دوفريج: “حزب الله” غير لبناني واتهامنا بالعمالة حجة

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دوفريج، في حديث اليوم الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" ("أل.بي.سي)"، ان "حزب الله" غير لبناني على الرغم من انه يضم عناصر لبنانية لأنه يتبع اوامر غير لبنانية".

وقال: "من الواضح ان لدى "حزب الله" مشروعا ايرانيا، و"حزب الله" يتحدث عن هذا المشروع بنفسه. ان اتهام الحزب لقوى 14 آذار بالعمالة ما هو الا حجة من دون اي برهان. إن "حزب الله يدرك جيدا انه ليس لدينا اي ارتباطات خارجية ولا نتلقى الاوامر من الخارج".

واضاف: "لا اظن ان لدينا صواريخ تصل الى ما بعد بعد، ولا نملك الميليشيات التي تنزل الى شوارع بيروت وفي كل الاماكن لكي تفرض رئيس حكومة او حكومة تراها مناسبة او تسقط حكومة. نحن قرارنا واضح من الاساس ونعمل على تحقيقه وهو رفض اي سلاح او ميليشيات موجودة على الاراضي اللبنانية، إذ اننا لا نريد سوى سلاح الشرعية اللبنانية وبناء الدولة الجامعة لكل اللبنانين".
دوفريج رأى ان "هذا الواقع يزعج "حزب الله" وفريق 8 آذار، إذ ان كلامنا لبناني محض".

واكد ان "كل الاتهامات التي تشاع عن ان "تيار المستقبل" يمول المعارضة السورية غير صحيحة"، مشيرا الى ان "هذه الاتهامات تهدف الى التغطية على ما يقومون به".

وأضاف: "الفريق الآخر يمرر مصلحة الخارج قبل مصلحة الوطن، لذلك نحن ككتلة "لبنان اولا" هدفنا امرار مصلحة لبنان اولا والمواطن اللبناني ايضا".

وتابع: "نحن نعرف ان السلاح الموجود مع "حزب الله" له ابعاد، صحيح انه للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل، ولكن ايضا هذا السلاح ايراني لخدمة مصلحة ايران في المنطقة ولضمان وجود مسلح لإيران على شرق البحر الابيض المتوسط. وزيارة الرئيس احمدي نجاد للبنان منذ عامين كانت لتكريس هذا الواقع الجديد، هذه لم تكن زيارة للبنان، بل زيارة تهدف الى القول للعالم إنه اصبح موجودا بجناح مسلح على البحر الابيض المتوسط عند حدود اسرائيل. لو كانت ايران تريد فعلا أن تساعد لبنان لكانت عملت على تقوية الجيش وليس طائفة أو مذهبا في لبنان".

وتطرق الى تصريح القائد الاعلى للحرس الثوري الايراني محمد على جعفري عن وجود عناصر من قوة القدس التابعة للحرس في لبنان وسوريا بصفة مستشارين فقال: "ربما الشباب أتوا لزيارة قلعة بعلبك أو لحضور مهرجانات وبقوا في لبنان. أنا لا اعرف كيف دخلوا. نحن سنطالب بتوضيح هذا الامر، كيف دخل هؤلاء؟ هل دخلوا بفيزة (اجازة) عمل؟ هل لديهم فيزة مستشارين او جواز مرور ديبلوماسي او خاص؟ هذه الاسئلة لا بد أن تطرح ويجب استدعاء السفير الايراني الى وزارة الخارجية للاستفسار عن الامر".

وقال ردا على سؤال: "لو كانت هناك حكومة تقوم بمهمتها وتتخذ القرارات اللازمة ليس فقط بالكلام بل بالفعل ايضا، لكانت استطاعت استقطاب كل الشركات التي تغلق مصالحها في سوريا ومصر وليبيا وينتعش الاقتصاد وفق قول "مصائب قوم عند قوم فوائد"، لم لا نفيد من الظروف من دون التدخل في الشؤون السورية الداخلية".

واضاف: "ما يهم اسرائيل ان ترى الدول المحيطة بها تتفتت وتلتهي كي تنسى اسرائيل وما تقوم به. ووحدتنا الوطنية والدولة القوية هي التي ستكون الشوكة في عين اسرائيل وهذا ما يخيفها اكثر".

