مسلمون تخاذلوا عن نبيهّم

الإساءة الأخيرة التي مست أشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة السلام، حركت الحمية عند ملايين المسلمين، فمنهم من خرج في مظاهرات واعتصامات، ومنهم من ألقى خطبا ومحاضرات، وآخرون نظموا القصائد والأشعار، وهناك من أصدروا كتبا ووزعوا منشورات وهناك وهناك…
وبلا شك أن هذا أقل ما يفعله المسلم نصرة لنبيه، ولكن هناك تساؤل ما زلت أبحث له عن إجابة، ألا وهو لماذا صمتت فئات من المسلمين عن هذه الإساءة؟
أتساءل عن الذين لا يتوقفون عن مهاجمة الدعاة والمصلحين بحجة إظهار الحق أين أصواتهم عن نصرة نبيهم؟
أسأل عن الذين يدعون الدفاع عن آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يقبلون الإساءة إلى أحد من مرجعياتهم، وطالبوا الدولة لمنع دخول أحد الدعاة الخليجيين لأنه أساء إلى أحد المرجعيات غير الكويتية، فأيهما أولى بالغيرة عليه والدفاع عنه؟

وأود أن أجد إجابة شافية عن سبب صمت رؤساء وحكومات دولنا الإسلامية عدا الرئيس المصري د. مرسي عن هذه الإساءات؟ لقد شاهدنا قطع العلاقات وسحب السفراء وتوتر العلاقات بين بعض دولنا العربية والإسلامية عندما أسيئ لرئيس الدولة أو علمها، فأيهما أولى بالغيرة عليه والحمية لنصرته؟
هناك تساؤل طرحه الكثيرون عن سبب عدم تطرق خطباء الجمعة في الحرمين المكي والمدني لموضوع نصرة النبي والدفاع عنه؟ هل هو درأً لمفسدة يرونها؟

أتساءل عن بعض الذين خرجوا في اعتصامات وإلى ساحة الإرادة مطالبين باحترام الدستور، أين هم من احترام النبي عليه الصلاة والسلام وهم يشاهدون الإساءة إليه وهم لا يحركون ساكنا؟
أين بعض الليبراليين الذين ثارت حميتهم على هدم تمثال في افغانستان كان يعبد من دون الله، وثارت حميتهم عندما اعترض البعض على بناء الكنائس أو المعابد في الجزيرة العربية، فأين هذه الحمية عن نصرة أشرف الخلق؟

لا أجد ما أقوله لكل من تخاذل عن نصرة رسول الله إلا قول الله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ).

الرسالة
أتمنى من كل محب للنبي عليه الصلاة والسلام أن يحسن التعبير عن غيرته على رسولنا باتباع السبل المشروعة، والتفكر في كل فعل قبل الإقدام عليه، فما قتل السفراء أو حرق البعثات الديبلوماسية بالتعبير الأنسب، فلا تجعلوا للأعداء فرصة ليستغلوا هذه التصرفات ليقلبوا الحق باطلا ويجعلوا المسلمين في موقف الدفاع والتبرير بعد أن كانوا يملكون زمام المبادرة في مطالبة الآخرين بالاعتذار ومعاقبة المسيء.  

السابق
بشرى : الإنتحاريّون قادمون
التالي
بالونات لتخفيف الوزن