السنّة منهم قبل سواهم…

لأننا نؤمن بالدولة القوية قولاً وفعلاً
ولأننا ندرك الآثار المدمرة للنزاعات المبنية على الاختلاف العرقي أو الديني
ولأن فئة من سياسي لبنان تسوّق ليل نهار أن أهل السنّة عامة هم رمز التطرف.
ولأننا نعتبر أن النظام السوري المتواطئ مع الاسرائيلي منذ زمن بعيد قد ابتز وما زال العالم العربي بشعارات "الصمود والتصدي" و "الممانعة" الجوفاء وسعى وما يزال إلى استدراج تعاطف العالم الغربي بحجة أنه نظام علماني حامي للأقليات ويحارب التطرف، علماً أنه هو الذي مرّر وأرسل المقاتلين إلى العراق ليقتلوا ويهجّروا مسيحييّه، كما أرسل للبنانيين "فتح الإسلام" وشاكر العبسي… ولأن هذا النظام هو من سبق وحرّك تظاهرة "السواطير" أيام وجوده في لبنان وهو الذي هندس ورعى أحداث الخامس من شباط سنة 2006 على السفارة الدنماركية ولأنه يرعى اليوم المحرّضين على الكسر والحرق في تظاهرات الاحتجاج على الفيلم الذي تعرض للإسلام وللرسول (ص)، بهدف تشويه صورة الإسلام السني المعتدل وإثارة الفتن والنعرات، ولأنه يهدف من وراء ذلك إلى تبرير قتله لشعبه تحت حجة أن الثوار ارهابيون علّه يلقى دعماً للبقاء أو أقلّه دعماً لدولة علوية تشكل مبرراً لدويلات أقلوية أخرى في هذه المنطقة من العالم.
ولأن في كل ذلك خدمة لاسرائيل الخائفة من الربيع العربي الذي حلّ مكان الأنظمة "المتعاونة"،
ولأن في ذلك أيضاً خدمة للامتداد الفارسي على حساب العرب…
لكل هذه الأسباب ولألف سببٍ وسببٍ آخر
نرجو بإلحاح فخامة رئيس البلاد أن يعطي توجيهاته للنيابات العامة وللأمنيين بإلقاء القبض وبالإحالة أمام القضاء لأي شيخ سني يثبت تورطه بأعمال التخريب والحرق الأخيرة التي حصلت بحجة الاعتراض على الفيلم التافه والمشبوه، كما نرجو سماحة مفتي الجمهورية أن يتخذ كل الاجراءات من أجل إقصاء أي واحد من هؤلاء المشايخ المتورطين بالتحريض وبإثارة الفتن والذين ما زالوا ينفّذون "أجندات" غريبة عن الاسلام، "أجندات" تخدم النظام السوري المجرم.
نعم لقد آن الأوان لوقف سياسة المسايرة على حساب الصالح العام، وآن الأوان لوقف مهزلة الأحكام القضائية المخففة لبعض العملاء، ومهزلة الإفراج عن المقنعين "حارقي" تلفزيون الجديد ومهزلة تهريب مصنعي "حبة السيد" ومهزلة التساهل مع الخاطفين اللبنانيين ومطلقي التهديدات للرعايا العرب والأجانب ومهزلة استقبال بعض الأمنيين المحتفية بمثيري الأحداث الدموية الأخيرة في باب التبانة وجبل محسن وكذلك مهزلة اطلاق الضباط الثلاثة المسؤولين عن جريمة قتل الشيخين في عكار تمهيداً لتمييع القضية…
أما اليوم فلا يجب أن تضاف إلى هذه المهازل، مهزلة التغاضي عن المحرّضين على الشغب والحرق، البارحة في طرابلس، وربما غداً في غيرها من المدن.
نعم إني مع كل تعبير احتجاج على الفيلم ومُعديه ومُرَوِّجيه ولكني أيضاً ضد الجَهَلَة والجَهَالَة وضد مثيري الفتن، المشايخ منهم قبل سواهم والسنة منهم قبل سواهم…!

السابق
قط يترشح للانتخابات في كندا
التالي
قائمة سرية لـ «مجرمي الحرب» في سورية