وشدد على ان "على "حزب الله" ان يعمل على استقرار لبنان. وفي هذا الاطار هل يعقل ان يقول النائب ميشال عون، الذي كان رئيس حكومة ويسعى الى ان يكون رئيساً للجمهورية، إنه اذا ضربت اسرائيل ايران على "حزب الله" ان يفتح جبهة في الجنوب وعلى سوريا ان تفتح جبهة في الجولان ليضعف الجيش الاسرائيلي تكتيكيا؟".
ورأى ان "هذا الكلام يعني استحالة الوصول الى بناء البلد، كما يشكل حجة لاسرائيل إذ ان "حزب الله" وعون لديهما اكثرية الحكومة اللبنانية وهذا يعني ان اسرائيل يمكنها ان تضرب كل البنى التحتية في لبنان من وزارة الدفاع الى القصر الجمهوري الى السرايا الحكومة الى شارع المصارف ومرفأ بيروت والمطار الدولي والكهرباء".
وقال: "الاسرائيليون لا يهمهم شيء فهم مجرمون خصوصا في لبنان، لبنان بالموزاييك الذي تحدث عنه قداسة البابا اكبر شوكة في عين اسرائيل، التعايش بين الاديان وتقاسم الادوار في الدستور هو المثل غير الصالح عند الكيان الاسرائيلي. لذلك فإن مخطط اسرائيل تقسيم لبنان الى فيديراليات طوائف لكي يثبتوا ان التعايش غير ممكن، التعايش في لبنان ممكن وسنبرهن ذلك، ولكن علينا كأحزاب وعلى رأسها "حزب الله" ان يبرهن ان التعايش هو حقيقي".
وعن زيارة البابا بنيدكتوس السادس عشر، قال: "ما قاله البابا في الارشاد الرسولي وفي خطاباته يعني انه لا يمكن طائفة ان تفرض رأيها على الآخر، وما يحصل اليوم انه اذا لم تكن مع رأي "حزب الله" ومشروعه تكون خائنا ودمك حلالا، هذا ليس الارشاد الرسولي".
وعن الجهة المسؤولة عن تطبيق ما ورد في الارشاد الرسولي، قال: "هي مسؤولية كل الطوائف في لبنان، من اصغر طائفة الى اكبر طائفة. أنا أعتبر أن توجه قداسة البابا أمس كنا نعرفه، فهو في الدستور اللبناني. الفرق بين ما يقوله البابا والسيد نصرالله يكمن في ان البابا يدعو الى التعايش بمعنى ان يعيش كل شخص دينه كما يريد من دون ان يفرض عليه احد اي توجهات أو افكار ضمن دولة لبنانية واحدة، وهذا هو مشروع الدولة، أما توجهات سماحة السيد فهي أنه مع التعايش ولكن بشروطه، فعندما يقول النائب محمد رعد ان على هذه الحكومة البقاء حتى انتخابات فهذا الامر غير طبيعي".
اضاف: "إن طريقة تعامل "حزب الله" في الدولة اللبنانية تؤكد انه القائد الاعلى لهذه الحكومة، والواضح ان لديه حليفا مسيحيا هو ميشال عون، والواضح أنه اتخذ قرارا استراتيجيا ينص على عدم السماح أي من فريق 8 آذار بأن ينتقده (اي عون)، لأن عون يوفر لهم غطاء مسيحيا يخدمهم أكثر، واذا أزيل هذا الغطاء يضعفون كثيرا في لبنان".

وعن قصف الطيران السوري لخربة داود في عرسال، قال: "ما يمكن ان يكون تعليقنا؟ هل سنقول "برافو" للجيش السوري لانه يضرب الاراضي اللبنانية؟ خربة داود فيها اراض زراعية، ما ذنب المزارعين الذين يذهبون لفلاحة اراضيهم؟ اذا كانوا يدعون أن تهريب السلاح يحصل في تلك الاراضي فليحضروا الأدلة".

وقال ردا على سؤال: "إن الجيش مجبر على أن يكون لديه على الاقل بين ال 10 و15 الف عسكري في الجنوب، وهؤلاء غير موجودين بسبب المشاكل في لبنان سواء في طرابلس او عكار او بيروت، وبالتالي الجيش اليوم ليس لديه القدرة العددية ليتمكن من الانتشار في كل مكان. إن القرار 1701 أتى لمؤازرة الجيش من اجل حماية كل حدوده".
ولاحظ ان المشكلة مع سوريا ومع السفير السوري علي عبد الكريم علي انهم "جميعا تابعون لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي لا يعترف بدولة اسمها لبنان".

