعا المطران مطر جميع اللبنانيين الى التضامن كي لا يفسحوا المجال أمام من يتعمدون الإساءة الى الاديان للنجاح في رهاناتهم، وذلك لاعتباره أن منتج فيلم «براءة الاسلام» قام بفعلته بتشجيع من جهات صهيونية بهدف خلق فتنة بين المسلمين والمسيحيين، معتبرا بالتالي انه من الخطأ الكبير إعطاء فرصة ذهبية لمن يتربص شرا بالتعايش الاسلامي ـ المسيحي، متمنيا على اللبنانيين ملاحقة هذا التعدي بالحكمة والتعقل، أي بخطوات عملية تكون أبعد وأسمى من التظاهرات، حيث تنتج تغييرا حقيقيا، مشيرا الى أن إحراق مطعم الـ KFC في طرابلس كان خطأ، خصوصا أن القرآن الكريم ذكر في إحدى آياته الكريمة (لا تزر وازرة وزر أخرى) وهو كلام كريم يمنع المساس بالابرياء وترك الجاني الحقيقي والفعلي دون عقاب.
  

السابق
رأس جبل الثلج
التالي
موسكو تطرد وكالة التنمية الأميركية