الديار: البابا يخاطب اللبنانيين بالعربية “سلامي اعطيكم”

حللت أهلاً ووطئت سهلاً يا خليفة بطرس على كرسي الكرازة البطرسية، يا رأس الكثلكة في العالم، ورئيس الديانة المسيحية، وممثلها على هذه الأرض.أهلاً بك رسولاً للسلام والمحبة والعيش الواحد، إلى لبنان بوابة الشرق العربي، ومتحف حضارات الدنيا.
أهلاً بك داعية خير ووئام وتسامح ومحبة، أهلاً بك مصلحاً ووسيطاً، أهلاً بك سنداً للمسيحيين والمسلمين القلقين على وجودهم في هذا الشرق، أهلاً بك في رحاب المسيحية المشرقية، وربوع القرآن المنزل، وحنايا التوراة القديمة. أهلاً بك سيداً عزيزاً في وسط شعب لبناني أبي. أهلاً بك آتياً من خلال لبنان إلى الشرق الأوسط، هذا الشرق المسكين المعنى المتألم، كما يسوعك الحبيب.
البابا بنيديكتوس الـسادس عشر، الينا أتيت اليوم، دليلاً واضحاً على اهتمام الكنيسة بشعبها، بالمسيحيين في لبنان والشرق، ولعلها أكثر من مطلوبة، خاصة في ظل هذا التوتر المتواصل في هذا الشرق. هو الراعي المسيحي الأول، يطل على رعيته الكبيرة، انطلاقاً من لبنان، إلى العراق الجريح، والمحروسة الشقيقة الكبرى، وسوريا المتألمة،والأراضي المقدسة..من أجل تجديد الرجاء والأمل لأن الرجاء هو ما يزيد الناس إقداماً.
إن زيارتك لبنان هو فعل أمل ورجاء وإيمـان بتـاريخ لبنان، برسالة لبنان، بماضي لبنان وبمستقبل لبنان، لبنان القوي، العزيز الصامد، رغم الزوابع والعواصف المتنقلة، والحروب الطاحنة، والإستهدافات المتكررة، ورغم الحروب الأهلية، وحروب الآخرين على الأراضي الأهلية، بوساطات ووسائل محلية.
نعم هو لبنان، ملخص الشرق واختصاره، هو بكلمة واحدة، نعمة شركة ومحبة، كما قال غبطة البطريرك، متخذا من هذا التثاني شعاراً، للخدمة الحبروية، وللبنان الجديد، شعار الشركة والمحبة، الذي أتيتم كي توقعوا، وبالحبر الملوكي للسيادة البطرسية، تزكيته، مع توقيعكم الإرشاد الرسولي للبنان والشرق الأوسط.
هو لبنان، وطن لجميع أبنائه، لا شركة، ولا إقطاعات، ولا مزرعة، ولا ساحة، ولا شيء، إلا لبنان. ومن لا يعلم ما هو لبنان، وما هو دور لبنان، وما الشرق بدون لبنان، بدون رسالة لبنان، الوطن الكبير، الذي احتضن الشرق وعلى هذا نراهن في لبنان.مع أن الصورة المتمظهرة اليوم ليست كما نحب أن تكون، ولكننا لم نيأس بعد، لا ولن نيأس..فوجود هكذا نموذج، كهذا اللبناني، هو العكس الحتمي والنقيض الأساسي منطق صراع الحضارات والأديان.
أنت القائل أيها البابا، خلال تعليقك على مثل يسوع عن الزرع الجيد والزؤان. «يسوع يشبه ملكوت السماوات بحقل قمح، لكي يُفهمنا أن شيئاً صغيراً ومخفياً وإنما ذات قوة حيوية لا تقهر، قد زرع فينا، تقول إن «ملكوت السماوات يعني سيادة الله وأن «هذا يعني أن يجب أن تعتبر مشيئته المعيار المرشد لحياتنا
امام خطر حلول العشب الضار محل الزرع الجيد في حياتنا، تختتم يا قداسة بنديكتوس السادس عشر، «ينبغي أن نكون مستعدين للحفاظ على النعمة التي نلناها يوم عمادنا، بمواصلة تغذية إيماننا في الرب الذي يمنع تجذر الشر، وتقول «خلال النظر إلى ملكوت السماوات، «يجب ألا تتم رؤية السماء فقط كعلو فوقنا، بل كمدى لامتناه له أيضاً شكل سريرة الإنسان، هذا ما قلته صباح الأحد قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي معالحجاج المحتشدين في ساحة القصر الرسولي في كاستل غاندولفو.
سلامك تعطينا، وكم نتمنى أن نأخذ السلام، فالسلام خاصية تتمتع بها النفوس المتحررة، لا المستعبدة بنير العبودية والإستعمار الفكري داسة البابا، يا موحد قلوب اللبنانيين على زيارتك، آتياً باسم السلام والمحبة، وما أجمل المحبة والسلام، وما أرقى المحبين والمسلّمين، هل نحن بحاجة، يا صاحب القداسة، لآلاف الجنود وقوات فض الإشتباك من أجل رد المحبة عن الإيمان، أم أننا نقول مع عقلائنا، «ما أجمل أن يتلاقى الاخوة معا في قلب بيروت وقلب لبنان قلب العرب وقبلة العالم، لقاء القلوب من الجهات الاربع، هنا نعيد قراءة قانوننا بإله واحد آب ضابط الكل وبشعب واحد أبي يجسد قيم السماء وانتظارات الشعوب.