وأكد ضرورة ان يفهم السفير السوري ان "المطالبة بطرده ليست موجهة اليه كشخص بل الى طريقة عمله والاوامر التي ينفذها".

وقال ردا على سؤال: "بعد توقيف الوزير السابق ميشال سماحة والاعترافات التي ادلى بها، هل من المقبول الا يكون للدولة ردة فعل بحجة الدفاع عن النفس؟ رئيس الجمهورية كلامه عظيم ورائع ولكن نحن نريد فعلا. انا مرتاح لأداء رئيس الجمهورية وتصريحاته الاخيرة ولكن هذا موقف يبرهن ان هناك رئاسة جمهورية في لبنان اذ منذ زمن كنا نريد ان نشعر بأن لدينا رئيسا".

وأضاف: "على الحكومة اللبنانية ان تجتمع وتسأل كيف ترسل متفجرات للايقاع بين المسلمين والمسيحيين في عكار؟، يجب ان يجري هذا بطريقة رسمية امام الشعب اللبناني ليشعر ان هناك دولة تدافع عن مصالحه".
تابع: "هناك موقوف اليوم (سماحة)، صاحب العلاقة الاساسي وصاحب السيارة ولديه صفة مستشار الرئيس بشار الاسد. قيل ان هذه المتفجرات التي وجدت كانت من اجل زيارة البطريرك بشارة بطرس الراعي الى عكار، كما سمعنا ان هناك لائحة اغتيالات فيها اسم الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. نريد ان ننتظر نتيجة التحقيق لكن الاعترافات كافية من اجل استدعاء السفير السوري وقيام الدولة بواجباتها".

وقال: "خطأ جميل السيد يكمن في انكار وجوده في السيارة (برفقة سماحة). ولكن الواضح انه كان فيها والا فلماذا أنكر في البدء ولماذا ارسل ابنه محاميا عنه؟".

وعن الفيلم المسيء الى الاسلام، قال: "نحن كمسيحيين لا يمكن أن نقبل أن تهان طائفة بهذه الطريقة. توقيت هذا الفيلم على الانترنت و"اليوتيوب" قبل مجيء قداسة البابا الى لبنان بيومين لافت، كما ان ردة الفعل في ليبيا بقتل السفير الاميركي وأيضا احراق مطعم ال"kfc" في طرابلس مسيئة ايضا الى الاسلام".
وعن دعوة الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى التظاهر احتجاجا على الفيلم، قال: "كنت افضّل ان ينتظر سماحة السيد بضعة ايام ليظهر على التلفزيون وليس بعد ربع ساعة من مغادرة قداسة البابا. يجب ان يكون هناك مظاهرات سلمية حضارية لاستنكار الفيلم والمطالبة بتحقيق مع المخرج والمنتج، ولكن يجب الا تكون ردود الفعل بالقتل والتكسير".
وشدد على ان "احدا لا يمكنه ان يضع الفيلم في اطار الحرية الاعلامية".

وعن الوضع الاقتصادي، قال: "المواطن يعيش في حال سيئة، فالحال الاقتصادية ستصل الى الخط الاحمر، والقطاع المالي والمصرفي يشهد ضغوطا كبيرة، فحاكم مصرف لبنان يتنقل دائما في الطائرة من واشنطن واليها وغيرها اكثر من مكوثه في مكتبه في مصرف لبنان لكي يخفف الضغوط عن مصرف لبنان الوحيد الذي يعمل في لبنان".

وعن سلسلة الرتب والرواتب، قال: "يتهموننا كنواب باننا نعمل ضد القطاع العام وهذا الكلام غير صحيح، نحن نعمل مع القوة الشرائية للبنانيين، ولا نريد ان نعود الى مرحلة 1998 عندما وصل الدولار الى 2850 ليرة. لا احد يستطيع ان يفرض ضرائب جديدة على اي قطاع في بلد لديه ركود اقتصادي".  

السابق
وفد “لجنة إحياء ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا” زار صيدا والتقى سعد
التالي
جنبلاط: المسؤولية على اللبنانيين مضاعفة لترجمة الإرشاد الرسولي