الحياة: سليمان يطلب توضيح تصريحات جعفري ونصرالله يظهر علناً داعياً الى غضبة شاملة

لم تمض ساعات على الهدنة السياسية بين الفرقاء اللبنانيين، بفضل زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بنديكتوس السادس للبنان، حتى عادت العناوين الخلافية الى الحلبة السياسية اللبنانية، لا سيما بخلفياتها الإقليمية، فاحتلت تصريحات قائد «الحرس الثوري" الإيراني محمد علي جعفري عن وجود عناصر من «فيلق القدس" في سورية ولبنان كمستشارين، صدارة المشهد الداخلي، خصوصاً أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان استدعى السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي لاستيضاحه هذا الكلام الذي وصف من دوائر رئاسية بأنه «غير مقبول
، فنفى الأخير ذلك موضحاً أن كلام جعفري جاء إجابة عن سؤال، وتناول الوضع السوري.

واختلطت ردود الفعل على تصريحات جعفري، التي تعكس الانقسام اللبناني حول الأزمة السورية في الوقت نفسه، مع استنهاض «حزب الله " أنصاره وأنصار حركة «أمل
، منذ أول من أمس، لمسيرة كبرى نظمت الخامسة عصرا في ضاحية بيروت الجنوبية ضد الفيلم المسيء الى الاسلام. وفاجأ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الحشود التي شاركت فيها، بالظهور شخصياً في نهايتها، ومخاطبته المشاركين مباشرة من على منصة صغيرة، في خطوة نادرة، فأعلن أن «غضبتنا اليوم لن تكون حركة عابرة بل بداية لحركة جدية يجب أن تتواصل في الأمة كلها، داعياً المسلمين أن يتحدوا في هذا التحرك لخدمة الأهداف المشتركة… مهما كانت التباينات وهتف المتظاهرون ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وإذ رفعت أعلام «حزب الله " خلال المسيرة والأعلام السورية الرسمية وعلى بعضها صورة الرئيس بشار الأسد، قال نصرالله إن «بث الفيلم كاملاً ستكون له تداعيات خطيرة جداً في العالم، وطالب الدول العربية والإسلامية بالسعي الى إصدار قرار دولي يجرّم الإساءة للأديان السماوية والأنبياء كافة.

إذ تزامنت خطوة سليمان باستدعاء السفير الإيراني مع أنباء عن قصف سوري جوي لمناطق على الحدود اللبنانية – السورية في خراج بلدة عرسال البقاعية اللبنانية (خربة داود)، صباح أمس، ما أدى الى تضرر 3 منازل من دون حصول إصابات، فإن أي تأكيد للقصف لم يصدر عن أي جهة لبنانية رسمية.
وكان وزير الخارجية عدنان منصور طب من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب للبحث في موضوع الإساءة للاسلام.

وأكدت مصادر تلفزيون «المنار " وجود الغطاء الرسمي لموقف منصور «وبقوة
. وقال منصور إنه ينتظر اتصالاً هاتفياً من العربي لوضعه في أجواء الاتصالات التي وعده بإجرائها لتأمين عقد الاجتماع.
على صعيد آخر، التقى رئيس كتلة «المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة في موسكو مع وفد «مجلس العلاقات العربية والدولية بوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف لمدة ساعة ونصف الساعة، وتركز البحث على التطورات في المنطقة، خصوصاً في سورية والموقف الروسي إزاءها.

من جهة أخرى، جددت وزارة الخارجية الأميركية تحذير الرعايا الأميركيين من السفر الى لبنان، معلقة المنح الدراسية فيه. وقالت: «إن احتمال حدوث تصاعد عفوي للعنف في لبنان لا يزال قائماً، وسلطات الحكومة اللبنانية غير قادرة على ضمان حماية مواطني أو زوار البلاد في حال نشوب عنف مفاجئ
وأوضحت أن «على المواطنين الأميركيين المتوجهين الى لبنان أو المقيمين فيه رغم تحذير السفر، تخفيف ظهورهم وتقويم أمنهم الشخصي وتغيير الأوقات والطرق التي يسلكونها لكل تنقلاتهم الضرورية

الى ذلك، نقلت وكالة «اسوشييتد برس " من واشنطن عن بيان للخارجية الاميركية يفيد بان السفارة في بيروت «بدأت باعادة النظر في خططها للطوارئ وبدأت باتلاف ملفات سرية، مشيرة الى انها ارسلت موظفيها اللبنانيين الى منازلهم باكرا. لكنها نسبت الى مصدر في الخارجية ان السفارة لا تواجه خطرا وشيكا بفعل التظاهرات الاحتجاجية على الفيلم المسيء.  

السابق
الأخبار: 14 آذار تعطّل حوار بعبدا
التالي
الشرق الأوسط: الطيران الحربي السوري يقصف بعمق 700 متر داخل الأراضي اللبنانية