قد عبرت يا قداسة البابا عن سعادتك للترحيب الحار الذي لقيته على أرض المطار، وقلت أن «هذه الزيارة استجابة لزيارتكم (في إشارة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان) إلى الفاتيكان عام 2008 و2011 وزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولتأكيد متانة العلاقة بين لبنان والكرسي الرسولي، ولفتت الى وجود القديس مارون الذي يذكر باستمرار أسس لبنان التي تتمثل بالتعددية وبكون لبنان بلد الرسل. فشكراً لك، وشكراً لشكرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وشكراً لإرشادكم الرسولي الذي نأمل، كما قلت، أن يعطي الأمل للسنوات المقبلة
أما دعوتك للبنانيين الى الصلاة، فكم نأمل ان تلقى هذه الدعوة صدى، وكم هو جميل ما قلته على أهمية وجود الله في حياة الشعب. «أراد الله أن يكون كل البشر أخوة، ما يستدعي ذلك إرادة من كل اللبنانيين ليكون بلدهم نموذجاً للعالم، لذلك نطلب من الله مساعدتنا على حماية هذا البلداللهم آمين.
قداسة البابا، أهلاً وسهلاً بك في لبنان، ارض القداسة والقديسين…
البابا يخاطب اللبنانيين
ابدى البابا بنيدكتوس السادس عشر في كلمة القاها عند وصوله الى مطار بيروت ان "يلبي الدعوة بزيارة لبنان"، لافتا الى ان " هذه الدعوة المزدوجة تبين متانة العلاقات القائمة منذ القدم بين لبنان والكرسي الرسولي وتبغي المساهمة في تعزيزها وهي تعتبر ايضاً رد على زيارتكم لي في حاضرة الفاتيكان في 2008 والاخيرة في 2011 والتي تلتها بعد 9 أشهر زيارة رئيس مجلس الوزراء".
واشار الى انه " خلال لقاءنا الثاني قد تمت تبريك التمثال المهيب للقديس مارون وجوده الصامت على جانب بازيليك القديس بطرس يذكر بشكل دائم بلبنان في المكان ذاته حيث دخل القديس بطرس ويظهر إرثا روحيا قديما بتثبيته اجلال اللبنانيين لاول الرسل ولحلفائه ولتكريمهم الكبير لسمعان بطرس يضيف البطاركة الموارنة إنه لجميل رؤية القديس المارون من أجل بلدكم ومن أجلالشرق الاوسط بأكمله من المزار البطرسي فخامة الرئيس إنني أشكركم".
وتوجه الى رئيس الجمهورية بالقول " هدف زيارتي ايضا توقيع الارشاد الرسولي وهذا حدث كنسي مهم جدا واشكر كل البطاركة الكاثوليك خصوصا الكاردينال صفير والبطريرك الراعي الذين ساهموا بذلك واحيي كل اساقفة لبنان ومن عمل معي لانجاز هذه الوثيقة المهمة"، مؤكدا " لتجلي لدور الكنيسة المارونية في ايماننا ولطالما نكن المحبة للشرق الاوسط واشكر الرئيس مسبقا لكل الجهود التي بذلتموها لنجاح زيارتي للبنان"، مؤكدا ان " الحكمة هي اهم الصفات لذلك نطلب من الله ان يعطيكم قلوبا حكيمة وذكية واعبر عن اهمية وجود الله في حياة كل واحد منكم وكيف ان طريقة العيش سويا من الميزات الموجودة في لبنان".
وابدى تعاطفه " مع الاحداث المؤلمة في لبنان"، مضيفا "برهنتم انكم في هذه الامة الصغيرة ثمة وئام بين الكنائس المختلفة وفي الوقت نفسه برهنتم عن الحوار بين المسيحيين والطوائف الاخرى"، لافتا الى ان "هذا التوازن حساس جداً وهو احيانا اذا اختل يؤدي الى ضغوط ليست ضغوطا ضمن اطار التناغم ويجب ان يكون هناك حكمة عالية لتأمين الخير للجميع"، معتبرا ان " الارشاد الرسولي بمثابة خارطة طريق للسنوات المقبلة واعبر عن سروري للقاء المقبل مع ممثلي الكنيسة الكاثوليكية واحيي البطاركة من الطائفة الارثوذكسية الذين استقبلوني اضافة الى الطوائف الاخرى ووجودكم يعبر عن التعاون بين الطوائف المختلفة في لبنان وستستمرون في السعي وراء الوحدة والتوافق"، مضيفا "اصلي ايضا من اجل بلدان الشرق الاوسط كصديق السلام وسكان هذه المنطقة مهما كانت معتقداتكم، سلامي اعطيكم، الامكم وسعادتكم موجودة في صلواتي، اصلي لكل من يتألم في هذه المنطقة وهم كثر فتمثال مار مارون يذكرني بما عانوه".
وطلب من الله " الحفاظ على هذا التوازن"، لافتا الى ان "العلاقة بين الكرسي الرسولي ولبنان ضاربة في الاعماق جئت الى لبنان كصديق لله والبشر، سلامي اعطيكم".
  

السابق
السفير: البابا لمسيحيي الشرق: “لا تخافوا” .. ولمسلميه: “توازنوا”
التالي
المستقبل: البابا يرحّب بالربيع العربي: صرخة حرّية