6 نقاط من الـ12 المتبقية ستضع «منتخبنا» في قلب المنافسة

لعب لبنان نصف مبارياته المقررة في الدور الآسيوي الحاسم المؤهل الى «مونديال البرازيل 2014»، وجمع 4 نقاط من 12 ممكنة، وتبقى له أربع مباريات و12 نقطة ممكنة. ويكفيه 6 نقاط منها للدخول في قلب المنافسة على التأهل، أقله على المركز الثالث الذي يخوله بالمنافسة على بطاقة «الملحق الآسيوي»، ومن ثم على بطاقة التأهل المخصصة لثالث آسيا وخامس أميركا الجنوبية.
وفي العودة قليلاً إلى الوراء، وتحديداً خلال التصفيات التمهيدية التي تأهل منها لبنان إلى «الدور الحاسم»، فقد جمع لبنان 10 نقاط من 18 ممكنة كانت كافية لتحقيقه إنجازا تاريخيا ودخوله لائحة أفضل 10 منتخبات آسيوية للمرة الأولى، ما اعتبر «مفاجأة كبيرة»، خصوصاً أنها جاءت على منتخبات تتقدم علينا بأشواط كبيرة فنياً ومادياً (الإمارات والكويت)، ناهيك عن الفوز على كوريا الجنوبية في بيروت (2ـ1)، التي تلقت خسارتها الوحيدة في التصفيات أمام لبنان بعدما سبق لها أن اكتسحته بستة أهداف نظيفة على أرضها بانطلاق التصفيات.
ولقد كان ما يعتبر مستحيلاً على لبنان في تلك التصفيات، واقعاً وحقيقة، وأسقط مقولة «المفاجأة»، لأن الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في رابعة لا يصنف أبداً في خانة «المفاجأة»، حيث تكون «المفاجأة» عادة محصورة بفوز وحيد يأتي عبر «ضربة حظ»، ما يثبت قدرة لبنان ولاعبيه الأبطال على المنافسة في اي وقت وأي مكان.

خسارة غير طبيعية أمام قطر؟

وجاءت مباريات «الدور الحاسم»، حيث كانت الفرصة مؤاتية أمام لبنان عبر لعبه أول مباراتين على أرضه وبين جمهوره، لجمع 6 نقاط يفرض فيها نفسه منافساً قوياً، إلا أن ما حصل في المباراة مع قطر والخسارة أمامها (صفرـ1)، شكل انتكاسة غير متوقعة، ما طرح علامات استفهام عديدة حول أسباب الخسارة، حيث بانت خيوط تؤشر لاختراق بعض لاعبي لبنان «مادياً» (…)؟! وضع «الاتحاد اللبناني» يده على بعض التفاصيل المتعلقة بها، وهو يعمل منذ فترة طويلة على جمع المزيد من المعلومات حول هذا الخرق، وسط إجراءات ميدانية حاسمة لحماية «المنتخب» من أي خرق مماثل.
وجاءت المباراة مع أوزبكستان ونجح «المنتخب» بالتعادل (1ـ1)، ليحرز نقطته الأولى، على حساب «منتخب» يعتبر منطقياً مرشحاً قوياً للمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل المباشر الى الـ«مونديال» مع كوريا الجنوبية، ومن بعدها ذهب إلى كوريا الجنوبية حيث خسر (صفرـ3)، ورغم منطقية هذه الخسارة، إلا أنها جاءت من أخطاء دفاعية قاتلة كان يمكن تلافيها، الى غياب قائد «المنتخب» رضا عنتر الذي يشكل وحده نصف قوة «المنتخب» مع احترامنا الكبير لجميع اللاعبين.
و في المباراة مع إيران، عاد «المنتخب» الى سكة المنافسة، وكان واضحاً في هذه المباراة أن رضا عنتر أثبت مرة جديدة فعاليته كقائد، حيث شكل وجوده «صمام أمان»، فلم يكتف بتسجيل هدف الفوز الوحيد، بل كان ناشطاً في كل أرجاء الملعب، وكم من مرات شاهدناه يوجه الدفاع والحارس عباس حسن قبل تنفيذ الركلات الحرة والركنية، حيث كانت توجيهاته تساعد على إفساد الهجمات الايرانية، وكلنا نذكر كيف أن لاعبي إيران حاصروا «المنطقة اللبنانية» بعد خروج عنتر مصاباً، ولولا بسالة الحارس عباس حسن وتألقه الإعجازي إلى فدائية الدفاع لما احتفلنا بالفوز الغالي.

