الولايات الأميركية تميل لمصلحة أوباما

تكثر استطلاعات الرأي حول هوية الرئيس الاميركي المقبل وتتضارب الى حد يجعل من شبه المستحيل استشراف من سيربح في الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر. لكن مؤشرا مختلفا قد يشكل الدليل الابرز لفهم استراتيجية الحملتين المتنافستين الديموقراطية والجمهورية: الانفاق الانتخابي.
في هذا السياق، ذكرت مطبوعة «ناشونال جورنال» المتخصصة انه بين تاريخ 6 و16 سبتمبر، انفقت الحملتان الانتخابيتان واللجان الموالية لهما مبلغ 330 مليون دولار ثمنا للاعلانات في الولايات التي فاز فيها الجمهوري جورج بوش الابن في انتخابات 2000 و2004، مثل فرجينيا وفلوريدا واوهايو، ثم عاد الديموقراطي باراك اوباما ليقتنصها في العام 2008.
اما في الولايات التي فاز فيها المرشحان الديموقراطيان في العامين 2000 و2004، اي نائب الرئيس السابق آل غور والسناتور جون كيري، مثل ولاية ميتشيغان، فلم تشهد حربا اعلانية مشابهة ولم يتجاوز حجم الانفاق الانتخابي فيها، من الحزبين ومواليهما، الثلاثين مليون دولار للفترة نفسها.
هذا الانفاق يدل على رؤية كل من الحملتين لحظوظهما في هذه الولايات، اذ يحاول كل منهما الابتعاد عن الغوص في معارك مكلفة في ولايات يعتقدها خاسرة، كذلك تبتعد الحملتان عن الانفاق في الولايات المضمونة لأي منهما، فينحصر الانفاق في ما صار يعرف بالولايات المتأرجحة حيث حظوظ المرشحين متقاربة.
اما تحديد الولايات المتأرجحة، والتي تجرى على شاشات تلفزتها المعارك الاعلانية الانتخابية والتي تستضيف كذلك معظم المناسبات والخطب الانتخابية التي يقوم بها كل من اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، فهو تحديد مبني على استطلاعات الرأي الآنية فضلا عن الانتخابات الرئاسية الثلاثة الماضية.
في الانتخابات الرئاسية لهذا العام، معروف سلفا مصير اصوات 40 ولاية من اصل الولايات الخمسين. على سبيل المثال، من المؤكد ان اوباما سيفوز بولايتي كاليفورنيا الغربية، وهي الاكبر انتخابيا وتمنحه 55 صوتا من اصل الـ 270 المطلوبة للفوز، كذلك من المؤكد فوزه في ولاية نيويورك الشرقية وحصد اصواتها الـ 29، فيما اصوات ثاني اكبر الولايات انتخابيا، اي ولاية تكساس الجنوبية واصواتها الـ 38، ستذهب من دون شك الى رومني، او الى اي شخص كان سيرشحه الحزب الجمهوري.
وفي ظل حسم المعركة مبكرا في 40 ولاية، ترتبط حظوظ الفوز بالبيت الابيض بـ «الولايات المتأرجحة» العشرة، وهي اوهايو (18 صوتا انتخابيا)، وفلوريدا (29)، وفرجينيا (13)، وكولورادو(9)، ونيفادا (6)، وآيوا (6)، ونيوهامبشير (4)، وويسكونسن (10) وبنسلفانيا (20) وميشيغان (16). ولكل واحدة من هذه الولايات خصوصيتها، ويسعى كل من المرشحين الى استقطاب معظمها، او اكبرها انتخابيا، من اجل حسم المعركة لصالحه. 
 

السابق
لإنجاح الحوار
التالي
رأس جبل الثلج