الشرق الأوسط: البابا يختتم زيارته للبنان بدعوته لمقاومة ما يمكن أن يدمره أو يقوضه

اختتم بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر زيارته إلى لبنان التي استمرت 3 أيام، وغادر بطائرته الخاصة مطار بيروت الدولي مساء أمس عائدا إلى الفاتيكان. وحفل اليوم الأخير من رحلة البابا إلى لبنان ببرنامج مليء بالنشاطات، كان أبرزها القداس الذي أقيم على واجهة بيروت البحرية، والذي حضره نحو 350 ألف شخص بحسب التقديرات، يتقدمهم أركان الدولة اللبنانية، وقيادات دينية وعسكرية وأمنية وشخصيات سياسية ودبلوماسية.
وقال البابا في كلمة ألقاها خلال الحفل الوداعي الرسمي الذي أقيم له في مطار رفيق الحريري الدولي: "أصلي من أجل لبنان لكي يعيش بسلام ويتصدى بشجاعة لكل ما يمكن أن يدمره أو يقوضه". وأضاف: "أتمنى للبنان أن يواصل السماح بتعددية الأديان وعدم الإصغاء لصوت الذين يريدون منعها". كما عبر عن أمله في أن "يعزز لبنان الشراكة بين جميع سكانه، مهما كانت طائفتهم أو دينهم، وأن يرفضوا بإصرار ما يمكن أن يؤدي إلى انقسامهم، وأن يختاروا الأخوة فيما بينهم".
وقال البابا الذي شدد خلال أيام زيارته الـ3 إلى لبنان على أهمية أن يكون التعايش بين الطوائف المختلفة نموذجا لمنطقة الشرق الأوسط: "لقد شهد العالم العربي والعالم بأسره في هذه الأوقات المضطربة مسيحيين ومسلمين مجتمعين من أجل الاحتفال بالسلام"، في إشارة إلى مشاركة مسلمين في الاحتفالات خلال زيارته إلى لبنان التي أدرجها تحت شعار السلام.
وقال البابا: "أشكر بشكل خاص كل الشعب اللبناني الذي يشكل فسيفساء غنية وجميلة، والذي عرف كيف يظهر لخليفة بطرس حماسته عبر المساهمة المتعددة الأشكال والخاصة بكل مجموعة. أشكر خصوصا ممثلي الطوائف المسلمة، وخلال زيارتي لاحظت إلى أي حد ساهم وجودكم في إنجاح زيارتي".
وقال البابا: "إنه لتقليد في الشرق الأوسط أن يستقبل الضيف العابر بانتباه وتقدير، كما فعلتم. أشكركم جميعا (…) إلى جانب الانتباه والتقدير، زدتم شيئا إضافيا يمكن تشبيهه بالتوابل الشهيرة الشرقية التي تثري مذاق الأطباق: إنه حماسكم وقلبكم اللذان يجعلانني أشتهي العودة إليكم ثانية. أشكركم شكرا خاصا. الرب يبارككم على هذا".
وتمنى البابا للبنان أن "يعزز الشركة بين جميع سكانه، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم، بالرفض القاطع لكل ما قد يدفع للتفرقة، وباختيار الأخوة بحزم". وخلال القداس، دعا الحبر الأعظم المجموعة الدولية والدول العربية إلى "اقتراح حلول حيوية من أجل السلام في المنطقة".
ورأى أن "الحلول يجب أن تحترم كرامة كل شخص بشري وحقوقه وديانته". وقال: "من يريد بناء السلام يجب أن يتوقف عن رؤية الآخر شرا يجب القضاء عليه، فلنتضرع إلى سيدة لبنان والله من أجلكم وبشكل خاص من أجل سكان سوريا والدول المجاورة التي تتوق إلى هبة السلام، تعرفون المشكلات التي تعصف في المنطقة فالآلام كثيرة، لا نزال نستمع إلى صراخ الأرامل والأيتام والنساء والأطفال هم أول الضحايا، لماذا هذا الكم من الموت؟".
وشدد على أن "احترام حقوق الإنسان من الحقوق الضرورية، خاصة حرية ممارسة الشعائر الدينية، فليس من السهل أن نحترم الآخر ونحبه إذا كان مختلفا جدا، لكن هذا ضروري من أجل أن يحل السلام"، متمنيا أن "يحل السلام في هذه المنطقة، وأن يفهم الجميع أننا إخوة العذراء، أمّنا تفهم ذلك، ونحن بمعية الأساقفة والكرادلة نود أن نتضرع للعذراء لحماية الشرق الأوسط، أتمنى أن تتحلوا بالإيمان لتعيشوا معا كإخوة".
وتوجه البابا بنديكتوس السادس عشر في ختام القداس إلى بطاركة الشرق الأوسط الكاثوليك بالقول: "أصلي للرب كي يمنح الشرق الأوسط خداما للسلام والمصالحة كي يتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة، إنها شهادة على المسيحيين أن يقدموها"، داعيا الجميع "للعمل من أجل السلام كل على مستواه، وحيث يوجد، ويجب أن تكون الخدمة في قلب حياة الجماعة المسيحية".
 
 

السابق
الأخبار: البابا مغادراً: المسيحيّون خدّام السلام في المنطقة
التالي
الحياة: مئات الألوف يشاركون في قداس بيروت في اختتام زيارته لبنان والبابا يدعو إلى مساعدة الشعب