الفوز على قطر

الآن، لن نعود الى الوراء، فأمامنا شهران بالتمام والكمال للاستعداد لواحدة من أهم مباريات لبنان في الدور الحاسم، حيث ستقرر نتيجتها بشكل حاسم موقف لبنان في «الدور الحاسم».
ففي يوم الأربعاء 14 تشرين الثاني، سيحط لبنان في الدوحة ضيفاً على قطر، وليس أمامه سوى الفوز لرفع عدد نقاطه إلى 7. وإذا ما جاءت نتائج مباريات الجولة الخامسة التي يغيب عنها، لمصلحته، كفوز أوزبكستان على قطر، وكذلك فوز إيران على كوريا الجنوبية أو التعادل معها، فإن لبنان سيكون منافساً قوياً، وسيكفيه بعدها 3 نقاط من مبارياته الثلاث المتبقية لحفر اسمه على طريق الـ«مونديال»، أقله على المركز الثالث إن لم يكن على إحدى بطاقتي التأهل المباشر.

الحلم صعب وليس مستحيلاً

قد يسخر البعض من إمكان تحقيق الحلم، فعلى الرغم من صعوبة تحويله الى واقع، الا أنه ليس بالمستحيل، خصوصاً أن مستويات المنتخبات المشاركة في مجموعة لبنان لا تحمل فوارق فنية كبيرة يصعب مجاراتها. فكوريا الجنوبية لم تعد ذلك العملاق الذي يصعب إسقاطه، فكما فزنا عليها (2ـ1)، بإمكاننا تجديد الفوز، أو التعادل على الأقل، وتحديداً مع اكتمال صفوف «منتخبنا». وإيران أيضاً، لم تعد كإيران التي غلبتنا (4ـ صفر)، بافتتاح «كأس آسيا لبنان 2000»، واكبر دليل هو فوزنا عليها (1ـ صفر). أما أوزبكستان، فهي الخطر المباشر على «منتخبنا» وقد تكون مباراتنا معها هي الأصعب على الإطلاق.
وتبقى قطر، وهي بحسب المعايير الفنية القائمة حالياً «الحلقة الأضعف»، وخير دليل على ذلك خسارتها على أرضها وأمام جمهورها (1ـ4)، أمام كوريا الجنوبية، وفوزها علينا بهدف «هدية» في مباراة تحمل «شبهات»، في مقابل تعادل سلبي مع إيران في طهران. من هنا، تبرز أهمية الفوز عليها في 14 تشرين الثاني.

دور «الوزارة والاتحاد»

يبقى لتحقيق الحلم، الدور الأساس الذي يمكن لـ«وزارة الشباب والرياضة» و«الاتحاد اللبناني لكرة القدم» أن يلعباه للمساهمة في تحقيق الحلم.
فكما هو معروف، فإن الوزير فيصل كرامي قد ذهب بعيداً في تقديم كل أنواع المساعدة الى «الاتحاد»، لدعم «المنتخب» وهو أعلن بشكل قاطع خلال استقباله رئيس «الاتحاد» هاشم حيدر الأربعاء الفائت، أن قضية «المنتخب» هي من أولوياته، وقد وضعها على طاولة «مجلس الوزراء»، حيث لقيت تجاوباً من الجميع، وفي طليعتهم رئيسا الجمهورية والحكومة.
من جهته، فإن «الاتحاد» مطالب في هذه المرحلة ببذل أقصى جهود ممكنة لتوفير كل ما يلزم للعمل على تحقيق «الحلم»، فأمامنا شهران للمباراة مع قطر، وهي فترة أكثر من ممتازة لوضع خطط متقدمة للاستعداد مع المدير الفني الألماني ثيو بوكير، عبر إجراء معسكرات ومباريات، وكما لم يقصر «الاتحاد» في الفترات السابقة، فمن المتوقع منه أن يرفع وتيرة عمله في الاتجاهات كافة، رغم الصرخة التي أطلقها حيدر خلال لقائه كرامي وتضمنت «أن الاتحاد لم يعد قادراً على تحمل الأعباء المادية الباهظة لوحده».
وحسناً فعل «الاتحاد» بمكافأة كل لاعب من لاعبي «المنتخب» بعشرة ملايين ليرة تقديراً للفوز على إيران، لكن المكافآت ليست هي «الطريق الوحيد» لتحقيق الحلم، على ألا ينسى مواصلة ما بدأه لحماية «المنتخب» من خرق قطري جديد (…).  

السابق
البابا: لبنان مدعو اليوم الى ان يكون مثالا في التضامن والتعايش والحوار
التالي
الحاج حسن: لبنان وطن رسالة التعايش والمقاومة